قال متهكماً: جدي كان يأكل بالشوكة والسكين، وجدك كان جائعاً يرعى الإبل في صحراء قاحلة لا بحيرات عذبة ولا أنهار وبساتين! قلت متفاخراً: نعم هذا صحيح جدي صبر على الجوع ورعى الإبل بالصحراء القاحلة لا انهار ولا بساتين، لكنه عشق الصحراء هي ارض الأجداد وموطن نبينا الكريم عليه أطيب الصلاة والتسليم، لذلك هب اجدادنا تلبية دعوة المؤسس لتوحيد البلاد، وتعاهدوا على عقيدة التوحيد، انظر لها شامخة مسطره على العلم الذي لا ينكس. ورزقهم ربهم على صدقهم وصبرهم، واخرج لهم من الصحراء القاحلة ذهباً أسود، وسقاهم ماءاً عذباً يخرج من بحراً مالح. وجدك كان يأكل بالشوكة والسكين وهذا من بركات الاستعمار! وبلادكم فيها أنهار وبساتين وثمار، لكنها حين رأتكم لم تعرفكم، لكثرة من دخل عليها وخرج! قال بغضب: نحن بلد الحضارة بلاد الثقافة، ونحن من علمكم حتى في أمور دينكم؟ قلت مبتسما: يكفينا بلد الحرمين، وإذا كنت علمتنا كما تزعم؟! فأن كل درساً بثمن، وإلا ما الذي دفعك لترك الأنهار والبساتين والشوكة والسكين، لتعليم أبناء الصحراء! وزعمك أنك علمتنا ديننا فهذا كذب وافتراء مجحف، نحن مسلمين، أبناء مسلمين، أحفاد موحدين، نؤمن برب واحد وشعب واحد ووطن واحد وملك واحد، عقيدتنا بالتوحيد وهويتنا بالإسلام، ولم نفتح الباب للمستعمر ولم نستورد لبلادنا كل اشتراكي يساري وحزبي وظلالي..! قال يائساً: قريباً تأتيكم ثورات ومظاهرات وستدمر بلادكم، وتصبح خراب ودمار، وترجعوا رعاة الإبل كما كنتم. قلت شامخاً: تلك امانيكم وأحلامكم، الغي أعمى عقولكم، وها أنت تهرف ما لا تعرف. وسأعلمك درساً بالمجان: وطني..! ليس ككل البلدان حباً وعطاء بناءٌ ورخاء والناس هنا أخوان لكن ليس كما الإخوان! والشعب يحب قيادته وقيادته أيضاً تهواه يا من لن تفهم أبداً كيف هو حب الاوطان!! حكومة المملكة كانت دائماً سباقة بتقديم المساعدات للدول والشعوب المنكوبة، ولم تتأخر يوماً عن مساعدة الأشقاء العرب والمسلمين، وكذلك هو شعب المملكة من الكبار والصغار، والرجال والنساء، قدموا تبرعاتهم بالمال والحلي، وليس غريباً عليهم حب الخير وجيناتهم تحمل كرم وشهامة العرب. هناك من امتلاء قلبه حقد وحسد على السعودية والسعوديين، وبإسم الاعلام الحر نطق أول مرة صوت عربي يقول: هنا لندن! سكت دهراً ونطق كفراً، وعبر الأثير يروج الاكاذيب والافتراءات في حق المملكة وشعبها وقيادتها! وعلى النقيض لم يسمع لهم تصريح أو تلميح عن مجازر صبرا وشاتيلا وقانا، أن قضيتهم بيعت بالأمس بأبخس ثمن! أغلقت هيئة الإذاعة البريطانية القسم العربي، الناعقين بالكذب والافتراء على المسلمين في أرض الحرمين! ولم يسمع لهم تنهيد أو حرف واحد في الصهاينة المغتصبين!! تم تشريدهم من لندن، لكنهم استقبلوا بالأحضان في مكاناً قريب! عند من كنا نحسبهم يوماً أشقاء وإخوان! وعاد الاوباش ينعقون بالصوت وبالصورة، ويمارسوا الكذب والافتراء وزادوا عليه التآمر واشعال الفتن.. استقبلهم السوس رئيس حكومة الجزيرتين! ووظف تحت أمرهم كل الوسائل القذرة لمواصلة النعيق ضد المملكة وشعبها. قام السوس بكل بجاحه وفتح مكتب تجاري للصهاينة ويريد رمينا بأفعاله الدنيئة، والناعقون يصفقون له فرحاً منهم وتأييد للخطوة التجارية التي أخذها مع الصهاينة، ولا تستغرب إذا قالوا: أن طريق القدس يبدأ بالتجارة مع المحتل! تحالف هذا السوس مع كل شيطان ومع كل مارق، يحاول بشتى طرق الخسة والدناءة بأن يشعل الفتنة بين الشعب السعودي وقيادته، وكل المحاولات والجهد والمال الذي يبذله ومن خسارة الى خسارة، وحتى حلفائه تساقطوا الواحد تلو الاخر، والسوس غبي يريد إشعال فتنة بالسعودية لا يعلم أن غيره كان أشطر! طوال عشرين عام من الدسائس والمؤامرات التي تحاك ضد المملكة، ولا يضير السحاب شيئا، ولم يرتدع هذا السوس الغبي، ولم يتقي شر الحليم إذا غضب، لأنه بكلمة واحدة رجع لمكانته الطبيعية! وصار الان يتخبط ويبدد الأموال بدفع الرشاوي للمرتزقة في لندن وأوباش العرب في أمريكا، وكل يوم يتجرع فيه الحسرة ويشعر بالذل والهوان