كلمة حق قالها المغفور له الملك عبد العزيز عند توحيده المملكة حيث دعا الله أن ينصره إن كان في حكمه مصلحة للإسلام والمسلمين. صيحة أطلقها صقر الجزيرة حيت امتشق السيف وحطم صرح الخرافة في الجزيرة العربية ووحد القبائل وحقن الدماء وقضى على الجهل والفتن وأمن الطريق ونشر العلم وقاد البلاد إلى طريق الجد والتقدم والنجاح. كنا حفاة رعاة نتقاتل عند لكاك الإبل على موارد المياه وكانت الغارات بين القبائل هي سنة القوم الدماء تسفح والأموال تنهب والصراخ والعويل هو لحن الجنائز بعد كل غارة والقوم شتات متناحرون متقاتلون. جاء صقر الجزيرة فغرس على أرض الصحراء نبات الخير فسقاه ورعاه بعده سعود وفيصل وخالد رحمهم الله جميعا وأسكنهم فسيح جناته. ثم جاء فهد خادم الحرمين الشريفين فتفجر الماء في عهده الزاهر على رمال الصحراء القاحلة فأنبتت وردا وقمحا وعنبا ونخلا وأنشئت محطات التحلية على سواحل البحار فتدفق الماء عذبا فراتا في كل مدينة وقرية في جوف الصحراء وفوق القمم الشماء. وأقيمت مستشفيات ومراكز صحية على أعلى مستوى تقني فأقبل الناس للاستشفاء فيها من كافة أنحاء المعمورة وتوسعت في عهد خادم الحرمين الشريفين بيوت الله في مكة والمدينة فاستوعبت المصلين والقائمين والركع السجود وذللت عقبات وصعاب ما كان لها أن تزول لولا إيمان يعمر القلوب وعزم وتصميم منقطع النظير وساهمت المملكة في برنامج الغذاء العالمي فأرسلت من خيرات هذه البلاد ما يسد جوع شعوب ابتليت بالفقر والفاقة ومعاناة الكوارث والمحن.وكان أن حظيت المملكة بتقدير العالم أجمع لموافقها النبيلة ومساهماتها الكريمة لمساعدة الإنسانية جمعاء وتمثل ذلك في منح المملكة العربية السعودية شهادة تقدير من منظمة الأغذية والزراعة الدولية لتحقيقها الاكتفاء الذاتي في إنتاج القمح وبلغ التعليم الذروة في مرحلة وجيزة وانتشرت المدارس في المدن والقرى وحتى في مرابع البادية وفي الصقاع النائية وتأسست سبع جامعات ومعاهد دينية يذكر فيها اسم الله بالغداة والعشى والأسحار. كما شقت الطرقات على أحدث النظم العالمية وحفرت في الجبال أنفاق لتصل بين المناطق وتلغي حواجز الطبيعة وشيدت مدن وتسارع العمران فامتلك كل فرد منزلا بمساهمة الدولة التي يسرت السبل لينعم المواطن بالخير كل الخير ويأمن في الطريق من سار عليه ويطمئن من دخل هذه البلاد وعاش فيها آمنا مستقرا لحري بنا أن نعطي هذا اليوم حقه من تكريم واحتفاء.فهي مناسبة عزيزة على كل من عاش في هذه البلاد وجدير بنا أن نقرأ تاريخنا ونستخلص منه العبر نحن أبناء هذه البلاد التي عاش فيها آباؤنا وأجدادنا في صراع مع الحياة مع طبيعة قاسية لحقب طويلة ماضية. لقد هبت على هذه البلاد أعاصير مدمرة نجحت في النجاة منها بفضل وعي وحكمة قائدها مولاي خادم الحرمين الشريفين الذي أزاح بحكمته عن مواطني المملكة تلك الأعاصير بعد أن تصدى لها بحكمة وروية وتصميم. أسأل الله أن يديم على هذه البلاد أمنها واستقرارها وأن يحفظ رائدها وقادها مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ونائبه الثاني وجميع القيادات العاملة بإخلاص وأن يحفظ لهذه البلاد والأسرة الحاكمة التي هي مصدر فخر لهذه البلاد واهلها وعنوان تقدمها ورقيها. * مدير عام الزراعة والمياه بعسير