ببالغ الحزن والأسى فقدت الأمة العربية والإسلامية رجلا كبيرا بحجم نايف بن عبدالعزيز رحمه الله، وأن وقع ذلك بلا شك خّلد حزناً وفراغاً في قلوب محبيه، فالأمير نايف مدرسة إنسانية يعرفها الجميع أعطى من جهده الكثير لخدمة دينه ومليكه ووطنه، واصل سموه رحمه الله مسيرة النجاح منذ توليه زمام العمل السياسي والإداري في ريعان شبابه استلهم من ملوكه مناهج البذل والعطاء والتضحية وحب الشعب ومحبة الشعب له، هذا هو نايف الأمن الذي ستبقى جهوده حافزاً للرعيل الحاضر والقادم لمواصلة مسيرة العطاء. لقد كان لسمو الأمير نايف بصمات في العمل الخيري والتطوعي فالجمعيات الخيرية نالت حظاً وافراً من دعم سموه بل كان سموه سباقاً لدعم العمل الخيري بشكل مستمر، فالمراكز والهيئات الإغاثية والدعوية والجمعيات الخيرية خير شاهد على ذلك حيث كان مساهماً ورائداً في تفعيل العمل الخيري في المملكة. وما لمسته الجمعية الوطنية الخيرية للوقاية من المخدرات من دعم سموه رحمه الله كان له الأثر الكبير في تنفيذ برامجها الخيرية الموجهة للوقاية من أضرار المخدرات جنباً لجنب مع الجهات ذات العلاقة، فكان شغل سموه الشاغل القضاء على المخدرات بكافة الطرق والوسائل ومن حرص سمو الأمير نايف بشأن مكافحة المخدرات اهتمامه رحمه الله بإنشاء الكراسي العلمية حيث وجه سموه الجمعية بإنشاء كراسي للتصدي للمخدرات في الجامعات السعودية يقدم من خلاله البحوث العلمية والدراسات الخاصة بالوقاية من المخدرات ومرجع هام يستفاد منه محلياً وعالمياً. كما أن للأمير نايف- رحمه الله - باعا طويلا في معرفة مرتكزات الأمن الوطني بشقيه الداخلي والسياسي الخارجي، كان لسموه جهود واضحة من خلال دفاعه عن السلفية كمنهج تأصيلي يربط الأجيال المعاصرة بسلف هذه الأمة وينأى بها عن الانحرافات العقدية التي هددت الأمة طيلة تاريخها الإسلامي. ومن مآثره رحمه الله دفاعه عن السمعة الدينية للمملكة وحماية المؤسسات الدينية بأجهزتها التشريعية من هيئات علمية وعلماء وأجهزة تنفيذية مسئولة عن حماية القيم والأخلاق العربية الإسلامية، ودرايته رحمه الله بالظروف الدولية وتغيراتها وحماية البلاد من المؤامرات الخارجية التي هي هدف كثير من الدول ذات الغايات الاستعمارية وامتداداتها الإقليمية. رحم الله فقيد الوطن نايف العطاء والبناء والأمن نايف الإنسان رحمة واسعة وألهم ذويه الصبر والسلوان وغفر له وألحقه بالصديقين والشهداء في جنان الخلد إنه على كل شيء قدير، وأن يحفظ لهذا الوطن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله وألبسهما لبوس الصحة والعافية، وأن يحفظ الله لهذه البلاد الكريمة الأمن والاستقرار والرفاه. *رئيس مجلس إدارة الجمعية الوطنية الخيرية للوقاية من المخدرات (وقاية)