للتاريخ مفاصله، منعطفاته، مساراته، دلالاته التي يرصدها كل معني به، سواء كان مؤرخاً يغوص في عمق الظواهر، او سياسيا يسعى جاهدا لقراءة المشهد واتخاذ القرار على ضوء القراءة ، او دبلوماسيا يحرص على التصرف الصائب، او صحفيا تهمه دقة المعلومة والتحليل . بالمقاييس الزمنية المتداولة، لا تعد السنوات السبع التي يحتفي بها الخيرين في المملكة والمنطقة والعالم ، حيث يصادف اليوم ذكرى عزيزة على القلوب، فترة طويلة من حياة الشعوب والدول . لكن السادس والعشرين من جمادى الاخرة، الذي حفر عميقا في التاريخ ، مع مرور سنوات سبع على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اطال الله في عمره مقاليد الحكم، لا يقاس بمقاييس الزمن العادية. فهو بداية لسفر من الانجازات، اهلته ليكون ايقونة، ورمزا لعطاء القائد، الذي يمسك بزمام المبادرة، يلتقط كل شاردة وواردة ليبني عليها ما ينفع شعبه والعرب والمسلمين والبشرية، في ارجاء الارض الاربعة. وهو التاريخ الرمز الذي تتسع دلالاته مع مرور الزمن لينشغل بها كل معني بحاضر ومستقبل الامة . فيه علو معمار دقيق، لعهد رجل الدولة، الذي وهبه الله قدرة غير عادية ، على التقاط حاجات شعبه، واستشراف المستقبل، واجتراح الحلول، حين تشتد الصعاب، وتتعقد معطيات الواقع. تكمن عبقرية الزمان في الشوط الذي قطعته قيادة خادم الحرمين والانجازات التي تفوق بكثير قدرة سبع سنوات على احتوائها. ولهذه العبقرية دلالات اخرى تفوق علاقة الزمن بالفعل والانجاز فهي تسلك مسالك روحية واخلاقية. قوام هذه المسالك مرضاة الله عز وجل وحفظ الامانة التي عجزت الجبال عن حملها. كاريزما وحكمة القائد لا تغيبان عن جلالته اينما حل، مصحوبا بهيبة وحب كل من التقاه، او شمله برعايته. وفي سياق الحديث عن المشمولين تندرج شعوب ودول امتدت الايدي الخيرة لاغاثتها او انهاء الحروب بينها. منح تولي جلالته مقاليد الحكم معنى جديدا لهذا اليوم المجيد من تاريخ العالمين العربي والاسلامي يحق للاشقاء السعوديين والخيرين على هذه البسيطة الاحتفاء به. وبهذه المناسبة لا يسعنا الا ان نشارك اهلنا في المملكة احتفالهم وان نتقدم من جلالته بأطيب التبريكات راجين من العلي القدير ان يسدد خطاه ويعينه على ما فيه خير العرب والمسلمين ومد يد العون لكل من احتاجها في بقاع الارض الاربعة.