بمجرد المرور من بين خيام عرفات تكتشف جنسيات الحجاج الذين يسكنون داخل الخيام بفعل روائح الطهي المنبعثة من داخلها، حيث تعتبر وجبة الأرز الأبيض باللحم أو بطريقة الكبسة السعودية الغداء المعروف في عرفات الذي يجتمع عليه حجاج دول الخليج. "لا غداء إلا غداء عرفات" يتردد هذا المثل الشعبي الدارج، حيث يتحول غداء عرفات إلى ذكرى جميلة ومفارقات مختلفة كونه في يوم مشقة واستيقاظ مبكر يعقبه غداء خلوي في خيام جماعية. ويشير محمود رحمة متخصص في الإعاشة بموسم الحج، إلى أن 99% من الطعام المقدم للخليجيين لا يخرج عن الطبخ الكابلي والبخاري، مبيناً أن الإعداد لغداء يوم عرفات يبدأ من ليلة يوم الوقوف، ويحرص الحجاج الأفارقة من غير الدول العربية على تناول أكلاتهم الشعبية مثل العصيد والدجاج، أمّا الأتراك فيفضلون الفواكه والسلطات والعصائر، بينما يتهافت حجاج دول جنوب آسيا على الأرز والمرقي.