أبدعت المرأة السعودية في السنوات الأخيرة في صناعة أطباق غذائية شهد لها المطبخ المحلي، حتى باتت بعض الأطباق السعودية تتداول عالمياً، خاصة تلك الأطباق التي ارتبطت بالطابع المحلي والتي كان الأرز اللاعب الرئيسي بها، فالكبسة السعودية طالت سمعتها أرجاء المعمورة، وباتت طبقاً سعودياً بامتياز، إلا أن السعوديات اليوم استطعن أن يوسعن ثقافتهن في مجال الطبخ ليمارسن إبداعاً في الانفراد بأطباق أخرى، وكذلك تطوير أطباق شرقية وغربية أصبحت تصنع في المطبخ السعودي. خبيرة الطبخ عهود السهيل، إحدى الطاهيات السعوديات اللاتي وثقن خبراتهن وتجاربهن من خلال إصدارها الأول لكتاب طبخ رصدت من خلاله العديد من الوصفات لصناعة أطباق مختلفة تنبئ عن الثقافة الجديدة التي أفرزت مطبخاً سعودياً متميزاً، تقف وراء سيدات سعوديات أصبحن من أمهر الطاهيات على مستوى العالم العربي. في الحوار التالي نتحدث إلى خبيرة الطبخ السعودية عهود السهيل التي تحدثت عن ثقافة صناعة الأطباق الغذائية لدى السعوديات خاصة في حضرة الأرز، الطبخ الذي لا زال هو الخيار الأهم على المائدة السعودية. تقول عهود السهيل انه رغم أن أذواق الناس وثقافاتهم فيما يختص بالطبخ وإعداد الأطباق المختلفة تعددت ومنها ما تحول إلى أطباق أخرى كالأطباق الايطالية والكورية مثلاً وغيرها، إلا أننا نجد أن الأرز كطبق أو وجبة ما زال محتفظاً بمكانته، وكثيراً ما نجده متصدراً للموائد خاصة في مناطق الخليج. ورغم أن المملكة ودول الخليج عموماً لا تعتبر دولاً منتجة للأرز، بل مستهلكة ورغم ذلك يعد طبق الأرز الطبق الرئيسي، وتبرز أهمية هذا الاهتمام بالأرز لأنه طبق مشبع، وكذلك تأثير العادات والتقاليد فبمجرد دخول الأرز على المائدة السعودية نجده تصدر المائدة، ففيما مضى كانت الوجبات التقليدية البسيطة المكونة من الحبوب الغذائية، لكن اختلف الأمر بعد التحولات الاجتماعية في حياة الشعب السعودي ودخول الأرز على المائدة السعودية، مما جعله يتصدر تلك المائدة، خاصة لأنه مشبع ويحتوي على قيمة غذائية عالية « كاربوهيدرات، فيتمين ب وأملاح معدنية وكالسيوم وفسفور» كل ذلك بنسب متفاوتة. * هل يمكننا القول ان وجاهة طبق الأرز من الناحية الشكلية كان سبباً في هذه المكانة التي تبوأها على موائدنا؟ - هذه الوجاهة صارت كنتيجة لنوعية الطبخ والإعداد، فطبق الأرز الصيني مثلاً لو جيء به كما هو دون إضافات لما استسيغ بالطريقة المعهودة الآن، فالمرأة السعودية أبدعت في إعداد هذه الأطباق بعد أن أضافت لمستها إليه. ونحن نعلم جميعاً الشهرة العالمية والكبيرة للكبسة السعودية، والكبسة صناعة سعودية خالصة، استطاعت الطاهيات السعوديات الوصول بها إلى العالمية، حتى أصبحت طبقاً عالمياً بامتياز، فقد أضافت المرأة السعودية الكثير إلى هذا الطبق، وساهمت بفعالية في هذا الإخراج الرائع له بطرقه المختلفة. * ذكرتم أن إعداد طبق الكبسة يتم بعدة طرق، حدثينا إجمالاً عن هذه الطرق أو بعضها على الأقل ؟ - بالنسبة للأرز هو مكون نباتي، أضافت له البروتينات الحيوانية المضافة الكثير من الارتقاء بنكهته، والمسميات المتعددة للكبسة، وكثرة الأسماء دليل على عظم المسمى، فالبرياني جاءنا من الهند، لكن اللمسة الحاذقة للمرأة السعودية منحته الصفة المحلية المتوافقة مع الذائقة الجمعية للمنطقة، فطريقة الإعداد سهلة فالأرز نباتي يضاف إليه بروتين حيواني يضفي إليه نكهات متنوعة بأسماء متعددة كما هو معروف لدينا. * بلا شك المرأة اليوم رغم انشغالها بكثير من الأمور خارج بيتها من دراسة وعمل وغير ذلك، إلا أنها حظيت بالكثير من العوامل أو الأشياء المساعدة افتقدتها من سبقها من الأجيال الماضية، فمثلاً توفرت الكتب والمجلات التي تزخر بأبواب كاملة حول الطبخ وفنونه وطرق الإعداد المختلفة مما سهل عليها كثيراً، إضافة إلى ما تزخر به مواقع التواصل الاجتماعي من حراك كبير في سبيل ترسيخ ثقافة الطهي في المطبخ السعودي والخليجي عموماً. -على العموم فقد ساهمت مواقع التوصل الاجتماعي في تمكين الطاهية من الاطلاع على العديد من الوصفات والأطباق بالصوت والصورة، فيمكن لأية امرأة إعداد أي طبق في دقائق معدودة دون مشقة حيث لا يكلفها ذلك سوى الرجوع لأي من المواقع المتخصصة لترى طريقة الإعداد والمقادير المطلوبة والمكونات. والفتاة المقبلة على الزواج تحتاج اليوم لدورات تثقيفية ودعم من قبل الشركات المالكة لعلامات تجارية في سوق الغذاء، فهذه تعتبر كما سبق أن ذكرنا نوعا من الترويج للسلعة، وهذه الدورات من السهل الإعداد لها عبر وسائل التواصل المختلفة فهي بلا شك ليست مكلفة ولكنها في نفس الوقت ذات مردود عالي ومثمر. ويجب على هذه الشركات أن تدعم هذا الاتجاه بقوة، فمثلاً وصلتني كمية من الدجاج من شركة ما فلابد للشركة الموزعة أن تساهم بقدر في توعية العملاء على الأقل في فنون إعداد وطبخ الدجاج والطرق المثلي وعرض تجارب الأمم المختلفة في هذا الشأن والإضافات المختلفة والمقادير المطلوبة، لابد من مساهمتها لأنها بذلك ستعمل وبطرق غير مباشرة في عملية الترويج لمنتجاتها، هنا يمكننا القول إنها ضربت عصفورين بحجر، ساهمت في عملية التثقيف الغذائي وفنون الطبخ وزادت من دخلها عن طريق ترويجها لسلعتها. * في سبيل إعداد كتب حول فن الطبخ وطرق الإعداد، بلا شك أنه جال بخواطركم شيء كهذا، ما هي المعوقات التي تعترض مثل هذه التوجهات في رأيكم؟ - أولاً لا يوجد تشجيع بالقدر المأمول من قبل الشركات لأنها تفضل الكتب والمجلات المستوردة، فبلا شك تذخر منطقتنا بطاهيات بلغن مستويات مرموقة في فن الطبخ وإعداد الأطباق المختلفة بمكوناتها المحلية المتوفرة لدينا وهن في انتظار من يمد لهن أيديهم للارتقاء بمهاراتهن وتعميمها في شكل كتب ومجلات ينتفع منها قطاع كبير بالمنطقة، فالدخول في هذه المجالات بالإضافة لكونها ستفيد قطاعات نسائية ورجالية واسعة، فهي تضيف خبرات كبيرة ستساهم بلا شك في الارتقاء بالذوق المجتمعي العام. أيضاً قيام وإعداد دورات تدريبية في فن الطبخ وطرق الإعداد وكذلك الدورات والمنتديات التي تعقدها الدول المختلفة، كل ذلك يحتاج لدعم من المنتظر والمأمول أن تساهم فيه هذه الشركات والمؤسسات المنتجة. * هل ثمة أية خدمات تقدمها لكم الشركات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر إطلالة على ذلك القطاع العريض من النساء كدورات تدريبية أو تثقيفية في فن الطبخ لإيصال أحدث ما توصلت إليها المجتمعات في هذا الشأن؟ - نحن بلا شك قدمنا ولو القليل الذي لا يرضي طموحنا، لكننا نتطلع أن يمتد هذا التواصل ليشمل قطاعاً أوسع ويغطي مساحات كبيرة لتعم الفائدة فعظمة الدول والشعوب تقاس فيما تقاس بنوعية ما يتناولونه في وجباتهم وكيفية تناولهم له، فإذا أردت معرفة مدى تقدم أو ارتقاء أية مجموعة بشرية على سطح كوكبنا فطل عليهم عبر موائدهم وأنظر إلى كيفية إعدادهم لهذه الموائد وكيفية إعدادهم لمحتوياتها من أطباق، وأنا شخصياً طلبت من شركة عالمية تعمل في هذا المجال أن تعد لي كتاباً بدعم منهم فوافقوا على ذلك وهي شركة كرافت فود. * إلى أي حد يساهم شهر رمضان الكريم في نشاط المطبخ، وولادة مزيد من الأطباق ؟ - من وجهة نظر شخصية أرى أن شهر رمضان شهر عبادة يجب أن يكرس للتقرب لرب العباد بمزيد من الخشوع والخضوع، كذلك أرى أننا أهملنا هذا الجانب على حساب الإسراف المنقطع النظير في جانب الإعداد لموائدنا حتى اتخمت وفاضت بما رحبت وأثقلت بكل الأصناف.. أنا لا أقول بإلغاء الابتكار وتزيين الموائد فقط أن يكون ذلك دون إسراف، فالإسراف مذموم، وعواقبه وخيمة على اقتصاديات الدول وعلى الصحة العامة ويتناقض مع المعاني السامية التي تتضمنها ليالي وأيام هذا الشهر الكريم. وكل هذه المكارم تتجدد وتنتعش في هذا الشهر الفضيل وهي مكرمة تضاف لمكرماته المتعددة، فقط أقول لا داعي لهذا الاستنفار الذي يسبق قدوم هذا الضيف المبجل بتكديس كل ما لذ وطاب، فبالقليل تشبع البطون وتهدأ وتطمئن القلوب. من خلال خبرتي في مجال الطبخ فإن أرز الشعلان يتصدر قائمة أنواع الأرز المختلفه المتوفرة في الأسواق المحلية ومايميز أرز الشعلان عن غيره انه يتناسب مع جميع الوصفات الخليجية كالكبسة والكابلي والبرياني.. والوصفات المبتكرة ككرات الأرز وصينية الأرز بالخضار ولايحتاج الى وقت طويل في الطبخ وهذا يناسب السيدة العاملة، ويمكن إعداد كميات كبيرة من الأرز للولائم أيضا الكميات البسيطة للعائلة وهذا يدل على السهولة في إعداد كميات كبيرة أو صغيرة. أرز الشعلان يعطي نتيجة ممتازة في الطبخ لأنه لايتعجن، وحباته طويلة بيضاء ومتناثرة وهذا ما أبحث عنه وماتبحث عنه كل سيدة عهود سهيل