في يوم كنت أتجول فيه لزيارة بعض المواقع التجارية أنا وصاحب لي في إحدى الدول ، كان النظام في ذلك البلد أن الذي يرغب في استخدام الطرق السريعة (Highways) فعليه أن يدفع مبلغا من المال مقابل ذلك ، أما الذي سيسلك الطرق الفرعية الرئيسية فهي مجانا ، لكنها في الغالب تكون مزدحمة بالسيارات أو ضيقة لا تكفي إلا لسيارة واحدة في بعض الأماكن . وكنا نتناقش ونحن في السيارة بعض الأفكار التي طرحتها في توتير من خلال وسم ( #أفكار في الادخار) عن الطريقة المثلى في تطبيقها ، لا سيما أن صاحبنا استطاع أن يوفر ربع راتبه بعد تطبيقه لأحد الأفكار ، بعدما كان يضطر أن يستلف قبل نهاية كل شهر . وامتدادا لنجاحه السابق قرر أن يسلك الطرق الفرعية توفيرا للمال الذي سيدفع مقابل دخولنا أحد الطرق السريعة ، لكنه وقع هنا في مبدأ الإهدار مقابل الادخار ، والذي قد نقع فيه من غير أن نشعر ظناً منا أن بذلك نحسن إدارة أمورنا المالية . يقال أن «اختيار الوقت هو توفير للوقت» فالوقت له ثمن وقيمة ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقوم بإدخاره أو توفيره ، لكن بالإمكان شراءه وتوفيره ! فحضورنا للدورات التطويرية ومجالسة الخبراء ، وكذلك شراء الكتب الجيدة والمفيدة هو جزء من عملية شراءنا للوقت ، فنستفيد من حيث انتهى الآخرون . كذلك عندما نقوم بتوظيف اصحاب القدرات المتميزة والمنتجين هي في الحقيقة عملية شراء وتوفير للوقت على المدى البعيد . المداومة على التمارين الرياضية ، والعناية بالغذاء الصحي هو شراء وتوفير للوقت بدل إضاعته في التنقل من مستشفى إلى آخر مستقبلا ، أو الاستلقاء على السرير لاعتلال الصحة بسبب إهمالنا ، فتضيع الكثير من الأوقات والفرص . كذلك استغلال وسائل المواصلات والاتصالات الحديثة ، وغيرها الكثير من الأمور المعيشية اليومية والتي نهدر من خلالها أموالنا بدواعي الادخار وحفظ المال . بالطبع قرر صديقي أن يسلك الطريق السريع من أجل سرعة إنجاز أعمالنا والاستفادة من الوقت بأفضل طريقة ممكنة ولو بمقابل فليس هنا مكان الادخار . ودمتم في ثراء . [email protected]