إن سيكولوجية الدّين والإنفاق من الموضوعات المعقدة والتي ترتبط بعدة قضايا من تقدير للذات والشعور بالذنب أو اللوم والاستياء، فقد يرسخ في الذهن أننا نحتاج لشيء ما من أجل أن نشعر بالارتياح ن فنذهب حينها للتسوق كي نشعر بالتحسن. وهي غريزة عامة، ولكنها إحدى الغرائز التي من السهل أن تنحرف وتقودنا إلى طريق مليء بتلال من الديون، وفي الحقيقة لا يدرك الشخص الذي يوشك أن يمر بأزمة مالية بهذه المشكلة إلا بعد فوات الأوان. فنجد العديد من هؤلاء الأشخاص يبررون إنفاقهم المفرط بأنه سيهبط عليهم من السماء ثروة أو جائزة مالية كبيرة في يوم من الأيام يعوضون به ما خسروه، لكن للأسف لن يأتي هذا اليوم أبدًا. إن الغرق في وحل الديون من المواقف الصعبة، وهي نتيجة إنفاقنا أو اقتراضنا السلبي بشكل يفوق قدرتنا على السداد، وإن أول خطوة لتعديل وتغيير هذا الوضع هو إدراكنا أن هناك مشكلة مالية حقيقية نحن واقعون فيه، ولعل من الدلالات التي تظهر أن هناك مشكلة مالية ما يلي: -إنفاق الراتب بالكامل فلا يبقى منه شيء قبل نهاية الشهر. -التأخر عن دفع المستحقات والقروض في كل شهر. -إعادة تمويل القروض لتسديد مستحقات سابقة. -استخدام بطاقات الائتمان في شراء سلع بسيطة اعتدت على شرائها نقدا. -عدم القدرة على ادخار أموال لاستخدامها في حالات الطوارئ. -الاعتقاد بأن المجتمع أو الدولة مسؤولة عن توفير حياة كريمة لك. -عدم معرفة المبلغ الإجمالي للديون والالتزامات. -حب التسوق بشكل مفرط. إن اصابتنا بأحد الأعراض السابقة أو جميعها هو بداية الطريق لإصابتنا بما يسمى «إدمان الديون» مما يؤدي إلى زيادة الديون بشكل قد نعجز عن الاستمرار في ممارسة حياتنا بشكل طبيعي ومريح. إذا لابد من وقفة جادة وحازمة في مسألة الديون، ففي الحديث أن نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه، بل كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يصلي على من مات وعليه دين بيان لخطورة الأمر وعدم التساهل به. فلنسعى لتكون حياتنا خالية من الديون، ودمتم في ثراء. [email protected]