"إرادتي وتصميمي سيوصلانني الى حيث أريد"... هذه العبارة ردّدتها اكثر من مرّة المذيعة الشابة منال سعادة. فالطريق التي شقّتها بكلّ مثابرة بدأت تجني اليوم ثمارها. ذلك أن اختصاصها الأكاديمي"لغة عربية واجتماعية"والتعليم الذي مارسته لوقت قصير، لم يكن ليرضي طموحها. وانطلاقاً من شخصيتها الجريئة وحبّها للتواصل مع الناس لإيصال فكرتها، وانطلاقاً من اقتناعها بأنّ"الإعلامي الناجح ليس فقط الذي ينطلق من دراسة أكاديمية في الصحافة، بل الذي يمتلك موهبة مقرونة بدرجة من الثقافة، ويكون قريباً من الناس"، قرّرت الخوض في مجال الإعلام الذي بدأته من الإعلام المسموع في"راديو سترايك"اللبنانية. ساعدتها"البحة"الجميلة في صوتها، وخفّة ظلّها للانطلاق سريعاً في هذا المجال، فتسلّمت تقديم ثلاثة برامج في آن معاً، منها الصباحي والفنيّ والاجتماعي. العمل الإذاعي الذي تمرّست من خلاله سعادة والذي كان"بداية المشوار"، هو بمثابة"باسبور وضعني على السكّة التي أطمح لها، وهي أن يكون لي برنامج تلفزيوني فني - اجتماعي". وبالفعل انتقلت الى قناة"المرأة العربية"، لتطلّ عبرها في برنامج"يلا نسهر"وتعتبر أنّها اليوم لم تصل حتى الى الدرجة الاولى من السلّم،"فطموحي أكبر بكثير من الذي وصلت اليه، ربما أطمح أن أصل يوماً لدرجة الشهرة التي تحظى بها الإعلامية هالة سرحان. وهي بنظري الأهم، وطموحي قد يصل الى أن يكون لي تلفزيوني الخاص". وفي برنامجها"يلا نسهر"والتي تشير الى أنّه يحظى بنسبة مشاهدة عالية، نظراً لعدد الإعلانات فيه، تحاول قدر المستطاع تحويله عن فكرته الاصلية، أي أن يكون فنياً بحتاً. وستعمل دوماً طوال فترة عرضه، والتي تتوقّع ألاّ تتجاوز السنة لئلا يملّ منه المشاهدون، الى ادخال فقرات جديدة اليه، خصوصاً بعد انتهاء رمضان، وتقول:"لست على استعداد للمتابعة بالبرنامج ذاته بعد عام على بدء عرضه الا اذا تغيّر جذرياً. فالناس تملّ سريعاً، وإذا انتقل الإعلامي الى برنامج جديد يصبح بنظرهم شخصا جديدا، وأنا لن احرق نفسي خصوصا أني لم أبدأ بتحقيق طموحي بعد". العمل الاذاعي الذي أحبّته بشغف اضطرت للاستغناء عنه بعدما خيّرتها ادارة"سترايك"بين الاثنين لكنّها كانت تفضّل الابقاء عليهما معاً، علماً أنّها تكنّ للاذاعة التي انطلقت منها مودّة خاصة ولم تستطع العمل في اي من الاذاعتين اللتين تلقّت منهما عرضاً، وتضيف:"إذا طلب اليّ العودة الى اذاعة" سترايك"أعود بلا تردّد". وتشير الى انّ العمل الاذاعي لا يمتّ بصلة الى العمل التلفزيوني،"فالتعاطي مع المذياع شيء ومع الكاميرا شيء آخر"، لكن تبقى ادارة الحوارات القاسم المشترك بينهما، علما أنّها خضعت لدورات تدريبية بإشراف اختصاصيين في العمل التلفزيوني. وعلى رغم الفترة القصيرة التي أمضتها في قناة"المرأة العربية"، تشير سعادة الى أنّها تلقّت ثلاثة عروض من محطات فضائية، وعلى رغم المردود المادي الاكبر، إلا انّها فضّلت البقاء في المحطة لكونها الأهم بالنسبة الى نوعية البرامج التي عرضت عليها. لكنّها تفكّر بالانتقال الى محطة أخرى إذا توافرت فيها شروط معيّنة بالنسبة إليها، كأن تكون متابعة وتحترم المذيع والجمهور. كما أنها لا تحبّذ المحطة المنحازة سياسياً لفئة معيّنة، وتقول:"أريد التوجّه الى كلّ الجمهور من دون استثناء وليس الى فئة معيّنة". طموحات سعادة لا تقتصر على تقديم البرامج بل هي تهوى التمثيل، خصوصاً الكوميديا. وهي لا تخاف خوض هذا المجال الى جانب الإعلام لأنّها تعتبر أن ذلك يضيف شهرة الى شهرتها، كما أنّه في إمكانها لعب أدوار تؤدي فيها لهجة غير لهجتها اللبنانية، كالسورية والمصرية، علماً أنها تتكّلم مع المتصلين ببرنامجها بالمصرية والسورية حتى يكاد المشاهد لا يدرك جنسيتها الاصلية.