صونيتا من الأسماء الاذاعية التي عرفت في العالم العربي عبر برامجها في راديو "مونتي كارلو". لا تتميز، فحسب، بصوتها العذب وثقافتها وبرامجها التي تنمّ عن بحث جدّي، بل تتحلى أيضاً بمهنية إعلامية باتت عملة نادرة في أيامنا الحاضرة. فهي لا تزال تؤمن بالعمل الجماعي في الإعلام وترفض التفرّد أو احتكار النجومية. "أنا صحافية بالمهنة لا بالعقلية، وأحاول أن أحمي نفسي دوماً من الغرق". بعد نيلها اجازة في الاعلام في الجامعة اللبنانية، أمضت صونيتا خمسة أعوام من دون عمل، رافضة الانتماء الى أي من التلفزيونيات الحزبية، ومفضلة الابتعاد والسفر الى باريس عام 1992. استهلت حياتها الاذاعية في راديو مونتي كارلو عبر برنامج علمي هو "مسافرون الى النجوم"، تلاه "دانتيل" الذي استضافت فيه شخصيات مهمة، تتحدث عبر فقرات مختلفة منها الثقافية والسياسية والفنية والنقدية. ثم ما لبثت أن استلمت مواضيع المرأة منذ خمسة أعوام ولا تزال تقدمها عبر برنامج "مرآتك" الذي يهتم بشؤون التغذية و"الموضة" والجمال، ويستضيف شخصيات نسائية بارزة وصلت الى موقع القرار. خاضت صونيتا أيضاً تجارب تلفزيونية مع راديو وتلفزيون العرب وأورونيوز "قناة فرنسا الدولية". وعن الفرق بين التجربتين التلفزيونية والاذاعية تقول "لا أحتاج في التلفزيون الى بذل جهد مضاعف لجذب المشاهد، على نقيض الاذاعة حيث أكون مرغمة على تقديم طاقة مضاعفة عبر صوتي وأسلوب كلامي وبرنامجي، كي لا يفلت مني المستمع، وكي يشعر انه معنيّ بما أقدّمه عن التغذية أو المرأة أو سواهما من المواضيع. في التلفزيون يحدث التجديد في الشكل الخارجي للمقدمة، في حين يتم التجديد في الاذاعة مع كل شبكة برامج جديدة وعبر التبديل في هيكلية البرنامج، وسرعان ما يأتي التجديد تلقائياً من المذيعة بعد أعوام من الخبرة التي تكسب الثقة بالنفس ومحبة المستمعين". تتلقى صونيتا مئات الرسائل من المستمعين خصوصاً من العراق والاردن ومصر ولبنان، لكنها تحرص على إرساء علاقة متوازنة مع معجبيها. "لا أحب أن أدخل الجمهور في حياتي الخاصة على غرار ما يفعل بعض المذيعات. أحب أن يهتم المستمع بالفائدة التي أقدّمها إليه عبر برنامجي فقط". تبني صونيتا برنامجها بطريقة مبسّطة وسهلة، "أضع فهرساً في بداية البرنامج أخبر فيه المستمعين عن العناوين العريضة، ثم أقسمه فقرات وأنوّعه بفواصل موسيقية وغنائية. إنها هيكلية سريعة على الطريقة الغربية تبعد المستمع من الملل". انعدمت المقاييس تصدم صونيتا لدى سماعها بعض مذيعات محطات "أف أم": "انعدمت المقاييس لديهن، يخطئن في لفظ مخارج الحروف، كأن المذيعة تتكلم على الهاتف مع أمّها أو صديقها". وتضيف: "ينبغي أن تكون المذيعة مميزة عن سواها، صاحبة شخصية غير مألوفة وصوت قريب وتحب التواصل مع الناس، وعليها أن تملك كاريزما معينة. يترتب عليها أثناء الحوار أن تتابع كل كلمة وتهتم بالضيّف وتتمتع بفضولية تدفعها الى استخراج أمور مفيدة منه، أبرز الشخصيات النسائية التي قابلتها صونيتا، بهية الحريري ونور سلمان واميلي نصرالله وغنوة بوتو وحنان عشراوي. وقد أثرت فيها شخصية منى أيوب "التي عرفت كيف تتحرر على رغم حكم الصحافة القاسي عليها". أما مقياس نجاحها فتعزوه صونيتا الى العفوية. "أنا انسانة طبيعية لا أقيم حواجز مع ضيوفي بل احرص على اشاعة جوّ من الحميمية المريحة لهم". وتعترف بتقلّص دور الاذاعة مع انتشار التلفزيونات والفضائيات "إن مستمعينا محصورون بالاشخاص الذين يحبون اسهر او القاطنين بعيداً من المدن والذين يعيشون في وحدة، وسائقي السيارات، لكن راديو مونتي كارلو لا يزال يحافظ على نسبة جيدة من المستمعين لأن لا قيود عليه وهو مستقل مادياً وفكرياً على رغم نوع من الرقابة الذاتية التي نمارسها، نحن الاذاعيين، من تلقاء نفوسنا". تطمح صونيتا الى تقديم برنامج اذاعي ثقافي ضخم بالتعاون مع عدد من الاذاعيين، أما اذا طلبت منها تحديد شخصية تحلم بمقابلتها فتختار المخرج ستيفن سبيلبرغ من دون تردد "لأنه مخرج صاحب خيال واسع"، كذلك تحب مقابلة الملكة رانيا "لأنها شخصية انسانية خلاّقة".