تؤمن مذيعة راديو "بانوراما FM" وقناة "وناسة" اللبنانية جيسي كرم، بأهمية أن تلامس البرامج الحوارية سواء أكانت في الإذاعة أو التلفزيون اهتمامات الشباب، ولكن الأهم من وجهة نظرها محاولة البحث عن حلول لتحقيق نتائج ذات نفع على الأفراد والمجتمع. وعلى الصعيد الشخصي، اعترفت جيسي أنها تخلصت هذا العام من صفة سيئة لازمتها طويلا، وهي "الانفعال السريع"، بتدريب النفس على أخذ الأمور برويّة أكثر، وإعمال التفكير المنطقي قبل اتخاذ أي قرار أو ردة فعل..، وآراء أخرى في هذا الحوار. ما حصاد مشوارك الإذاعي ؟ قدمت لي الإذاعة الكثير من الناحيتين المهنية والشخصية، فعلى الصعيد المهني، اكتسبت خبرة في مجال تقديم البرامج الإذاعية، إلى جانب خبرة ثقافية، إذ تعرفت على مجتمع جديد بعاداته وتقاليده، وأكثر ما يؤثر فيه من قضايا، أضف إلى ذلك الخبرة التقنية، خاصة وأننا كمقدمين ننفذ برامجنا على الهواء. فضلا عن الخبرة في إعداد البرامج. أما على المستوى الشخصي، فقد وفر لي عملي في الإذاعة فرصة للتواصل مع المستمعين، وبالتالي اكتساب شعبية بينهم في المملكة، وهو الأمر الأهم بالنسبة لأي مقدمة برامج. ما الأصعب.. التواصل مع مستمعي الإذاعة أم مشاهدي التلفزيون؟ العمل الإذاعي ليس سهلا، وهذا ما يبرر فشل الكثير من المذيعين فيه، وعدم تمكنهم من الوصول إلى المستمع، ففي الإذاعة ليس هناك مؤثرات كثيرة تساعد الإعلامي، إ ذ يكون الاعتماد على المذيع نفسه، وعلى الكاريزما التي يحظى بها، إضافة إلى قدرته على جذب المستمعين لمتابعته والتفاعل معه.. أما في التلفزيون فالشكل والاهتمام بالمظهر، إضافة إلى الديكورات والإبهار البصري عوامل تساعد المذيع في الوصول إلى المشاهدين. عرفك المستمع مذيعة صباحية، ألا تفكرين بالعودة لنفس الفترة في برنامج جديد ك"أحلى صباح"؟ لم أغير رأيي في البرنامج الصباحي، ولكن علينا أن نتماشى مع سياسة المحطة، ومع ما تراه مناسبا للمذيعين وللمستمعين، وقد وضعت الإدارة بعض التغييرات التي وجدوها الأنسب..، أحب البرنامج الصباحي بلا شك، ولكنني أثق في رؤية الإدارة، وقد استطعت أن أتكيّف من جديد مع الأجواء المسائية عبر برنامج "يلا شباب" الذي يحظى بمتابعة كبيرة. رفضت التمثيل، لو افترضنا خوضك لهذه التجربة، من الممثلة التي تودين المشاركة معها؟ هناك الكثير من الممثلات العربيات القديرات، فإذا منحتُ الحق في اختيار النجم الذي سأقف إلى جانبه في أول عمل لي، وكان العمل خليجيا أختار حياة الفهد، وإذا كان مصريا أختار عبلة كامل، أما اذا كان لبنانيا فأختار كارمن لُبُّس. ما القضايا الملحة التي ينبغي التركيز عليها في برنامجك؟ هناك قضايا متعددة، يجب أن يسلّط الضوء عليها من خلال البرامج الإذاعية، وهي التوعية الشبابية في قضايا اجتماعية يعاني منها الشباب السعودي. منها ما يطرح في برنامج "يلا شباب"، على غرار بعض الهوايات الخطيرة كالتفحيط، والتعصب الرياضي، والرعونة في القيادة، وأعتقد أن من المهم ليس فقط طرح هذه الموضوعات، ولكن محاولة التوصل إلى حلول ناجعة وموضوعية تستفيد من الطاقات والأفكار الشبابية لتحقيق نتائج ذات نفع على الأفراد والمجتمع. صفة أو عادة تودين التخلص منها؟ "الانفعال السريع" الذي قد يقود أحيانا إلى التهور، ولكني نجحت هذا العام في التخلص منه، وذلك بعد جهد وتدريب على أخذ الأمور برويّة أكثر، وإعمال التفكير المنطقي قبل اتخاذ أي قرار أو ردة فعل. من خلال تعاملك وتواصلك مع الجمهور السعودي، والشبابي خاصة، عبر برنامجك الإذاعي، ما أبرز اهتمامات الشباب؟ لا أخفي إعجابي بجمهور إذاعة "بانوراما إف إم" عموما، وبرنامج "يلا شباب" خاصة. فهو جمهور يحب التجدد، لذا فهو المحفّز الأول لتطوّر البرنامج، فضلا عن كونه يساعدني بطريقة غير مباشرة في معرفة اهتماماته وأفكاره وأحلامه. على الصعيد الرياضي، أجد أن كرة القدم تحديدا تمثّل أهم الرياضات بالنسبة للجمهور الذي أتواصل معه. أما على الصعيد التكنولوجيا، فجمهورنا السعودي واسع الاطلاع على التقنيات الحديثة، وهو ملمّ بكل ما له علاقة بالمعلوماتية، إضافة إلى كونه ضليعا في وسائل الاتصال بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا كله يسهّل من عملية الولوج إلى اهتمامات الشباب، وبالتالي يساعد على فهم واقعهم، وأفراحهم، وأتراحهم، وما يعانوه، وكذلك ما يصبون إليه، مما يجلعنا قادرين على طرح الحلول بموازاة عرض المشكلات، وهي غاية البرامج الحوارية عموما، سواء أكانت إذاعية أم تلفزيونية.