رابعة الزيات وجه إعلامي يثبت حضوره على الشاشة يوماً بعد يوم، على رغم زحمة مقدمي البرامج. تنقّلت في شاشة "أن بي أن" بين برنامج "الصباحية"، الذي كان بمثابة فترة تدريب لها، الى برنامج يعنى بالجمال "بيوتي انّ"، الذي استهواها لكنّه لم يكن طموحها الاقصى، قبل ان تقرّر الانتقال"من جمال الشكل الى جمال الداخل"كما تقول، من خلال برنامج اجتماعي، هو"سجال"الذي تقدّمه منذ نحو سنتين. وقد استغرقت وقتاً لتأخذ هوية محددة في هكذا نوع من البرامج، بعدما اعتاد الناس عليها بأسلوب وقالب مختلفين. تقول:"كان ذلك تحدياً بالنسبة إلي، واستطعت أن اثبت للمحطة انني قادرة على اعداد برنامج اجتماعي يتناول قضايا الساعة من زاوية جديدة، من خلال مواضيع جريئة. وأنا سعيدة لانني أستطيع في ختام كلّ حلقة أن أوصل رسالة الى المشاهدين". ومع دخولها مجال البرامج الاجتماعية بات يصعب عليها تقدّيم برامج من نوع آخر، حتى في حال انتقالها الى محطة أخرى، علماً أنّ فكرة الانتقال لديها ممكنة في حال قدّم اليها عرض"ممتاز". وهي حالياً تدرس عرضين تقول عنهما:"بعدما كنت مصمّمة على عدم ترك ال"أن بي أن"، بت أرى اليوم أنّ فكرة الانتقال واردة، انطلاقاً من البحث عن الافضل، لكن يبقى حبّي الاوّل لهذه المحطة التي كانت انطلاقتي الاعلامية فيها. وتضيف:"الشروط التي أضعها لقبول عرض جديد، هو أن يكون البرنامج اجتماعياً، ومثل برنامج"سجال"، لكن بإمكانات افضل. اضيف الى ذلك ضرورة أن أشارك في الإعداد الذي يساهم الى حدّ كبير في انجاح الحلقة، وبذلك اضع من ذاتي في العمل الذي أقدّمه". وتشير الى أنّ اختصاصها في علم النفس يسهّل عليها تحضير حلقات تتناول مواضيع اجتماعية، إضافة الى ثقافتها العامة والاطلاع المستمر، إذ تعتبرهما عاملين مهمين لنجاح أي مقدم. ومع اقترانها بالاعلامي زاهي وهبي تعتبر رابعة أنّها تعلّمت منه الكثير في المجال الاعلامي، نظراً الى"خبرته وثقافته واخلاقه"، وتضيف:"اضاف وجوده في حياتي الى رصيد شهرتي، كما انني تطوّرت على المستوى المهني، علماً أنّ زاهي لا يتدخّل في حياتي المهنية، بل نتبادل الآراء بعد الحلقة التي يقدّمها كلّ منّا، ونعطي رأينا بتجرّد، لأننا الاصدق مع بعضنا بعضاً". وتوضح أنها تعطي زوجها ملاحظات حول الشكل أكثر من المضمون،"لأنني أعتبره بمثابة استاذ لي، وانا اتعلّم منه". وعن احتمال تقديم برنامج مشترك يجمعهما في المستقبل تقول رابعة:"لم نفكّر بذلك، ومن الافضل أن لا يحصل. إذ من المهم أن يحقّق كل منا ذاته في مجال مختلف عن الآخر". وتضيف ضاحكة:"تكفيني الشراكة بالحياة". العائلة اولاً تحرص رابعة دوماً على أن تكون"موجودة وغير موجودة"في آن معاً في الاعلام المرئي، وقد أعطت الاولوية لحياتها العائلية، لأنهّا بنظرها هي التي تدوم مع الزمن، خصوصاً أنّه بعد دخولها التلفزيون لم تبهرها أضواؤه بالشكل الذي كانت تتصوّر. وتقول: "اكتشفت أنّ الاضواء جميلة ولكنّها لا تكفي وحدها، بما أنّ ذاكرة التلفزيون قصيرة جداً. يبقى عمل الموسيقي والرسام والشاعر مع الايام، أما نجوم التلفزيون فينساهم الناس سريعاً في حال ابتعادهم عن العين". وانطلاقاً من ذلك تسعى رابعة الى أنّ تتواجد أكثر في الاعلام المكتوب، وتنتظر بعد فرصة مهمّة في هذا المجال خصوصاً في اعداد مواضيع فنية واجتماعية، وهي تعنى حالياً في مجلة"سيدتي"بالشق التجميلي. كما انّه الى جانب"الذاكرة الاطول"للاعلام المكتوب ترى أنّ فيه مساحة من الحرية أكبر من الاعلام المرئي. وبعد نجاحها التلفزيوني فهي لا تمانع قبول عرض للعمل في مجال الاعلام الاذاعي في حال قدّم لها لأنه"يعتمد على المضمون والصوت أكثر منه على الشكل الذي يخدم في التلفزيون لمرحلة معيّنة"، لكنّها في الوقت ذاته تشير الى أنّّها لن تقبل عروضاً للتمثيل لأنّها تحبّ أن تكون في مكان واحد.