من خلال شاشة القناة الفضائية المصرية تطل المذيعة الشابة مها عواد ببرنامجين يُعنيان بشؤون السينما خصوصاً والفن عموماً، هما "دنيا السينما" و"داخلي وخارجي". وعواد تحب المجال الاعلامي، اذ درست الإعلام والفنون الجميلة في كاليفورنيا في الولاياتالمتحدة الاميركية، ولم تكن ترغب في العمل مذيعة، لكن السيدة سناء منصور رئيسة قطاع الفضائيات المصرية هي التي اختارت لها هذه المهنة كما تقول. وتضيف "تقدمت الى العمل، كمنسقة مناظر، ولكن حين التقيت السيدة منصور رأت ان أعمل مذيعة، فخضت اختبار الكاميرا ونجحت، وبدأت العمل، وبمرور الوقت احببت المهنة أكثر مما كنت أتخيل". بعد عامين في مجال الاعلام، ما مميزات هذا العمل وعيوبه؟ - العمل في مجال الاعلام منحني ثقة بنفسي، في كلامي وتفكيري واسلوب تعاملي مع الناس. قد سعدت به لأنني أحبه، مثلما أحب الرسم. وأجمل شيء أن أعمل في مجال أحبه، لكنه يتطلب بذل مجهود هائل وممارسة مستمرة مثل الرياضة. فاذا ابتعدت عنها لا تستطيع العودة بالكفاية نفسها و"الفورمة" العالية نفسها إلا بعد مدة من الوقت، والمتابعة والتجدد. ما مواصفات المذيعة الناجحة؟ - الصدقية أهم صفة تجعل المذيعة تدخل قلوب الناس، والتواضع في أسلوبها، واللباقة في حديثها، وإجادة المحاورة، والإحساس بالموضوع الذي تقدمه حتى تتفهمه بدقة، فيصل الى المشاهدين، والثقافة، والذهن اليقظ الحاضر. والمجال؟ - قد يكون الجمال عنصراً، لكنه ليس أساسياً، إذ ليس من الضروري ان تكون المذيعة الناجحة جميلة، ثم إن الجمال لا يدوم. ما مدى اهتمامك بالماكياج؟ - عملي الأساسي قبل أن أصبح مذيعة كان الجمال والألوان والتناسق في ما بينها. فأنا أهتم بهذه الاشياء لأنها مهمة للمذيعة كي تظهر في شكل يليق بالمكان الذي تمثله. إذ من المهم أن أرفع رأس الفضائية المصرية بأسلوبي وايضاً بشكلي ومظهري. هل أنت مع حرية المذيعة في ارتداء الملابس التي تراها مناسبة من دون قيد؟ - لكل وقت ما يناسبه من ملابس. فاختيار المذيعة الملابس، يتوقف على القناة التي تمثلها، والبرنامج الذي تقدمه، وعلى شخصيتها نفسها. لكنني لا افضل الحرية الزائدة في الملابس، وارفض أن تعتمد المذيعة على ملابسها كي تلفت الانظار اليها، لان المهم ان تلفتها بثقافتها وأسلوبها في العمل. هل يمكن أن تؤثر ألوان معينة لملابسك في مزاجك ولياقتك اثناء العمل؟ - أحب كل الألوان، لكنها لا تؤثر فيَّ. اذا ارتدى ضيف أو ضيفة ملابس لا تروق لك، أو وضع ماكياجاً او نوعاً من العطور لا يعجبك، هل يؤثر ذلك في حديثك معه؟ - هذه أمور لا بد من ان أتعرض لها واجتازها من دون أي تأثير في عملي. من خلال احتكاكك بالوسط السينمائي، ما رأيك في السينما المصرية والعربية؟ - أرى أن السينما المصرية لا تزال في الصدارة، وان كنا هنا، في ما بيننا في مصر، نتحدث عن مرورها بأزمة. وأرى أن السينمائيين المصريين الشباب يريدون في هذه المرحلة عمل شيء جديد. وبالنسبة الى الدول العربية الاخرى، ثمة محاولات، ولو قليلة. اما في الخليج فهناك محاولات لصنع سينما، دونها امور يجب ترتيبها أولاً. هل من الضروري ان تكون المذيعة متخصصة في دراسة المجال الذي تقدم برنامجها عنه؟ - ليس ضرورياً التخصص. انما لا بد من ان تكون محبة لما تتناوله وعلى فهم كبير له. وبالنسبة الي، فأنا طوال عمري احب السينما جداً، وأصر على مشاهدة انتاج السينما المصرية. وكلما سافرت الى الخارج اشاهد أحدث انتاج الدولة التي اسافر اليها. لكنني خلال المرحلة المقبلة لن أحصر نفسي في برامج عن السينما، وإنما سأتطرق الى مجالات اخرى. ما العنصر الأهم لنجاح البرنامج التلفزيوني: المعد أم المذيعة أم المخرج؟ - ليس هناك أهم عنصر او اكثر عنصر في النجاح لان البرنامج الناجح نتاج جهد فريق عمل ناجح. فاذا هبط مستوى أحد افراد الفريق لن تقوم قائمة للبرنامج، ولن يستطيع عنصر آخر تعويض هذا الهبوط. إنه تكامل عناصر، ويد واحدة بالطبع لا تصفق. ما رأيك في القول إن شاشة التلفزيون تناسب المرأة أكثر من الرجل، خصوصاً أن عدد المذيعات أكثر من عدد المذيعين؟ - لا أحب أن أتحدث عن أمور لا أعرفها أو أطرح دراسات عن عمل المذيعات. ولكن لا شك في أن عدد المذيعات على مستوى العالم أكثر من عدد المذيعين، خصوصاً في برامج المنوعات والمرأة. ولكن، في الوقت نفسه، ليس شرطاً أن تكون الشاشة مناسبة للإناث أكثر. فلا تفرقة في هذا العمل بين الرجل والمرأة، لأن تركيبة الشخصية هي الأساس، ولا يتوقف نجاحها على صفة كونها امرأة أو رجلاً. ما رأيك في القنوات الفضائية العربية؟ - لا أتابع قناة محددة. ولكن من خلال مشاهدتي لها عموماً أرى ان مستواها تقدم عن ذي قبل، وما زال أمامها الكثير لتقديمه مستقبلاً. الى أي مدى يصل طموحك؟ - ليس لطموحي حد. فالمذيعة الناجحة والمحبوبة ليس لها حد أقصى لما تريده، والأفكار والمواضيع التي يمكن طرحها على الشاشة كثيرة جداً. وأتمنى خلال المرحلة المقبلة أن أتعرض لقضايا المرأة لأني مهتمة بها جداً. هذا الطموح على مستوى الشاشة كمذيعة، ولكن أليس لديك طموح في مجال العمل الإداري؟ - اهتم بالشاشة وأضعها في المقام الأول لأنني أحبها أكثر، ولا أميل الى العمل الإداري. ولكن مع الوقت قد تطرأ تطورات جديدة، انما في كل الأحوال الشاشة عندي الأهم. هل عرض عليك دخول مجال التمثيل؟ - تلقيت عروضاً عدة وفكرت في الأمر، لكن التمثيل ليس من ضمن طموحاتي مثلما لم يكن في رأسي من قبل العمل كمذيعة. قد يتكرر الامر، لكنني لم احسمه بعد نهائياً، اذ حتى الآن لم تأتِ الفرصة أو الموضوع أو الوقت الذي يجعلني أنفذ الفكرة.