أصدرت المحكمة الاسبانية العليا حكمها النهائي في شأن"خلية القاعدة"في اسبانيا، ومن دون أي مفاجآت، اذ خفضت عقوبة عماد الدين بركات"ابو دحدح"من 27 سنة الى 12 سنة. كما ألغت الفاعلية القانونية للمكالمات الهاتفية التي سجلتها السلطات الأمنية للمتورطين في الخلية على مدى خمس سنين، بسبب عدم وجود موافقة على طلب القاضي غارثون تجديد فترة التنصت وتسجيل المخابرات الهاتفية، اذ لم تضم الشرطة القضائية المذكرة الى ملف الدعوى. وقالت المحكمة ان هذه التسجيلات"تفتقر الى صفة الأدلة الدامغة، ولا يمكن حتى وصفها بالصالحة للتحقيق او لتكون مصدر أدلة"، وهذا ما برّأ ابو دحدح من تهمة التآمر في اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدة. وعارض القاضي خواكين خيمينيث اقتصار تخفيض مدة الإدانة عن بركات، وأشار الى أن الصحافي تيسير علوني المحكوم بالسجن سبع سنوات أدين فقط لإجرائه مقابلة مع أسامه بن لادن. في غضون ذلك، استمرت ادارة السجون بتفرقة المعتقلين الاسلاميين وتوزيعهم على سجون خاصة مختلفة، وبينهم خمسة متهمين بالتورط بتفجيرات مدريد. وكان عثر على عدد من جريدة"غارا"المؤيدة لمنظمة"ايتا"الانفصالية في زنزانة عبدالمجيد بوشار، الذي هرب بعد ان فجر رفاقه أنفسهم في منزل ليغانيس واعتقل في صربيا، كتب عليها عبارات بالعربية مثل"الله يكافئ من يتحمل مسؤولية مصيره"واعتُبرت"تأملات ثورية". وفي السياق ذاته، أُدخل احد جرحى تفجيرات القطارات غرفة الطوارئ في مستشفى في العاصمة بعدما أصيب بنوبة رعب وقلق لدى التقائه في صالون حلاقة قرب منزله بسعيد حراك، المتهم بالتورط بالتفجيرات والذي أطلق سراحه منذ أيام قليلة بسبب خلل قضائي. ويبدو ان حراك يعيش في الحي الذي يسكنه عدد من ضحايا التفجيرات، وهو مراقب من الشرطة. لندن وفي لندن،استمعت محكمة بريطانية إلى أقوال سبعة متهمين بالتآمر والتخطيط لحملة من التفجيرات في بريطانيا عبر اختطاف طائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية وتفجيرها. وكان جهاز الاستخبارات الداخلية أم آي 5 نجح في تعقب مكالمات رصدها قادته إلى كشف المؤامرة، ووضع ما يملك من تسجيلات في تصرف المحكمة، وجاء فيها:"الجميل هذه المرة انه ليس عليهم الاصطدام بمبنى، بل عليهم فقط تدمير الطائرة". وتقول هيئة الاتهام إن الصوت في الشريط يعود إلى عمر الخيام وهو يتكلم مع جواد أكبر، لكن المتهمين جميعهم ينفون علاقتهم بأي مشروع يهدف إلى التخطيط لتفجيرات. ويقول الصوت الذي يعتقد انه لخيام إن"التخطيط جار من أجل اختطاف أكثر من 30 من الاخوة طائرة للخطوط الجوية البريطانية". كما تفيد التسجيلات أنه كانت لدى المشتبه بهم نية بالاعتداء على شبكات المياه والكهرباء والغاز. وبحسب التسجيل، يقول الخيام في إحدى المكالمات:"تصور أن تشتري30 تذكرة من أصل300 مسافر، وحين يكون الثلاثون على متن الطائرة يخطفونها ويدمرونها بسهولة". يجيبه أكبر:"ولكن من الصعب إيجاد 30 شخصاً يودون تنفيذ عملية انتحارية". ويمضي الخيام قائلاً:"الفكرة جيدة وهناك إمكانية كبيرة لإيجاد الأشخاص المناسبين لتنفيذ العملية، حتى ولو كانت المهمة صعبة يمكن احضارهم من الخارج". ويضيف:"30 من الاخوة على متن رحلة للخطوط الجوية البريطانية، ما إن يطلق عنصر الأمن النار على واحد منهم، يكون الباقون له في المرصاد". وكانت السلطات البريطانية أوقفت المشتبه بهم في آخر آذار مارس الماضي بعدما اكتشفت أسمدة كيماوية في مستودع غرب لندن، وهم أكبر 22سنة ، خيام 24 سنة وشقيقه شوغة محمود 19 سنة، وحيد محمود 34 سنة، صلاح الدين محمود 31 سنة، أنتوني غارسيا 23 سنة ونبيل حسين 21 سنة. ونفى الخيام وغارسيا وحسين التهم الموجهة إليهم بموجب قانون مكافحة الإرهاب وب"حيازة 600 كيلوغرام من الأسمدة الكيماوية التي يمكن استعمالها في نشاطات إرهابية". كما نفى الخيام ومحمود الاتهامات باستعمال بودرة معدن الالومينيوم لأهداف"إرهابية". على صعيد آخر، أعلنت وزارة الداخلية البريطانية إبعاد مواطن جزائري يشتبه في علاقته بنشاطات إرهابية. وأفاد ناطق باسم الوزارة أن الجزائري، وهو الأول الذي يُبعَد لدواعي الأمن القومي، قرر التخلي عن استئناف كان تقدم به ضد قرار ترحيله. وتفيد تقارير أن ثلاثة جزائريين آخرين يشتبه في ضلوعهم في نشاطات إرهابية قرروا عدم استئناف قرارات ترحيلهم. وأفاد مصدر مقرب من الجزائري المرحل أنه وافق على مغادرة بريطانيا ليأسه من المعاملة التي تلقاها من قبل حكومتها. وسائل النقل الكندية على صعيد آخر، أعلن رئيس الحكومة الكندية ستيفان هاربر سلسلة من الإجراءات لتعزيز الأمن في وسائل النقل وزيادة قدرات البلاد على مواجهة اعتداءات إرهابية محتملة، بينها تخصيص 254 مليون دولار كندي 226 مليون دولار أميركي على سنتين لتعزيز الأمن في وسائل النقل. وقال:"علينا ان نبذل المزيد من الجهد للوقاية من الإرهاب على أراضينا". وجاء إعلان هاربر من تورونتو حيث اعتقلت الشرطة قبل أسبوعين 17 مسلماً اتهموا بالإعداد لعمليات إرهابية في كندا. وأشار إلى تعرض وسائل النقل لاعتداءات في بريطانيا وإسبانيا:"مع أننا لاحظنا طريقة العمل الناجحة لقواتنا الأمنية, لكن علينا أن نبذل المزيد لحماية شعبنا ومؤسساتنا".