دخلت التحقيقات في تفجيرات"7 تموز"يوليو في لندن، مرحلة جديدة، مع اعتقال استاذ الكيمياء المصري مجدي النشار في القاهرة، واستجواب بريطاني في باكستان للاشتباه في علاقته بالاعتداءات. وأعلن قائد شرطة لندن ايان بلير ان البحث يركز على علاقة"واضحة"بين منفذي التفجيرات الانتحاريين وخلية ل"القاعدة"تتخذ باكستان مقراً لها. راجع ص7 وبثت"هيئة الإذاعة البريطانية"بي بي سي أمس، أن المتفجرات التي استخدمها الانتحاريون الأربعة ثلاثة بريطانيين من أصل باكستاني ورابع متحدر من جامايكا في لندن،"مصنعة"محلياً وليست"عسكرية"مثلما ظنت الشرطة في مرحلة أولى. وأكد ايان بلير صحة هذا الوصف، فيما أفادت"بي بي سي"أن المتفجرات من النوع الذي استخدمه صاحب الحذاء المفخخ البريطاني ريتشارد ريد المعتقل في الولاياتالمتحدة، في محاولته تفجير طائرة ركاب اميركية في 22 كانون الأول ديسمبر 2001. الى ذلك، أكدت وزارة الداخلية المصرية امس، أنها أوقفت"استاذ الكيمياء"المصري الدكتور مجدي محمود مصطفى النشار عقب وصوله من لندن"قبل أيام"، مشيرة الى انه يخضع للتحقيق للتأكد من مزاعم عن تورطه بتفجيرات لندن. وشككت الداخلية في بيان اصدرته امس، بعلاقة النشار بالتفجيرات، إذ أعلنت أنه نفى أي علاقة له بها، مؤكداً أن أغراضه لا تزال في منزله في ليدز أفادت تقارير أن منفذي تفجيرات لندن كانوا يترددون عليه. لكن البيان أشار الى أن السلطات المصرية عازمة على استكمال التحقيق مع النشار 33 سنة. وأوضحت الداخلية أن"استاذ الكيمياء"يعمل باحثاً في المركز القومي للبحوث وحصل على بكالوريوس علوم من جامعة القاهرة عام 1994، ويسكن في منطقة البساتين في العاصمة. واضافت انه سافر الى المملكة المتحدة عام 2000 للدراسة في جامعة ليدز، حيث حصل على درجة دكتوراه مطلع هذه السنة، قبل أن يعود الى مصر في إجازة دراسية مدتها شهر ونصف شهر. وأكدت أنه كان يعتزم العودة إلى بريطانيا لاستكمال دراسته، وكانت تقارير أفادت ان النشار تابع دروساً في جامعة نورث كارولينا في الولاياتالمتحدة. وذكرت مصادر غير رسمية في القاهرة، أن النشار أوقف في منزله مساء أول من امس، بعدما حددت الأجهزة المصرية مكانه غرب العاصمة. ونقل الى جهة غير معلومة حيث خضع للتحقيق. وقال باحثون في المركز القومي للبحوث، إن باحثاً في المركز يحمل الاسم ذاته، كان سافر إلى الولاياتالمتحدة قبل سنوات ثم انتقل الى بريطانيا للحصول على درجة دكتوراه في الكيمياء الحيوية، وأنه عمل بعدها في جامعة ليدز. لكن أحداً من خبراء المركز لم يشر الى شكوك في علاقات للنشار بأي جماعة اصولية. وأكد المحامي منتصر الزيات أنه سيقدم مذكرة إلى النائب العام المستشار ماهر عبدالواحد، بصفته رئيس لجنة الحريات في نقابة المحامين، لتوضيح نتائج التحقيقات مع النشار، والاجراءات التي اتخذت بحقه. باكستان في غضون ذلك، أعرب مسؤولون في الاستخبارات الباكستانية امس، عن اعتقادهم بأن الانتحاري شهزاد تنوير الذي فجر نفسه في قطار انفاق اولدغايت، زار مدرسة دينية يديرها متشددون على علاقة ب"القاعدة"في لاهور عام 2002. ثم عاد الى باكستان عام 2004 والتقى هناك أسامة نزير الذي اعتقل أواخر العام ذاته لعلاقته بإلقاء قنبلة يدوية في كنيسة في إسلام آباد، ما أسفر عن مقتل خمسة بينهم أميركيون. وتردد ان نزير اعترف للمحققين الباكستانيين بلقائه تنوير. كذلك استأنفت الشرطة الباكستانية استجواب بريطاني اعتقلته في أيار مايو الماضي، للاشتباه في علاقته باعتداءات لندن. وكانت صحيفة"نيويورك تايمز"الأميركية أفادت ان هذا المعتقل يدعى زيشان صديق 25 سنة وأوقف قرب بيشاور في 18 أيار الماضي، وهو يحمل وثائق هوية مزورة. ونفى مسؤول في وزارة الخارجية الباكستانية تقارير عن توجه فريق من المحققين البريطانيين الى باكستان، لاستجواب زيشان صديق الذي تردد انه اعترف باتصالات أجراها بناشطَين إسلاميَين يعيشان في الولاياتالمتحدة. "ابو دحدح" على صعيد آخر، أعلنت السلطات الاسبانية امس، أن السوري عماد الدين بركات أبو دحدح الذي يُعتقد بأنه زعيم خلية"القاعدة"في اسبانيا، نقل الى مستشفى بعد تعرضه لاعتداء من سجناء غاضبين في أعقاب تفجيرات لندن. وافادت ادارة السجن ان"ابو دحدح"اصيب بجروح غير خطرة، لكنه نقل الى مستشفى كاستيلون شرق اسبانيا. وأوضح ناطق باسمها ان أحد السجناء الاسبان كال الشتائم ل"ابو دحدح"ثم ضربه خلال تناول الموقوفين الفطور. وتدخل الحراس لإبعاد السجناء الغاضبين عن السجين الاسلامي المتهم بالتورط باعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة. الى ذلك رويترز جاء في خطبة صلاة الجمعة التي بثها تلفزيون دولة الامارات ان الهجمات التي يقتل فيها أبرياء مثل تفجيرات لندن، لا يقدم عليها إلا"من كفر". واشار الخطيب الى ان الاسلام لا يبيح القتل باسم الجهاد، بل"حرّم القتل بغير حق ونهى عن ترويع الناس في أعراضهم وأموالهم، ولا يستحل هذا إلا من كفر". وتابع:"من يستحل الدماء ويقتل الأبرياء، ليس من المسلمين، والاسلام منه بريء، وإننا نعجب من الذين يبررون هذه الأفعال ويرونها جهاداً في سبيل الله، وينصّبون أنفسهم أمراء على المسلمين". غوانتانامو في واشنطن أ ف ب قضت محكمة استئناف فيديرالية امس باستمرار العمل بالمحاكم العسكرية الاستثنائية التي استحدثتها إدارة الرئيس جورج بوش، لمحاكمة عدد من المعتقلين في قاعدة غوانتانامو الاميركية في كوبا.