انطلقت في مدريد أمس, أكبر محاكمة من نوعها لمشتبه في تورطهم باعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001 التي استهدفت الولاياتالمتحدة. ومثل 24 شخصاً متهمين بالانتماء الى تنظيم"القاعدة"من بينهم عماد الدين بركات جركس المعروف باسم"ابو دحدح"وادريس شبلي وغصوب الابرش غليون. راجع ص8 ووجهت الى الثلاثة تهم ارتكاب جرائم قتل ارهابية على علاقة باعتداءات 11 أيلول، وطلب لهم المدعي العام بيدرو روبيرا أكثر من 60 الف سنة سجناً 25 سنة عن كل من الضحايا ال2500 في الاعتداءات. في الوقت نفسه، رأت مصادر المحكمة أن المتهمين الرئيسيين، خمسة هم: بركات زعيم خلية القاعدة في اسبانيا ومحمد غالب كلج ممولها، اضافة الى غصوب الابرش وتيسير علوني والاسباني المعتنق للإسلام خوسيه لويس غالان. وكان غالان الذي يسعى الادعاء إلى إنزال عقوبة السجن 18 عاماً بحقه، أول الماثلين أمام المحكمة وراء قفص زجاجي في جلسة امس. ودفع ببراءته قائلاً:"لست مع اسامة بن لادن ولا ضده، بل مع العدالة. نحن المسلمين نريد العيش بسلام ولسنا إرهابيين". وقال انه سافر الى البوسنة ل"السياحة"وانه يجمع السلاح"هواية". أما مراسل"الجزيرة"تيسير علوني، فأرجئت جلسة مثوله الى 11 ايار مايو المقبل، فيما مددت المحكمة وضعه قيد الاقامة الجبرية خارج السجن لأسباب صحية، على ان يمثل امام مخفر قريب من منزله يومياً. وفي لندن, قضت محكمة"أولد بايلي"أمس، بالسجن 13 عاماً للبريطاني سجيد محمد بادات المتواطئ مع ريتشارد ريد صاحب"الحذاء المفخخ"،بتهمة التخطيط لتفجير طائرة تجارية, في هجوم متزامن مع الهجوم الذي حاول ريد ان ينفذه خلال رحلة من باريس الى ميامي في 22 كانون الاول ديسمبر 2001. وكان بادات 25 عاماً وهو من غلوستر في غرب لندن، أقر بذنبه في التهم الموجهة إليه في 28 شباط فبراير الماضي. واعترف أمام المحكمة بأنه تآمر لوضع قنبلة على متن طائرة ركاب بين الأول من كانون الثاني يناير و28 تشرين الثاني نوفمبر 2003. في موازاة ذلك، كان من المقرر مثول الفرنسي من أصل مغربي زكريا موسوي، المعتقل الوحيد في الولاياتالمتحدة بتهمة الضلوع المباشر في اعتداءات 11 أيلول، أمام محكمة الكسندريا في ولاية فرجينيا الأميركية في وقت متأخر امس، للإقرار بأنه مذنب, في موقف ينطوي على مفارقة، إذ قد يصار بسرعة الى اصدار حكم الاعدام في حقه.