سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
3 شهداء في اليوم الخامس من "غيوم الخريف" وسط اقرار اسرائيلي بأن نجاح هذه العمليات "محدود للغاية" حكومة الوحدة الفلسطينية بعد ضمانات رفع الحصار وصفقة شاليت
رغم التصعيد العسكري الاسرائيلي المتواصل شمال قطاع غزة والذي اسفر في يومه الخامس عن مقتل ثلاثة فلسطينيين وجرح 20 آخرين، سادت أجواء من التفاؤل بقرب تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، في وقت تسارعت المساعي من اجل وضع اللمسات الاخيرة على اتفاق نهائي يعلن من غزة قريباً. راجع ص 7 وواصل رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية النائب الدكتور مصطفى البرغوثي مهمة الوساطة التي كلفه بها الرئيس محمود عباس بين حركتي"فتح"و"حماس"، وكان مقررا ان يلتقي مساء امس رئيس الحكومة اسماعيل هنية وقادة"حماس"من اجل وضع اللمسات الاخيرة على اتفاق نهائي في شأن تشكيل الحكومة. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة على الوساطة ل"الحياة"ان برنامج الحكومة المقترحة لن يتضمن اعترافاً صريحاً بالدولة العبرية، بل سيتضمن غموضا بناء وصيغا مبهمة في شأن بعض القضايا بحيث لا يفسر على انه تقديم تنازلات من جانب بعض الاطراف، خصوصا"حماس". وتوقعت عدم اعلان تشكيل الحكومة او برنامجها قبل الحصول على ضمانات برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، وقبل اتمام صفقة الجندي الاسرائيلي الاسير في غزة غلعاد شاليت، وحصول"حماس"على تسويات محددة في شأن قضايا داخلية كثيرة. واشارت الى ان"حماس"ستسلم عباس اسم مرشحها لرئاسة الحكومة المقبلة الذي من المفترض ان يكون شخصية وطنية مقربة من الحركة. وتضاربت المعلومات في شأن الموعد الذي ستعطي فيه"حماس"ردها النهائي في شأن تشكيلة الحكومة، وفي حين قالت مصادر مقربة من عباس ان الحركة سترد ليل الاحد - الاثنين، توقع عضو اللجنة التنفيذية ياسر عبد ربه ان يحصل عباس على الرد الثلثاء على ابعد تقدير". الا ان الناطق باسم حركة"حماس"فوزي برهوم نفى ذلك، معتبرا ان الامر بحاجة الى ايام اخرى. لكن مصادر مصرية موثوقة قالت ل"الحياة"ان مسألة تشكيل حكومة وحدة"رهن بمدى قبول الادارة الأميركية لذلك"، مشيرة إلى ان الزيارة المرتقبة لمساعد وزيرة الخارجية الأميركية السفير ديفيد ولش للمنطقة ولقائه الرئيس عباس"ستحسم هذه المسألة". في غضون ذلك، تتواصل عملية"غيوم الخريف"الاسرائيلية شمال قطاع غزة والتي اسفرت حتى الان عن سقوط 50 شهيدا واكثر من 250 جريحا، رغم اقرار كبار العسكريين الاسرائيليين بأن"نجاعة هذه العمليات محدودة للغاية"في منع اطلاق القذائف الفلسطينية المحلية الصنع، واشارتهم الى انها تحقق عكس المرجو منها، اذ لم تمس بشعبية"حماس"بل اختفت الانتقادات على ادائها، كما انها ابعدت شبح الحرب الاهلية واضعفت مواقف الرئيس عباس. واقر رئيس الوزراء ايهود اولمرت في اجتماع حكومته امس ان ما من"حل دراماتيكي"او"معادلة سحرية او جواب قاطع للقذائف، لكن ما نقوم به يمكن ان يكون له مفعول متراكم". واضاف ان العملية العسكرية المتواصلة في بيت حانون"محددة بجدول زمني"الا ان اسرائيل ليست معنية باعلان موعد انتهائها، والجيش سينسحب"عندما يتبين ان مفعول العملية يقرّبنا من تحقيق الأهداف". ولم يبد ان اسرائيل قريبة من تحقيق اهدافها هذه، اذ اطلق مقاومون فلسطينيون امس نحو 20 صاروخاً على مواقع عسكرية على حدود القطاع وداخل اسرائيل، خصوصا بلدة سدريوت في الجنوب.