كشفت مصادر فلسطينية النقاب عن ان اتفاقاً حول تشكيل حكومة وحدة وطنية تم التوصل اليه بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية بوساطة من رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي. وقالت المصادر القيادية في المبادرة الوطنية ل"الحياة"ان هناك اتفاقا على تسويق الحكومة الجديدة التي قد ترأسها شخصية ليست بارزة في حركة"حماس"او مقربة منها. واضافت ان"برنامج حكومة الوحدة الوطنية سيكون مشتقا من ومستندا الى وثيقة الوفاق الوطني وثيقة الاسرى المعدلة، ما يعني انه سيكون بمقدور هذه الحكومة كسر الحصار السياسي والمالي المفروض على الحكومة والشعب الفلسطيني، والأخذ في الاعتبار الوضع الداخلي"المتوتر الذي شهد صدامات دامية مسلحة بين حركتي"فتح"و"حماس". وقالت ان الدكتور البرغوثي وصل الى غزة امس للقاء هنية مساءً بعدما التقى الرئيس عباس صباحاً. وجاء اللقاءان في اعقاب لقاء عقده البرغوثي مع الرئيس عباس في ساعة متقدمة من ليل الاحد - الاثنين في حضور رئيس الوزراء السابق عضو اللجنة المركزية لحركة"فتح"احمد قريع"أبو علاء". واضافت ان البرغوثي اجرى اثناء اللقاء اتصالات هاتفية مع رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل ومع هنية، وانه جرى الاتفاق على التوجه الى غزة للقاء هنية. واشارت الى ان الرئيس عباس كان طلب من البرغوثي ان يكون قناة اتصال مع حركة"حماس"في شأن تشكيل الحكومة الجديدة لانهاء العزلة والحصار عن الشعب الفلسطيني ونزع فتيل التوتر والازمة الداخلية التي تمر بها الاراضي الفلسطينية منذ اكثر من ثمانية شهور. واوضحت انه بناء على طلب من الرئيس عباس توجه البرغوثي الى دمشق قبل أيام والتقى مشعل والرئيس السوري بشار الاسد ووزير خارجيته وليد المعلم. بدورها، كشفت مصادر حكومية فلسطينية ل"الحياة"ان"مقترحات البرغوثي تتألف من شقين، الاول ان يستند برنامج الحكومة الى وثيقة الاسرى المعدلة وليس الى محددات البرنامج"التي تم التوصل اليها في لقاء جمع عباس وهنية في الحادي عشر من الشهر الماضي"والثاني ان توافق حركة"حماس"على عدم مشاركة رموز صارخة في حزبيتها في الحكومة الجديدة وتختار رئيسا لها من المقربين منها". وقالت المصادر ان الرئيس عباس يحبذ ان يكون رئيس الحكومة واحدا من ثلاث شخصيات، اثنتان منها مقربة من حركة"حماس"هما وزير التخطيط ووزير المال بالوكالة الدكتور سمير ابو عيشة، ووزير الاتصالات جمال الخضري، والثالث مقرب من عباس نفسه وهو رجل الاعمال الشهير منيب المصري. الى ذلك، قالت مصادر فلسطينية مطلعة ان"ابو علاء"اطلع اعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في اجتماع عقدته قبل نحو اسبوعين على نتائج زيارته الى دمشق ومحادثاته مع الرئيس الاسد ونائبه فاروق الشرع. وابلغ"ابو علاء"اعضاء اللجنة ان الاسد والشرع ايدا فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية. ونقل عن الاسد قوله:"نحن معكم في موقفكم تشكيل حكومة وحدة وطنية للخروج من الازمة التي تمرون بها". واضاف انه سمع الكلام نفسه من الشرع اثناء اجتماعه معه. بدوره، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، أن الجهود لا تزال قائمة ومتواصلة لإيجاد مخرج من الأزمة الراهنة وتشكيل حكومة وحدة وطنية استناداً لوثيقة الوفاق الوطني وثيقة الأسرى المعدلة التي اتفقت عليها الفصائل الفلسطينية قبل بضعة اشهر. وقال هنية، في بداية الجلسة الحادية والثلاثين لمجلس الوزراء الفلسطيني في مدينة غزة امس، ان"هناك إجماعاً داخلياً على تكثيف جلسات الحوار لرسم معالم الحكومة المقبلة التي ستخصص جميع جهودها لخدمة الشعب الفلسطيني وكسر الحصار المفروض عليه". ورحب هنية بالدور المصري الذي وصفه ب"الرائد"في خدمة القضية الفلسطينية ولجهودها المكثفة لتعزيز الحوار بين الفصائل الفلسطينية، موضحاًَ أن هذه الجهود توصلت إلى حل شبة نهائي لقضية الجندي الإسرائيلي الأسير غلعاد شاليت المحتجز منذ أكثر من ستة أشهر في قطاع غزة، وذلك وفق ما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني.