استبعدت مصادر مصرية موثوق بها زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل للقاهرة قريباً، وذلك بعد ساعات على اعلان حركة"حماس"ان ملف الجندي الاسرائيلي الاسير في غزة غلعاد شاليت"ناضج تقريباً"، وان مشعل سيزور القاهرة لترجمته، وبعد التفاؤل الذي ابدته اسرائيل بقرب الافراج عن الجندي. راجع ص 4 وقال الناطق باسم"حماس"فوزي برهوم لوكالة"فرانس برس":"اعتقد ان صفقة التبادل ناضجة تقريباً، ومشعل سيزور القاهرة لترجمة الامر واقعياً"، من دون ان يحدد موعدا للزيارة. وعزا تفاؤله الى كون"اسرائيل وافقت على التبادلية في موضوع الجندي بعدما كانت ترفضها"، كما"وافقت الآن على اطلاق الاطفال والنساء... ومصر تناقش هذا الامر مع الاحتلال الاسرائيلي حاليا... ويبدو انها تلقت ضمانات مشجعة من اسرائيل في خصوص تبادل الاسرى، وهي ستشرف على آلية التبادل". من جانبه، أعرب وزير البنى التحتية الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر عن تفاؤله ازاء احتمال الافراج قريبا عن شاليت، وقال لإذاعة الجيش الاسرائيلي:"عدت متفائلا من زيارة اخيرة للقاهرة، وما زلت على تفاؤلي". وقال ان"اسرائيل ستأخذ في الاعتبار عملية التبادل التي اقترحها المصريون". ونقلت اذاعة الجيش عن مسؤولين اسرائيليين كبار ان الحل المقترح يكمن في اقناع"حماس"بالافراج عن شاليت في مقابل تعهد اسرائيلي بالافراج عن ألف معتقل فلسطيني خلال الشهرين المقبلين. ومن شأن هذه الصيغة الا تظهر اسرائيل بمظهر من خضع ل"حماس"، كما يمكن ادراج عملية الافراج عن الاسرى في حينه في اطار مبادرة تجاه الرئيس محمود عباس ابو مازن. واوحت تصريحات كل من الناطق باسم"حماس"وبن اليعازر بأن قضية الجندي تتجه نحو الحل، الا ان استبعاد مصر زيارة مشعل عكس موقفا مغايرا، فماذا جرى؟ تقول المصادر المصرية انه"ليس هناك أي ترتيبات لزيارة قريبة لمشعل إلى القاهرة". واضافت ان"حماس أفسدت الصفقة التبادل بسبب تمسكها بتزامن إطلاقه الجندي مع الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وهذا أمر رفضته الحكومة الإسرائيلية واعتبرت موافقتها عليه تضعف موقفها". وكشفت المصادر ل"الحياة"أن رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان خلال لقائه الأخير مع مشعل في دمشق أبلغه رسمياً بضرورة أن يتطلع إلى مصلحة الشعب الفلسطيني ويتخذ موقفاً تاريخياً. واستبعدت أن تقوم"حماس"بأي خطوة قد تؤثر على علاقاتها مع سورية، خصوصاً أن مصر ليست مستعدة لاستضافة قيادات الحركة على أراضيها، لذلك سيظل الارتباط مع سورية قائماً ولن تزج"حماس"نفسها في ما يمكن أن يؤثر سلباً على علاقاتها مع سورية. واشارت المصادر إلى أن الاولوية الآن لتشكيل حكومة وحدة وطنية، إلا أنها شككت في إمكان تحقيق ذلك في ظل التوتر القائم بين حركتي"فتح"و"حماس"، مضيفة ان البعض يعتبر حل الحكومة المخرج الوحيد لحل الأزمة. واستبعدت إمكان موافقة"حماس"على تشكيل حكومة تكنوقراط تكون خلالها الحركة بمثابة حكومة ظل تمارس المراقبة على الحكومة من خلال المجلس التشريعي، وذلك بسبب علاقات الحركة بكل من سورية وإيران و"حزب الله". وقالت:"نسعى إلى تحريك العملية السلمية واستئناف المفاوضات، ومن هذا المنطلق ندعم"ابو مازن"وحكومة فلسطينية تلقى تأييداً من المجتمع الدولي، ولن نخسر القضية كلها كي نرضي مشعل". ولم تخف المصادر وجود فتور في العلاقات بين"حماس"ومصر، وأبدت تخوفاً من الوضع الحالي على الساحة الفلسطينية، وقالت:"الموقف صعب للغاية". وكان وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام تحدث عن وجود معلومات لدى حكومته بأن بعض العناصر الامنية يسعى الى اشاعة اجواء من الفوضى اليوم، ملوّحاً بمعاقبة العناصر المتمردة. من جانبه، اكد الناطق باسم"حماس"في لبنان اسامة حمدان أن العلاقات بين الحركة ومصر طيبة، وقال ان"هناك أطرافا تحاول صنع أزمة بيننا وبين مصر... ان وجود تباين في وجهات النظر لا يعني اطلاقا وجود أزمة".