رجح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، بدء المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين في منتصف أغسطس الجاري، فيما استبعدت حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تسيطر على قطاع غزة أمس، شن إسرائيل حربا شاملة على القطاع على خلفية التصعيد الميداني في اليومين الماضيين. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن نتنياهو القول في اجتماع وزراء حزبه ليكود قبل الاجتماع الموسع لحكومته: إنه لم يتلق أي خطة فلسطينية، مشيرا إلى أن هذه الخطة ربما نقلت إلى الجانب الأمريكي. وأوضح نتنياهو أن إسرائيل لا تنوي قبول الشروط التي وضعها الجانب الفلسطيني بشأن تمديد مفعول القرار الخاص بتجميد البناء في المستوطنات. وكانت لجنة المتابعة العربية للسلام وافقت الخميس الماضي خلال اجتماعها بالقاهرة على الذهاب للمفاوضات المباشرة مع ترك موعد انطلاقتها للجانب الفلسطيني. يأتي ذلك، فيما أوضحت مصادر فلسطينية أن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ستعقد اجتماعا خلال الأيام القادمة لاتخاذ موقف نهائي بشأن الانتقال للمفاوضات المباشرة. إلى ذلك، استبعدت "حماس"، أن تشن إسرائيل حربا شاملة على القطاع على خلفية التصعيد الميداني في اليومين الماضيين. وقال القيادي في الحركة إسماعيل رضوان إن التصعيد الإسرائيلي الأخير على غزة ينسجم مع الطبيعة العدوانية للعدو الصهيوني ومحاولة لخلط الأوراق العسكرية والسياسية بالمنطقة بعد القرار العربي بالانتقال إلى المفاوضات المباشرة، لكنه قال إن حماس والفصائل المسلحة حذرة جدا ولا تأمن الغدر الإسرائيلي. وعزا التصعيد الإسرائيلي إلى استمرار تعرض الحكومة الإسرائيلية إلى انتقادات دولية متسعة بسبب هجومها على سفن "أسطول الحرية" واستمرار فرض الحصار بغرض خلط الأوراق. وشن الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات خلال اليومين الماضيين على مناطق متفرقة في قطاع غزة بدعوى الرد على إطلاق صواريخ محلية الصنع، ما أسفر عن مقتل ناشط في "حماس" وإصابة عشرة آخرين. وتحتفظ "حماس" بهدنة غير معلنة مع إسرائيل في غزة منذ أن شنت الأخيرة حربا على القطاع في الفترة من 27 ديسمبر 2008 حتى 18 يناير 2009، أسفرت عن مقتل 1400 فلسطيني وجرح آلاف آخرين. من جهة أخرى، اكدت "حماس" أن رسالة الرئيس الامريكي باراك أوباما الى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كشفت زيف سياسته وتشكل اضرارا متعمدة لمصالح الشعب الفلسطيني. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم "حماس": إن رسالة اوباما لمحمود عباس كشفت زيف سياسة اوباما وخيبت آمال الشعب الفلسطيني وهي اضرار متعمدة لمصالح شعبنا لصالح العدو الصهيوني والمصالح الامريكية. واضاف ان هذا يؤكد ان اي رهان من اي طرف على الادارة الامريكية لدعم حقوقنا هو رهان خاسر ومضيعة للوقت، مؤكدا ان الرهان يجب ان يكون على وحدة الصف الفلسطيني واعادة الاعتبار لبرنامج المقاومة كي ندافع عن حقوقنا واعادة الاعتبار للمشروع الوطني. وكان مسؤولون فلسطينيون كشفوا أمس الأول ان عباس تلقى رسالة من اوباما دعاه فيها الى البدء بمفاوضات مباشرة مع اسرائيل، محذرا من ان عدم القيام بذلك سيضر بالعلاقة الامريكية الفلسطينية.