سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تل ابيب تؤيد "خريطة الطريق"و"جدار موقت" ... والفلسطينيون يتحدثون عن "ضمانات" من واشنطن ."رسائل متبادلة" خلال لقاء بوش شارون ودعم اميركي لمطالب اسرائيل في شأن الحدود واللاجئين
اكدت مصادر اسرائيلية ان رئيس الحكومة ارييل شارون والرئيس جورج بوش سيتبادلان الرسائل خلال لقائهما الاربعاء في واشنطن، موضحة ان بوش سيدعم "خطة الفصل" فقط بوصفها "خطوة مرحلية"، وسيؤكد انه لا يتوقع من اسرائيل العودة الى حدود عام 1967، وسيتحدث عن عودة اللاجئين الفلسطينيين الى الدولة الفلسطينية فقط، في حين ما زالت واشنطن تقاوم ضغوطا اسرائيلية للاعتراف بشرعية المستوطنات. في المقابل، سيعلن شارون تأييده خطة "خريطة الطريق" وسيوافق على ان مسار الجدار الفاصل موقت. ويتوقع ان يستخدم شارون رسالة الضمانات للضغط داخل حزبه وحكومته والكنيست لتمرير "خطة الفصل"، علماً ان حزبه الحاكم "ليكود" اعلن انه سيجري استفتاء على الخطة في 29 الجاري. من جانبها، اكدت السلطة الفلسطينية انها تلقت ضمانات من واشنطن بعدم اتخاذ اي خطوات من شأنها الاجحاف بقضايا الحل النهائي مثل الحدود واللاجئين. يتوجه رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون الى واشنطن للقاء الرئيس جورج بوش في البيت الأبيض صباح الاربعاء في زيارة تكتسب اهمية خاصة كونها الاولى لشارون منذ اعلانه نيته "فك الارتباط" مع الفلسطينيين. في الوقت نفسه علم لدى حزب "ليكود" الحاكم ان شارون حدد يوم 29 الجاري موعدا للاستفتاء داخل الحزب في شأن "خطة الفصل". وصرح شارون: "اتمنى ان تكون هذه الزيارة ناجحة وتسمح لاسرائيل بتحقيق مكاسب على جميع الجبهات. سنتحرر من اي ضغوط لا داعي لها". وتشير مصادر مختلفة الى ان بوش سيدعم خطط شارون ل"فك الارتباط" مع الفلسطينيين والانسحاب من قطاع غزة، شرط ان تكون "خطوة مرحلية" الى حين تطبيق خطة "خريطة الطريق" التي طرحتها اللجنة الرباعية الدولية وتحظى بدعم اميركي، وان كان نظريا حتى الآن. وسبق شارون الى واشنطن ليل السبت - الاحد مدير مكتبه دوف فايسغلاس ومستشاره السياسي شالوم ترجمان ومدير مجلس الامن القومي غيورا آيلاند. وسيجري الفريق جولة جديدة من المحادثات مع اركان الادارة الاميركية لتذليل عدد من العقبات قبيل وصول شارون الى واشنطن ولقائه بوش. وتم تقديم موعد زيارة الطاقم الثلاثي الذي كان من المفترض ان يرافق شارون في رحلته الى الولاياتالمتحدة بسبب عراقيل ما زالت تعترض طريق الصياغة النهائية للرسالتين الاميركية والاسرائيلية التي سيتبادلها الزعيمان في لقائهما. وكان مقررا ان يلتقي الوفد امس مستشارة الامن القومي الاميركي كوندوليزا رايس، قبل ان ينضم الى الاجتماع موظفون كبار اميركيون سيشاركون اليوم في لقاء بوش الرئيس حسني مبارك الذي يزور الولاياتالمتحدة ايضا، حسبما افاد موقع "عرب 48". وكانت مصادر اسرائيلية نقلت عن مسؤولين اميركيين انه "تم الاتفاق مبدئيا بين اسرائيل واميركا على بنود خطة فك الارتباط" التي اعلنها شارون وتتضمن انسحابا من القطاع ومن اربع مستوطنات في الضفة. وحسب المصادر الاسرائيلية، فان المسؤولين الاميركيين رجحوا ان "يدعم بوش الخطة على ان تشكل خطوة مرحلية الى حين تطبيق خريطة الطريق"، وهو ما تم الاتفاق عليه اثناء وجود الوفد الثلاثي الاميركي المكون من وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الاميركي وستيف هارلي واليوت ابرامز في اسرائيل قبل ايام. وقال الموقع استنادا الى مصادر في ديوان شارون ان "الجهود المبذولة لصوغ الرسالتين اللتين سيتم تبادلهما خلال لقاء بوش - شارون تقترب من نهايتها". واوضحت ان الرسالة الاسرائيلية "تؤكد ان شارون سيعرض خطة فك الارتباط، بما تتضمنه من انسحاب من قطاع غزة واخلاء اربع مستوطنات في الضفة على الحكومة الاسرائيلية وعلى الكنيست للمصادقة عليها"، لكنها لن تتضمن اي جدول زمني للانسحاب. كما ان الرسالة الاسرائيلية ستؤكد "التزام شارون خريطة الطريق ورؤية الدولتين التي طرحها الرئيس بوش وتأكيده ان جدار الفصل موقت. اما بوش فسيؤكد في رسالته ان "واشنطن لن تدفع في اتجاه حل مع الفلسطينيين ما لم تتم معالجة موضوع الارهاب"، اضافة الى تأكيده عدم طرح خطة بديلة ل"خريطة الطريق". وستشمل الرسالة أيضا تأكيدا اميركيا رسميا في خصوص شكل الحل النهائي، اذ ان واشنطن لن تطالب اسرائيل بالانسحاب حتى حدود حزيران يونيو 6719، اضافة الى "عدم فرض أي خطة سياسية اخرى عليها، ودعمها في حربها ضد الفلسطينيين وعدم السماح بعودة اللاجئين الى داخل الخط الاخضر". كما ستتضمن الرسالة "صيغة في شأن الكتل الاستيطانية الكبرى تساند بشكل غير مباشر ضم هذه الكتل". واكدت مصادر اسرائيلية رفيعة ان "الادارة الاميركية ابلغت الاوروبيين بأنها لا تعتبر حدود الرابع من حزيران حدودا مقدسة وانها تدعم رأي اسرائيل بأن حدود غور الاردنالشرقية هي حدود دفاعية لاسرائيل وتؤيد عودة اللاجئين الى الدولة الفلسطينية فقط". وقالت مصادر اسرائيلية اخرى ان "اسرائيل وواشنطن اتفقتا على اقامة جدران فاصلة حول الكتل الاستيطانية". وكتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان "بوش ومساعديه يعكفون هذه الايام على كتابة الرسالة التي ستسلم على ما يبدو لشارون". واشار التقرير الى ان بوش سيعرب في رسالته "عن عدم التزامه انسحاب اسرائيل الى حدود عام 6719، اضافة الى انه سيتم رسم الحدود النهائية بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني من خلال المفاوضات". ومن المتوقع حسب التقرير ان "تمنح الرسالة دعما سياسيا لشارون في الحلبة السياسية الاسرائيلية، وستمكنه من تمرير خطته في الحكومة، اذ هناك معارضة داخل ليكود وفي الكنيست لخطة الفصل". واشار التقرير الى ان بوش سيثني على ما اسماه "الابداع والجرأة" اللذين ابداهما شارون في طرح خطته. قوة امنية "جاهزة" لتنفيذ الانسحاب في غضون ذلك، ذكرت مصادر اسرائيلية ان "قوة تابعة للشرطة وحرس الحدود باتت مستعدة لتنفيذ أوامر عاجلة من شارون ابان زيارته لواشنطن لاخلاء ثماني نقاط استيطانية عشوائية غير قانونية في الضفة والقطاع"، علما ان المستوطنات في الاراضي الفلسطينية غير شرعية وغير قانونية من وجهة القانون الدولي. واوضحت المصادر استنادا الى موقع "عرب 48" ان الاجهزة الامنية الاسرائيلية تقدر بأن "الاشتباكات التي ستدور بين عناصر الشرطة والمستوطنين الذين سيرفضون اخلاء هذه النقاط الاستيطانية، ستعود فقط بالفائدة على شارون اثناء محادثاته مع بوش". ضمانات اميركية للسلطة ايضا! وفي رام الله، قال رئيس الحكومة احمد قريع "ان الفلسطينيين هم الطرف الذي يحتاج الى ضمانات". وسيزور وزير الخارجية نبيل شعث واشنطن بعد اسبوع من زيارة شارون. واعلن وزير المفاوضات صائب عريقات لوكالة "فرانس برس" ان السلطة الفلسطينية تلقت "ضمانات" من الادارة الاميركية بعدم اتخاذ اي خطوات من شأنها الاجحاف بقضايا الوضع النهائي في المفاوضات مع اسرائيل خصوصا الحدود واللاجئين والقدس. واضاف: "ان الامر يشمل ضرورة ان يكون الانسحاب من قطاع غزة جزءا من خريطة الطريق".