كشفت واشنطن امس ان اسرائيل تبلغت اخيرا موقفا اميركيا يعارض ضم مستوطنات في الضفة الغربية وبناء الجدار الشرقي الذي يفصل الضفة عن وادي الاردن في اطار خطوات اسرائيلية احادية الجانب. ويأتي الموقف الاميركي في وقت تعكف الحكومة الاسرائيلية على اعداد "خطط للفصل" ستعرض على رئيس الوزراء ارييل شارون لبلورة "صيغة نهائية" يعرضها على الرئيس جورج بوش خلال زيارته لواشنطن. راجع ص 5 و6 وقالت مصادر في وزارة الخارجية الاميركية ل"الحياة" ان الادارة اشترطت على اسرائيل ان "تنسجم" خطة "فك الارتباط" مع رؤية الرئيس جورج بوش و"خريطة الطريق" التي تبنتها "الرباعية" وتدعو الى اقامة دولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967 ووفق قرار مجلس الامن الرقم 242. واعتبرت المصادر ان المعارضة الاميركية لخطط الحكومة الاسرائيلية اخلاء مستوطنات غزة ونقل المستوطنين الى الضفة الغربية، وضم المستوطنات الكبيرة في الضفة الى اسرائيل "تمثل خطاً احمر". كما اعرب مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية لصحافيين عن تزايد القلق في واشنطن من احتمال ان تؤدي الاجراءات الاسرائيلية الى انهيار السلطة الفلسطينية وصعود "حركة المقاومة الاسلامية" حماس لملء الفراغ الناشئ، من دون استبعاد انفلات الوضع الامني في شكل خطير. واضاف ان الادارة الاميركية تعارض ايضا نقل المستوطنين من قطاع غزة الى الضفة. اسرائيليا، كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" تفاصيل "خطط الانفصال من جانب واحد" التي تعكف الحكومة على اعدادها، واشارت الى ثلاثة اقتراحات للانسحاب من قطاع غزة، اولها الانسحاب الكامل للمستوطنين والجيش مع الابقاء على ثلاث مستوطنات شمال القطاع، والثاني يتناول اخلاء المستوطنين من المستوطنات واستبدالهم بجنود من اجل المساومة مع الفلسطينيين، وهو اقتراح يعارضه الجيش لانه لا ينفذ فكرة الانفصال. ويتناول الاقتراح الثالث اخلاء ثلاث مستوطنات "معزولة". اما بالنسبة الى مستوطنات الضفة، فيدعو الاقتراح الاول الى الاكتفاء بالانسحاب من قطاع غزة، فيما يدعو الثاني الى اخلاء ثلاث مستوطنات "معزولة" شمال الضفة كبادرة حسن نية. اما الاقتراح الثالث فيدعو الى ضمان تواصل اقليمي للفلسطينيين من خلال اخلاء مستوطنات معزولة، في حين يدعو الاقتراح الرابع الى اخلاء غالبية المستوطنات وتركيز الاستيطان في ثلاثة تجمعات استيطانية كبيرة. وفي مقابل هذه الخطط التي تلقى معارضة داخل الائتلاف الحكومي، دعا الوزير المتطرف افيغدور ليبرمان احزاب اليمين الى بلورة "خطة بديلة" يتم بموجبها تقسيم الضفة الى اربعة كانتونات محاطة بجدران فصل. في غضون ذلك، حذر القائد السابق لوحدة المراقبين الدوليين في الخليل ان ممارسات جيش الاحتلال والمستوطنين هي بمثابة عملية "تطهير"، محذرا من انه في حال استمرار هذه الممارسات فإنه "لن يبقى فلسطيني واحد في المدينة".