سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تقترح اخلاء 10 مستوطنات "معزولة" في الضفة والانسحاب الشامل من قطاع غزة . إسرائيل تحاول اقناع اميركا بتسوية انتقالية طويلة الامد بعيدة جداً عن "خريطة الطريق" ورؤية بوش لدولة فلسطينية
فيما يواصل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون سياسة التكتم والسرية ازاء تفاصيل ما يسمى اسرائيلياً "خطة فك الارتباط الموسعة" التي تشمل انسحاباً اسرائيلياً محدوداً من الضفة الغربية علاوة على اخلاء المستوطنات اليهودية في قطاع غزة، تحدثت مصادر اسرائيلية عن "صفقة رزمة" قيد التبلور تسعى حكومة شارون الى ابرامها مع الادارة الاميركية تسبق زيارة الاخير لواشنطن في نهاية الشهر الجاري. وتتلخص هذه الصفقة في الحصول على موافقة اميركية ل"تسوية انتقالية موقتة" وطويلة الأمد تنفذها اسرائيل من جانب واحد. يأتي الحديث عن الصفقة التي تسعى حكومة ارييل شارون الى التوصل اليها مع واشنطن في الوقت الذي اعرب فيه رئيس أركان الجيش الاسرائيلي موشيه يعلون عن معارضته لانسحاب عسكري اسرائيلي من قطاع غزة يشمل الشريط الحدودي الفاصل بين الاراضي الفلسطينية ومصر. وأكد يعلون في مداخلة له امام لجنة الخارجية والامن التابعة للبرلمان الاسرائيلي الكنيست ان انسحاب الجيش الاسرائيلي من الشريط الحدودي الفاصل بين رفح الفلسطينية والاراضي المصرية وعدم سيطرة اسرائيل على هذا الشريط "سيتيحان تهريب كافة انواع الاسلحة من مصر الى قطاع غزة بحرية كاملة". وتناولت المحافل الاسرائيلية العسكرية والسياسية باسهاب في الفترة الاخيرة مسألة السيطرة العسكرية الاسرائيلية على الحدود المصرية - الفلسطينية جنوب قطاع غزة وطرحت جهات اسرائيلية امكان نقل السيطرة في هذه المنطقة الى السلطات المصرية، مشيرةً الى وجود "مفاوضات" مع الطرف المصري في هذا الشأن، الأمر الذي نفاه جملة وتفصيلاً وزير الخارجية المصري احمد ماهر. وأشار يعلون الى ان قيادة الجيش الاسرائيلي "شريك كامل في صياغة خطة الانفصال الى جانب مجلس الامن القومي الاسرائيلي برئاسة غيؤرا آيلاند". وفي تصريحات متصلة، قال يعلون في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي "سيكثف عملياته العسكرية"، مضيفاً ان قوات الجيش الاسرائيلي "ستطارد المطلوبين في كل مكان"، ملمحاً بذلك الى مواصلة قوات الاحتلال تنفيذ هجماتها ضد الفلسطينيين بمعزل عن خطط شارون السياسية التي يحاول من خلال طرحها التهرب من تنفيذ خطة "خريطة الطريق" الدولية التي اقرتها اللجنة الرباعية. وتعتبر معارضة يعلون اشارة الى معارضة الجيش الاسرائيلي تنفيذ انسحاب عسكري شامل من قطاع غزة ودليلاً على ان الخلافات قائمة بين المستويين العسكري والسياسي في اسرائيل بشأن الخطوط النهائية لخطة شارون ل"فك الارتباط" مع الفلسطينيين في قطاع غزة، وتلقي ظلالاً من الشكوك على اخراج هذه الخطة الى حيز الوجود سيما وان صاحب الخطة شارون رفض طلباً تقدم به زعيم المعارضة رئيس حزب العمل شمعون بيريز بشرح تفاصيل خطته "علانية" قبل توجه شارون نهاية آذار مارس الجاري الى واشنطن لطرحها على الرئيس الاميركي جورج بوش. ونقل التلفزيون الاسرائيلي عن بيريز قوله ان شارون عرض عليه تفاصيل "خطة فك الارتباط الموسعة" التي تشمل اخلاء عشر مستوطنات يهودية "معزولة" في الضفة الغربية اضافة الى انسحاب اسرائيلي شامل من قطاع غزة. واشارت المصادر ذاتها إلى أن شارون طرح خطته هذه امام بيريز في اطار محاولاته لاقناع الاخير بالانضمام الى حكومة "وحدة"، ولكنه رفض في المقابل الاعلان عن هذه الخطة على الملأ قبل ان يلتقي بوش. وكشفت صحيفة "معاريف" العبرية عن تفاصيل "صفقة رزمة" يعكف الوفد الاسرائيلي إلى واشنطن على بلورتها والحصول على موافقة اميركية عليها قبل زيارة شارون للولايات المتحدة. وأوضحت الصحيفة ان "الصفقة" تشمل تنفيذ اسرائيل خطة "فك الارتباط" في قطاع غزةوالضفة الغربية بالتوازي مقابل اعتراف اميركي بالخط الجديد لانتشار قوات الاحتلال الاسرائيلي. وأشارت الى ان الوفد الاسرائيلي الذي يضم بالاضافة الى دوف فايسغلاس، رئيس مكتب شارون، مستشاري رئيس الوزراء الاسرائيلي للشؤون السياسية والعسكرية شالوم ترجمان ويؤاف غلانت على التوالي والسفير الاسرائيلي لدى واشنطن داني أيالون، يسعى الى اقناع واشنطن بالموافقة على "تسوية مرحلية طويلة الأمد" لا يتم خلالها مطالبة اسرائيل باي شيء وتقديم واشنطن "مظلة دولية" ومساندة اميركية للوضع الراهن الجديد الذي سينشأ في اطار التسوية التي ستنفذها اسرائيل من جانب واحد "من دون شريك فلسطيني"، اضافة الى "اعتراف اميركي خطي" وموقع يقضي بالسماح لاسرائيل ب"تكثيف الاستيطان في الكتل الاستيطانية الكبيرة التي تحظى باجماع اسرائيلي على ضمها الى سرائيل". وتسعى اسرائيل الى الحصول على هذا "الثمن" مقابل انسحاب عسكري اسرائيلي شامل من قطاع غزة بما في ذلك الانسحاب من الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، يليه بعد ذلك بوقت قصير اخلاء اكثر من عشر مستوطنات يهودية في الضفة الفلسطينية "بشكل تدريجي وبالتوازي مع الانسحاب من قطاع غزة". واشارت المصادر إلى أن اخلاء المستوطنات العشر من الضفة الغربية "سيضمن تواصلاً اقليمياً فلسطينياً من جنين شمالاً حتى الخليل جنوباً". وتتحدث الخطة الاسرائيلية المعروضة على الاميركيين عن "تحسين الاوضاع الاقتصادية الفلسطينية وتقديم تسهيلات العبور الى الاردن ومصر"، إضافة الى دعم المجتمع الدولي للاقتصاد الفلسطيني.. وعليه، تكون الصورة الاجمالية التي تطرحها حكومة شارون للتسوية "الانتقالية الطويلة الأمد" التي ستفرضها على الفلسطينيين من جانب واحد بعيدة جداً عن رؤية الرئيس الاميركي و"خريطة الطريق" الدولية التي تتحدث عن اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة. وكان وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم اشترط بصورة غير مباشرة قيام اسرائيل بانسحاب شامل من قطاع غزة بالدعم الاميركي لهذه الخطوة. وقال في حديث للصحافيين في لندن امس ان الانسحاب الشامل من القطاع "احد الخيارات التي يتم النظر فيها وفي حال حصول اسرائيل على دعم اميركي بشأنها ستعرض على المجلس الوزاري الاسرائيلي والكنيست للمصادقة".