أثار اختيار جلال طالباني رئيس "الاتحاد الوطني الكردستاني" امس طهران ووكالة الانباء الايرانية لإطلاق أول نبأ عن اعتقال الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين تساؤلات عن تعاون ايراني محتمل في عملية الاعتقال. ولمحت مصادر مطلعة الى ان طالباني نجح في الحصول على تعاون استخباراتي ايراني مما شجع مجلس الحكم العراقي على اتخاذ قرار بإخراج منظمة "مجاهدين خلق" الايرانية المعارضة من الأراضي العراقية. ولفتت الى ان تصريح قائد القوات الاميركية في العراق ريكاردو سانشيز عن قراره بإخراج "مجاهدين خلق" من العراق ب"الطريقة المناسبة" جاء شبه متزامن مع دهم مخبأ صدام حسين. ولم تستبعد المصادر ان يكون طالباني التقط اللحظة المناسبة لإنضاج ملف اخراج "مجاهدين خلق" بالتوازي مع تقدم في ملف عناصر "القاعدة" الذين تحتجزهم ايران وصولاً الى تعاون استخباراتي اميركي - ايراني غير مباشر في اعتقال صدام. واكدت مصادر في شمال العراق ان طالباني اجرى اتصالات بعدد من السكان "المطلعين" وقدم اليهم ضمانات قاطعة بعدم كشف اسمهم من قبل القوات الأميركية في حال تعاونهم في كشف مخبأ صدام. وقالت ان الاتصالات أثمرت وتولى طالباني وكوسرت رسول علي تنسيق المعلومات ميدانياً، ثم نقلت الى الأميركيين. وأشارت الى أن الزعيم الكردي كان على اتصال دائم بمسرح العملية العسكرية التي انتهت باعتقال الرئيس المخلوع. وذهبت مصادر أخرى الى حد القول ان صدام بعث برسائل الى الايرانيين طالباً منحه فرصة اللجوء في مقابل "معلومات مهمة لديه" محاولاً وضع هذا العرض تحت عنوان "تأمين المصالح الايرانيةالعراقية المشتركة ضد الأميركيين". وأضافت ان ايران التي لم تغفر لصدام ما فعله إبان حربه عليها ضاعفت من تحركاتها الاستخبارية لاكتشاف منطقة تحركه. ونجح الايرانيون في بعض الفترات في الحصول على معلومات عن تحركات الرئيس السابق وان بعض هذه المعلومات توافر حتى قبل مقتل نجليه عدي وقصي. ولاحظت المصادر ان تصاعد الضغوط الأميركية على ايران في الملف النووي وفّر لطالباني فرصة التحرك لنسج تعاون وترتيب خطوات متقابلة تصب في النهاية في اعتقال صدام حسين وهو ما يشكل مصلحة لثلاثة أطراف هي: العراق والولايات المتحدةوايران. وأضافت ان طالباني طلب موافقة طهران على نقل المعلومات التي في حوزتها الى الأميركيين فتجاوبت معه. ونفى طالباني مساء أمس ما تردد عن تعاون ايراني في القبض على صدام وقال ل"الحياة": "هذا ليس صحيحاً. نحن على علاقة جيدة بإيران ولو كانت ستقدم معلومات لقدمتها لنا دون غيرنا". واكد ان محاكمة صدام ستكون عادلة، مشيراً الى ان عملية اعتقاله "ستساهم في تسريع نقل السلطة الى الشعب العراقي... وفي نجاح الحملة التي نشنها لاجتثاث الارهاب".