"السجل العقاري" يبدأ تسجيل 90,804 قطع عقارية بمدينة الرياض والمدينة المنورة    تحت رعاية ولي العهد.. السعودية تستضيف غداً مؤتمر الاستثمار العالمي لعام 2024م في الرياض    "الصندوق العقاري": إيداع أكثر من مليار ريال في حسابات مستفيدي "سكني" لشهر نوفمبر    «التعليم» تطلق برنامج «فرص» لتطوير إجراءات نقل المعلمين    "البرلمان العربي" يرحب بإصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزراء كيان الاحتلال ووزير دفاعه السابق    جلسة تكشف الوجه الإنساني لعمليات فصل "التوائم الملتصقة"    أمر ملكي بتعيين 125 «مُلازم تحقيق» على سلك أعضاء النيابة العامة القضائي    " هيئة الإحصاء " ارتفاع الصادرات غير البترولية بنسبة 22.8% في سبتمبر من 2024    اقتصادي / الهيئة العامة للأمن الغذائي تسمح لشركات المطاحن المرخصة بتصدير الدقيق    الأرصاد: أمطار غزيرة على عدد من المناطق    15 مليار دولار لشراء Google Chrome    أقوى 10 أجهزة كمبيوتر فائقة في العالم    تنافس شبابي يبرز هوية جازان الثقافية    يلتهم خروفا في 30 دقيقة    مسودة "كوب29" النهائية تقترح 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة    «اليونيسف» تحذر: مستقبل الأطفال في خطر    "الداخلية" تختتم المعرض التوعوي لتعزيز السلامة المرورية بالمدينة    3 أهلاويين مهددون بالإيقاف    افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض    وزير الثقافة: القيادة تدعم تنمية القدرات البشرية بالمجالات كافة    المدينة: ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف ومواقع تاريخية    لماذا رفعت «موديز» تصنيف السعودية المستقبلي إلى «مستقر» ؟    «مجمع إرادة»: ارتباط وثيق بين «السكري» والصحة النفسية    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    «واتساب» يتيح التفريغ النصي للرسائل الصوتية    بحضور سمو وزير الثقافة.. «الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    تحفيزًا للإبداع في مختلف المسارات.. فتح التسجيل في الجائزة السنوية للمنتدى السعودي للإعلام    فعاليات متنوعة    111 رياضيًا يتنافسون في بادل بجازان    القِبلة    أمراء ومسؤولون يواسون أسرة آل كامل وآل يماني في فقيدتهم    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    الأكريلاميد.. «بعبع» الأطعمة المقلية والمحمصة    تأثير اللاعب الأجنبي    الخليج يُذيق الهلال الخسارة الأولى في دوري روشن للمحترفين    «النيابة» تدشن غرفة استنطاق الأطفال    فرع وزارة الصحة بجازان يطلق حزمة من البرامج التوعوية بالمنطقة    «صواب» تشارك في البرنامج التوعوي بأضرار المخدرات بجازان    القبض على مقيم لاعتدائه بسلاح أبيض على آخر وسرقة مبلغ مالي بالرياض    "تقني‬ ‫جازان" يعلن مواعيد التسجيل في برامج الكليات والمعاهد للفصل الثاني 1446ه    خسارة إندونيسيا: من هنا يبدأ التحدي    مشكلات المنتخب    المدى السعودي بلا مدى    الأساس الفلسفي للنظم السياسية الحديثة.. !    1.7 مليون ريال متوسط أسعار الفلل بالمملكة والرياض تتجاوز المتوسط    معتمر فيتنامي: برنامج خادم الحرمين حقّق حلمي    سالم والشبان الزرق    الجمعان ل«عكاظ»: فوجئت بعرض النصر    الحريق والفتح يتصدران دوري البلياردو    إبر التنحيف وأثرها على الاقتصاد    «سلمان للإغاثة» ينظم زيارة للتوائم الملتصقة وذويهم لمعرض ترشح المملكة لاستضافة كأس العالم 2034    فيصل بن مشعل يستقبل وفداً شورياً.. ويفتتح مؤتمر القصيم الدولي للجراحة    وزير التعليم يزور جامعة الأمير محمد بن فهد ويشيد بمنجزاتها الأكاديمية والبحثية    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    "العوسق".. من أكثر أنواع الصقور شيوعًا في المملكة    سعود بن نايف يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الفجر الأحمر" تلتقط صدام من جحره بتكريت
معلومات كردية استنفرت 600 جندي أمريكي وفاجأوه في حفرة بعمق 6 أقدام
نشر في اليوم يوم 15 - 12 - 2003

اعتقل صدام حسين الذي حكم العراق بيد من حديد طيلة 24 عاما، في جحر بالقرب من معقله تكريت شمال بغداد بعد ثمانية اشهر من مطاردة اعتبرت الاضخم في التاريخ.وفي حوالي الساعة الثالثة والربع من عصر أمس بتوقيت بغداد، أعلن رسميا الحاكم الأمريكي للعراق بول بريمر في مؤتمر صحفي مشترك مع قائد القوات الامريكية في العراق ريكاردو سانشيز وعدنان الباجه جي عضو مجلس الحكم العراقي، نبأ إعتقال صدام حسين. وعرض سانشيز صوراً تلفزيونية أولها كان للجحر الذي اختبأ فيه صدام وبعد لحظات قال سانشيز للصحفيين .. والآن سنعرض عليكم صورا أعتقد أنها تهمكم للغاية، فبرز على الشاشة أخصائي طبي يعاين شعر رأس أشعث ثم ظهرت صورة الوجه فإذا به صدام حسين بشحمه ولحمه وقد أطلق لحية كثة يتخللها شعر أبيض. وشوهد الأخصائي الطبي الأمريكي وهو يفحص فم صدام حسين ويبدو أنه أخذ عينة من لعابه لفحص الحامض الوراثي دي إن ايه للكشف عن الشفرة الوراثية وربما للتأكد من عدم وجود مادة السيانيد القاتلة في فمه.
وقال الأمريكيون انهم وجدوا صدام في حفرة(مترين في مترين) بعمق 6 أقدام، في بلدة الدوار على بعد 15 كيلومترا من تكريت. وان الرئيس المخلوع قد فوجئ بهجومهم. وقال قائد القوات الأمريكية في تكريت الجنرال أوديرنو إن الجنود فاجأوا صدام وهو يختبئ في الحفرة (تحت الأرض وتكفي لشخص واحد) وكان مشوشاً بعض الشيء. ولم يكن بامكانه استخدام سلاح، رغم أن مسدساً كان بحوزته. وأضاف "لم يحاول استخدام السلاح.. اختار ألا يقاوم".
كما أعلن الأمريكيون إنهم يتحفظون على صدام في مكان آمن. وقالوا إنه كان يتعاون أي أنه لم يبد مقاومة أثناء نقله. ولا تعرف الكيفية التي تم فيها اعتقال صدام. ولا يعرف لماذا لم يقاوم، رغم أنه قيل إنه كانت بحوزته أسلحة. أو لماذا لم يقدم على الانتحار بعد أن دارت اشاعات أنه يرتدي باستمرار حزاماً ناسفاً لينهي حياته حالما ما يشعر بخطر اعتقاله.
الفجر الأحمر
وقال ريكاردو سانشيز قائد القوات الامريكية في العراق في المؤتمر المشترك مع بريمر والباجه جي إنه في الساعة الثامنة من مساء السبت قام جنود من فرقة المشاة الرابعة بقيادة الميجور ريموند اوديرنو مع قوات عمليات خاصة تابعة للتحالف بشن عملية الفجر الاحمر للقبض على طاغية العراق صدام حسين.
واضاف ان القبض على صدام تم خلال عملية اغلاق وبحث في مزرعة معزولة قرب مدينة تكريت. ولم يصب احد بجروح وفي الحقيقة لم تطلق اية رصاصة.
وقال سانشيز انه بعد تلقي معلومات استخباراتية صباح السبت حول المكان الذي يحتمل وجود صدام فيه تم تحديد موقعان محتملين بالقرب من بلدة الدور. ولاغراض العمليات فقد سمي الموقعين باسم وولفيرين واحد و وولفيرين اثنان.
مشاركة 600 عسكري
واضاف ان فريق الكتيبة القتالية الاولى من فرقة المشاة الرابعة كلف بمهمة قتل صدام حسين او القبض عليه. وشارك في العملية حوالي 600 جندي من كتيبة ريدر والكتيبة الاولى من الفرقة الرابعة بقيادة جيم هيكي. وضمت تلك القوة افرادا من سلاح الفرسان والهندسة والمدفعية والطيران وقوات العمليات الخاصة.
واوضح انه عند حوالى الساعة السادسة مساء وتحت جنح الظلام وبسرعة البرق تمركزت قوات كتيبة ريدر وبدأت التحرك باتجاه الاهداف شمال غرب الدور.
وعند حوالي الساعة الثامنة هاجمت قوات التحالف هدفين لكنها لم تعثر على شيء في بداية الامر. ونتيجة لذلك قررت الكتيبة القتالية الاولى اغلاق المنطقة والبدء في عملية بحث واسعة. وعثرت قوات التحالف بعد ذلك على موقع اشتبهت به الى الشمال الغربي من موقع وولفيرين اثنان.
وتابع والمنطقة هي مجمع صغير محاط به هيكل معدني وكوخ طيني، وخلال عملية البحث تم رصد جحر. وكان مدخل الجحر مخفيا بقوالب الطوب والطين. وبعد الكشف عن الجحر تم شن عملية بحث وعثر على صدام حسين في قاع الحفرة. ويبلغ عمق الجحر حوالي ستة الى ثمانية اقدام وفيه مكان يسمح لشخص واحد بالاستلقاء داخله واضاف سانشيز ان صدام اعتقل دون مقاومة.
بعد الاعتقال
واوضح انه عند حوالي الساعة التاسعة والربع من مساء السبت تم نقل صدام حسين الى منطقة آمنة وتم تفتيش الحفرة والمنطقة المحيطة بها. ونتج عن عملية المداهمة مصادرة بندقيتين من طراز ايه كاي-47 ومسدس ومبلغ 750 الف دولار امريكي باوراق نقدية من فئة المئة دولار وسيارة تاكسي باللونين الابيض والبرتقالي.
وقال سانشيز ان عراقيين اثنين اخرين اعتقلا مع صدام الذي يحتجز في مكان لم يكشف عنه.
بيان فرقة الاعتقال
وقالت فرقة المشاة الرابعة في بيان اصدرته في مقرها في تكريت على بعد 180 كيلومترا شمال بغداد ان صدام اعتقل دون اي حادث في جحر تحت الارض قرب تكريت.
واضاف البيان ان قوات التحالف بما فيها الكتيبة الاولى من فرقة المشاة الرابعة داهمت مجمعا في بلدة الدور جنوب تكريت في 13 كانون الاول/ديسمبر.
واشار البيان الى انه عثر على صدام مختبئا في جحر تحت الارض عند الساعة الثامنة و26 دقيقة مساء.
وصرح مسؤولون في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في وقت سابق بان قوات الحزب شاركت في عملية القبض على صدام حسين الا ان تصريحات الجيش الاميركي لم تشر الى اي دور للقوات الكردية.
وقال اوديرنو ان الترهيب والخوف الذي نشره هذا الرجل على مدى اكثر من 30 عاما انتهيا.
واضاف ان العديد سيستريحون بشكل افضل بعد تلك الليلة بعد ان يعلموا ان العراق يتقدم نحو بيئة اكثر امنا.
الا ان الجنرال قال رغم اهمية الاربع والعشرين ساعة الماضية بالنسبة للعراق والمنطقة والعالم فان عملنا هنا سيستمر.
واكد ان القبض على صدام حسين سيقوي عزمنا على مواصلة القتال ضد منفذي النشاطات المعادية للتحالف ويزيد من التزامنا بالمساعدة في الجهود المتواصلة لاعادة بناء العراق.
مهمة سرية
وصرح مسؤولون في وزارة الدفاع الامريكية ان فريقا للعمليات السرية الخاصة شارك القوات الامريكية النظامية في القبض على الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بالقرب من تكريت.
وصرح متحدث بارز في الوزارة طلب عدم الكشف عن اسمه بان هذه الوحدة العسكرية عكفت على العمل على هذا الهدف العسكري المحدد لفترة طويلة.
ولم يدل المسؤول بأي تفاصيل اخرى عن هذه الوحدة مؤكدا انه حتى اسم هذه الوحدة سري.
وفي الاسابيع الاخيرة قال الكولونيل ستيفين رسل الذي شاركت كتيبة 1-22 التي يقودها في عملية مطاردة صدام ان افراد المشاة في كتيبته قاموا بعملية مطاردة حثيثة لصدام.
وفي مقر فرقة المشاة الرابعة في احد قصور صدام حسين السابقة انطلقت صيحات الابتهاج من الجنود والضباط عند الاعلان عن القبض عن صدام.
وقال السرجنت نيغ وان (28 عاما) ان اعتقال صدام أمر عظيم واضاف ضاحكا ان هذه خطوة كبيرة باتجاه عودتنا الى وطننا.
وقال وان وهو من الشرطة العسكرية وينحدر من هيوستن في تكساس سيسجل اسمنا في كتب التاريخ لتمكننا من القاء القبض على صدام.
واوضح ان تلك انباء عظيمة للعراقيين الذين كانوا يخشون عودة الدكتاتور السابق الى الحكم.
أما الجندي اريك غينلي فقال إن اعتقال صدام لا يعني نهاية العنف الذي تواصل في العراق بعد اعلان الرئيس الاميركي جورج بوش في الاول من مايو انتهاء العمليات القتالية الرئيسية.
واضاف غينلي المنحدر من ساوث كارولينا ان اعتقال صدام لن يوقف الهجمات بل ان الهجمات ستزيد.
وقال الجندي كريستوفر سميث (19 عاما) ان الأنباء ادهشته واضاف لم اكن اعتقد ابدا اننا سنقبض عليه.
ظروف الاعتقال
وأكد احمد الجلبي عضو مجلس الحكم العراقي للتلفزيون العراقي في الساعات الأولى للأنباء التي كانت تتوالى من العراق عن اعتقال صدام أنه تم اعتقاله دون أدنى مقاومة وأنه سيقدم الى محاكمة علنية.
واضاف الجلبي الذي يرأس ايضا المؤتمر الوطني العراقي قائلا: ارتفع كابوس كبير عن الشعب العراقي. اعتقل صدام بدون مقاومة وكان هناك متسع للوقت لينتحر لكنه لم يقدم على الانتحار.
وتابع صدام الان معتقل وسيقدم لمحاكمة علنية، مضيفا لا عودة لصدام بعد اليوم وانتهى كابوس حزب البعث.
وفي حديثه للصحفيين مع ثلاثة آخرين من أعضاء مجلس الحكم أدلوا بتصريحات أعقبت اعلان الحاكم الأمريكي بول بريمر لخبر الاعتقال رسميا، أشار الجلبي الى أن القوات الأمريكية هي الوحيدة التي قامت بعملية الاعتقال ولكن بناء على معلومات وردتها من جهات كردية بشأن تواجد صدام حسين في جحره.
اجتماع مع صدام..!!
وأكد عدنان الباجه جي العضو البارز في مجلس الحكم العراقي في مؤتمر صحفي أمس مع ثلاثة من زملائه في المجلس أن القوات الأمريكية نقلتهم الى حيث المقر الذي يعتقل فيه صدام وتأكدوا من هويته وتحدثوا معه وقد بدا متعبا ومنهك القوى لكنه لم يكن نادما على ما فعله وكان متمرداً.
وذكر الباجه جي ان صدام حاول تبرير جرائمه ووصف نفسه بأنه كان حاكما عادلا وصارما في الوقت نفسه. وتابع ان أعضاء المجلس رفضوا تبريراته وأبلغوه انه كان حاكما ظالما وان جرائمه أودت بحياة الآلاف. وأفاد الباجه جي بان أعضاء المجلس اجتمعوا مع صدام في الحجز لمدة 30 دقيقة.
رأس القائمة الامريكية
وكانت واشنطن قد وضعت صدام على رأس قائمة أكثر العراقيين المطلوبين ومجموعهم 55 اسما كما أعلنت مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يقدم معلومات تؤدي للقبض عليه.
وقال مسؤولون أمريكيون ان صدام البالغ من العمر 66 عاما يفر من القوات الأمريكية بالتنقل كل بضع ساعات متنكرا على الارجح وبمساعدة مؤيدين له.
واعتقال صدام سيرفع الروح المعنوية للقوات الامريكية في العراق التي تتعرض لهجمات شبه يومية من مقاومين تعتقد القوات الامريكية ان بعضهم يتلقى تعليمات من صدام نفسه كما ان اعتقاله سيعزز موقف الرئيس الامريكي جورج بوش في حملته الانتخابية.
العراقيون يبتهجون
وتعبيرا عن ابتهاجهم باعتقال الرئيس المخلوع صدام حسين قرب بلدة الدور في منطقة تكريت، سار آلاف العراقيين أمس الاحد في مواكب فرح وهم يرقصون الدبكة كما اطلقت النار في بغداد والعديد من المدن العراقية الاخرى، حسبما افاد مراسلو وكالة فرانس برس.
وفي بغداد، اطلقت النيران من اسلحة متعددة الانواع من قبل اشخاص تهللت اساريرهم فرحا اثر سماعهم النبأ المفاجىء. وفي ساحة الفردوس، وسط العاصمة، رمى بعضهم اوراقا نقدية قديمة تحمل صور صدام حسين.
ورفع عشرات الاشخاص لافتة كبيرة كتب عليها مبروك مبروك لكل عراقي شريف والعار العار للعفلقية في اشارة الى البعثيين ومؤسس الحزب ميشيل عفلق كما هتفوا ايامكم كلها ظلم جواسيس بعثية.
وقال طاهر، سائق سيارة اجرة، هذا غير معقول. لا بد ان يكون شبيهه. وقد بحث الجنود الامريكيون بلا جدوى منذ ثمانية اشهر عن صدام.
واضاف السائق لم اصدق عيوني اثناء مشاهدتي صدام على شاشة التلفزيون وقد اطلق لحية رثة وبدت عليه علامات التعب والارهاق.
وتابع كنت اعتقد، كما كانت غالبية العراقيين، انه يعيش في مكان محترم محاطا باتباعه، لكن لم اكن اعتقد مطلقا انه يعيش في حفرة تحت الارض.
من جهته، اعرب علي محمد (30 عاما) بائع الشاي في المنطقة التجارية في الكرادة عن ارتياحه للقبض على صدام. وقال امل ان تضع عملية الاعتقال حدا للعمليات الارهابية التي ارهقت البلاد وادخلتها في متاهات لا اول لها ولا اخر.
واضاف ان العراقيين تعبوا وسئموا القتال والعنف وهم بحاجة الى الراحة ومراجعة ماآلت اليه اوضاعهم بعد اكثر من ثلاثة عقود من الحروب والعقوبات الدولية.
بدوره، عبر جاسم عبود الذي يمتلك محلا تجاريا في وسط بغداد عن دهشته ازاء حالة الرئيس العراقي السابق كما بدا في التلفزيون. وقال لم اكن اتخيل في يوم من الايام ان ارى الرئيس العراقي المخلوع على هذه الحال. واضاف كان من الاجدى له ان ينتحر لكي لا يراه احد على هذه الحال، وكان احتفظ بصورته التي يعرفها الناس.
اما احمد علي، صاحب محل للصيرفة، فقد ابدى تعجبا ازاء القبض على صدام بينما كان قائد القوات الامريكية الجنرال ريكاردو سانشيز اكد قبل ايام ان البحث عنه مشابه للبحث عن ابرة داخل كومة من القش. وقال لا استطيع التصديق حتى الان وكأنني احلم .
وفي مدينة النجف الشيعية، انفجر السكان الذين عانوا لفترة طويلة من اضطهاد نظام صدام فرحا ورقصوا في الشوارع في حين تسمر اخرون في المقاهي التي تملك اطباقا لاقطة لمتابعة الاخبار.
وخرج كثيرون وهم يرقصون الى الشوارع ويرددون صدام اعتقل موتوا يا بعثية و لك يوم يا عزة في اشارة الى نائب الرئيس العراقي عزة الدوري الذي لايزال طريدا تلاحقه القوات الامريكية منذ سقوط نظام بغداد.
وقام بعض اصحاب المحال بتوزيع الحلوى على المارة في الطرقات مجانا.
وفي بعقوبة شمال شرقي بغداد حيث تقع هجمات عديدة ضد الامريكيين، سمع اطلاق نار ابتهاجا بينما شوهد بعض الاشخاص يرقصون.
وفي البصرة، ثاني اكبر مدن العراق، جرت احتفالات كبيرة رقص خلالها الشباب في الشوارع واطلقت الاعيرة النارية في الهواء وهتف الفرحون باللهجة المحلية صدام انكمش موتوا يا بعثية.
نيران الفرح
وفي كربلاء، ادى اطلاق الاعيرة النارية في الهواء الى اصابة العديد من المواطنين الذين نقلوا على اثرها الى احد المستشفيات.
وفي كركوك، رقص المحافظ عبد الرحمن مصطفى ومساعده اسماعيل احمد الحديدي وقائد الشرطة في الشارع امام الجنود الامريكيين في حين ذبح اخرون خرافا وعم المدينة فرح كبير.
وقال جلال جوهر مسؤول مكتب حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني لوكالة فرانس برس ان هذا اليوم يمكن اعتباره يوم تحرير للعراقيين بعد ان عانوا سنوات من القهر والظلم.
واضاف نأمل ان تكون الايام المقبلة اعيادا وفرحا للشعب العراقي فيكفي ماعاناه من ظلم واجحاف.
في غضون ذلك، اكد مصدر في الشرطة العراقية في كركوك ان اربعة عراقيين قتلوا واصيب اكثر من ستين اخرين بجروح نتيجة اطلاق الاعيرة النارية في الهواء احتفاء بالقبض على صدام.
وفي مدينة السليمانية (330 كلم شمال شرق بغداد) معقل الطالباني، شارك الاف الاكراد في احتفالات كبيرة حيث اغلقت الطرق من شدة الازدحام.
وقام عشرات من الشبان والشابات بالرقص الفلكلوري الكردي وسط الشوارع.
ورفع عديدون صورا للرئيس العراقي نشرتها مواقع الانترنت وهو بايدي القوات الامريكية كتب عليها هذا مصير كل رئيس ديكتاتوري يخون شعبه.
وفي اربيل، معقل رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني خرج الالاف للاحتفال في شوارع المدينة وهم يرفعون الاعلام العراقية والاعلام الكردية.
واطلقت الاعيرة النارية وحددت مقرات الاحزاب اماكن خاصة لحفلات الغناء والرقص فيما وضع اصحاب المحال التجارية سماعات خارج محلاتهم لبث الاغاني.
وبدأت محطات الاذاعة والتلفزيون بث التهاني ويشيرون خلالها الى الدور الذي لعبه الاكراد في عملية اعتقال الرئيس المخلوع.
تكريت صامتة حزينة
وفيما المدن العراقية صاخبة بالأفراح والأهازيج والرقص بدت تكريت، مسقط رأس الرئيس المخلوع صدام حسين والمدينة التي تسيد مواطنوها العراق لسنوات طويلة، هادئة جدا بحيث ساد السكون والصمت. وقال المحافظ حسين جاسم لوكالة فرانس برس انا حزين جدا لان قوات اجنبية اعتقلت صدام لانني كنت افضل ان تعتقله الشرطة العراقية.
وفي الحويجة، قرب كركوك، ساد الهدوء وعم الحزن.
تهنئة للبشرية جمعاء
وجاء في بيان أعلنه مجلس الحكم في العراق إن صدام اعتقل في تكريت بجهد مشترك بين الشعب العراقي في منطقة كردستان وقوات التحالف وبخاصة الفرقة الرابعة التابعة للجيش الأمريكي.
وأضاف البيان الأولي أن صدام كان يضع لحية مستعارة وأن الاختبارات المعملية أثبتت شخصيته دون أي شك. وقال البيان إن مجلس الحكم يهنئ الشعب العراقي والبشرية جمعاء بهذا النصر العظيم.
ابتهاج في الكويت
واعرب الكويتيون الذين غزا العراق بلادهم عام 1990 عن سعادتهم بالقبض على الرئيس العراقي المخلوع، قائلين ل رويترز ان المنطقة تخلصت من كابوس.
وقال حسين الحداد هذا أجمل خبر سمعته. سيستقر العراق الان وسيكون كل شيء في الكويت اكثر ايجابية.
وفي اول رد فعل رسمي من الكويت رحب رئيس الوزراء الشيخ صباح الاحمد الصباح باعتقال صدام على انه اقرار للعدل وقال في التلفزيون الكويتي انه يحمد الله الذي منح الكويتيين العدالة فرأوا عدوهم الذي اذاهم وهو في هذه الحالة.
واطلق قائدو السيارات ابواقها ولوحوا بايديهم سعادة بالنبأ.
وقال حسين احمد لقد تخلصت المنطقة باكملها من الكابوس. انا سعيد للغاية الى حد لا استطيع معه ان اصف مدى سعادتي. لي اقارب ماتوا في العراق لذا امل ان يكونوا قد قبضوا عليه فعلا لترتاح المنطقة كلها. وقال وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح إن سقوط صدام بشرى للمنطقة مضيفا ان الشعب العراقي تخلص الان من اكبر طاغية في التاريخ وسيكون لسقوطه دون شك نتائج ايجابية بالنسبة للعراق واستقراره وبالنسبة للامن والاستقرار في المنطقة.
وقصد العشرات طريق الخليج المطل على البحر للاحتفال بعد ان سمعوا النبأ. وكان جيش صدام قد غزا الكويت واحتلها لسبعة اشهر الى ان طرد منها على ايدي تحالف قادته الولايات المتحدة.
الا ان مراسلي رويترز لم يروا اي احتفالات كبيرة في الشوارع مثل تلك التي شهدوها بعد تحرير الكويت عام 1991.
وقال راشد المنعي سنحتفل الليلة فنحن نشعر بسعادة غامرة. وقطع التلفزيون الكويتي برامجه ليذيع نبأ اعتقال صدام. ونقل اراء محللين في الكويت والعراق بخصوص مغزى الحدث وعرض لقطات قديمة تصور قسوة حكم الرئيس السابق.
وطالب النائب الاسلامي وليد الطبطبائي بمحاكمة صدام واستجوابه بخصوص مصير مئات من الاسرى الكويتيين الذين فقدوا خلال الغزو والاحتلال العراقيين مضيفا في بيان ان الطاغية الذي فجر حروبا مدمرة وصنع اسلحة للدمار الشامل لتسهيل اعمال الارهاب استسلم كجبان دون محاولة للمقاومة من الحفرة التي كان مختبئا بها. وتبادل الكويتيون رسائل تعلن النبأ عبر الهاتف المحمول. وقال عبد الكريم الشمري هذا احسن خبر سمعته منذ 1990 مضيفا انه امضى طوال فترة بعد الظهر يتبادل الاخبار مع اخرين عبر الهاتف.
وتابع قائلا ان الناس سعداء للغاية لكنهم يريدون قبل ان يحتفلوا ان يتأكدوا بنسبة 100 في المئة من ان الذي اعتقل هو حقا صدام وليس احد بدلائه.
وكالة أنباء ايران أول من أذاع النبأ
كانت وكالة الأنباء الإيرانية أول مصدر أورد نبأ اعتقال صدام حسين صباح أمس قبل أن تتناقله جميع وكالات الأنباء ووسائل الاعلام في العالم. وقالت بشأنه إن الرئيس العراقي المخلوع اعتقل في مسقط رأسه في تكريت. ونسبت النبأ إلى جلال الطالباني، زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني. وقالت إن الطالباني صرح بذلك لمراسلها في مدينة المنذرية العراقية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.