أعرب الرئيس الايراني محمد خاتمي عن أمله بأن "يشهد العراق الاستقرار وأن يتم وضع الآليات المناسبة لتطوره وازدهاره في أسرع وقت ممكن". جاء ذلك لدى استقبال خاتمي رئيس مجلس الحكم العراقي جلال طالباني والوفد المرافق أمس في طهران. وأعلن وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي خلال استقباله الوفد العراقي : "اننا نريد عراقاً مستقلاً وحراً، ولذا ندعو إلى الاسراع في نقل السلطة إلى هذا الشعب، لأن أي تطور في العراق يؤثر على الأمن الاقليمي لجيرانه بمن فيهم إيران". وحرص طالباني، بدوره، على استخدام لغة توفيقية بين الموقفين الأميركي والإيراني، حيث قال في شأن الوجود الأميركي في العراق "عندما تنتهي مهمة سلطة التحالف ويتم تشكيل حكومة عراقية ذات سيادة، فإن تلك الحكومة المستقلة ستدخل في محادثات مع قوات التحالف لتحديد فترة خروجها من البلاد". وكان طالباني أصدر لدى وصوله الى طهران تصريحات تعارض وجهة نظر العديد من المسؤولين الايرانيين القائلة بأن "احتلال" العراق من جانب الجنود الاميركيين والبريطانيين يشكل ابرز عامل عدم استقرار. واضاف طالباني الذي وصل على رأس وفد من عشرة اعضاء في مجلس الحكم الانتقالي وسبعة وزراء بينهم وزراء النفط والطاقة والتجارة والنقل والداخلية "نحن هنا في المقام الاول لتحريك علاقاتنا الثنائية مع ايران". واشار الى ان ايران كانت احدى اوائل الدول التي تعترف رسميا بمجلس الحكم الانتقالي. واضاف ان "سبب عدم الاستقرار الرئيسي في العراق هو مجموعة ارهابية مؤلفة من موالين لصدام"، واشار الى ان الخلل الامني محصور في منطقة "ضيقة اصبحت خطرة بسبب عناصر تعبر الحدود، من الموالين لصدام والقاعدة". وذكر طالباني بالاتفاق الذي ابرم مع التحالف على انهاء الاحتلال في 30 حزيران يونيو 2004 حين ستنقل السلطة الى حكومة عراقية منتخبة وتبقى القوات الاميركية الى حين استتباب الامن. لكن هذا الموقف لا يلغي الهواجس الأمنية الإيرانية تجاه الوجود العسكري الأميركي في العراق، إذ تخشى طهران من أن يؤدي نجاح المشروع الأميركي في العراق إلى استفرادها لاحقاً. لكن طهران تعمل على القفز فوق ذلك عبر التأكيد على دور ايجابي لها في العراق. وترددت معلومات، لم تؤكدها المصادر الرسمية، تفيد بأن وفد مجلس الحكم يحمل رسالة أميركية مفادها عدم ممانعة واشنطن في مساهمة إيرانية في دعم الاستقرار الأمني في العراق. يذكر ان معظم أعضاء المجلس، المدعوم أميركياً، هم حلفاء سابقون وحاليون لإيران، التي كانت وطوال أكثر من عقدين أحد أبرز الداعمين للمعارضة العراقية لنظام الرئيس المخلوع صدام حسين. وعلى رغم المعارضة الإيرانية للاحتلال الأميركي للعراق، إلا أن إيران كانت أول دولة اعترفت بمجلس الحكم والحكومة المنبثقة عنه. ويلفت المراقبون إلى أن مجلس الحكم يشكل نقطة اتفاق أميركية - إيرانية على رغم الصراع السياسي الأميركي - الإيراني حول العراق، نظراً الى علاقاته التحالفية مع واشنطنوإيران.