اقرت "جبهة المقاومة الرحنوينية" وذراعها العسكرية "جيش المقاومة الرحنوينية" التي يتزعمها حسن محمد نور الملقب ب"شارغدود" بوصول ضباط من الجيش الاثيوبي الى مدينة بيداوه جنوب غربي الصومال لتدريب قوات المعارضة الصومالية التي تتخذ المدينة مقراً لها. وقال النائب الثاني لزعيم "الجبهة" محمد ابراهيم حابسدي ل"الحياة" أمس، ان 30 ضابطاً اثيوبياً وصلوا نهاية الشهر الماضي الى بيداوه للمساعدة في تدريب ميليشيات المعارضة وإعادة تأهليها. لكن مصادر اخرى قريبة الى المعارضة اكدت ان عدد الضباط الاثيوبيين حوالي 70 شخصاً عبروا الحدود الاثيوبية المتاخمة للصومال في اكثر من عشر عربات عسكرية ترافقهم شاحنات تحمل مواد غذائية وطبية ومعدات عسكريةلتدريب الميليشيات المعارضة. يذكر ان فصائل المعارضة شكلت قبل نحو خمسة شهور "مجلس المصالحة والاصلاح الصومالي" بعد سلسلة اجتماعات عقدتها في مدينة هواسي الاثيوبية. وابرز الفصائل التي تشكل "المجلس" هي "التحالف الوطني الصومالي" بزعامة المهندس محمد فارح عيديد و "الحركة الوطنية الصومالية"بزعامة آدن عبدالله نور الملقب ب"غبيو" اضافة الى "جبهة الرحنوين" وشخصيات بارزة مثل عبدالله شيخ اسماعيل. ويرفض "المجلس" التركيبة السياسية في مقديشو والتي جاءت بعبدي قاسم صلاد حسن رئيساً انتقالياً للصومال عقب مؤتمر للمصالحة الوطنية الصومالية عقد في منتجع عرتا الجيبوتي نهاية العام 1999. ويسعى المجلس الى تشكيل حكومات اقليمية وتثبيت الأمن في الاقاليم قبل تشكيل حكومة مركزية. وقال حابسدي في تصريحه إلى "الحياة": "طلبنا من دول عدة في المنطقة مساعدتنا عبر ارسال خبراء عسكريين لتدريب قواتنا واعادة تأهيلها، كما طلبنا من وكالات الأممالمتحدة المساهمة بارسال مواد غذائية وطبية أو أي مساعدات أخرى". واضاف: "كانت اثيوبيا أول دولة استجابت لطلبنا. ربما لأن علاقتنا جيدة بها، إذ ارسلت 30 ضابطاً باشروا عمليات التدريب في معسكرين لمجلس المصالحة والاصلاح خارج مدينة بيداوه. وننتظر وصول قوات من دول أخرى". وسئل عن الهدف من تدريب الميليشيات المعارضة، فأجاب : "نسعى الى إعلان حكومات اقليمية قريباً جدا، وستكون مهمة الميليشيات حماية هذه الحكومات التي ستتشكل في المناطق التي نسيطر عليها. إذ سنعلن اولاً حكومة لاقاليم باي وبكول وشبيللي السفلى وغدو، واخرى لاقليمي جوبا الوسطى والسفلى". من جهة اخرى، وافق "مجلس المصالحة والاصلاح الصومالي" على طلب القائد العسكري ل"المجلس" الجنرال محمد سعيد حرسي الملقب ب"مورغان" نقل قوات بقيادته الى منطقة سوآلي الواقعة على الحدود بين اقليمي باي وجوبا الوسطى. ولم يُعرف سبب هذا الاجراء المفاجئ. لكن مراقبين في المنطقة يعتقدون بأن مورغان ربما يُجهز قوات المعارضة لشن هجوم واستعادة مدينة كيسمايو ومينائها الاستراتيجي اللذين يبعدان مسافة 150 كلم من سوآلي.