تونس - "الحياة" - يبدأ الرئيس الايطالي كارلو تشامبي اليوم زيارة رسمية لتونس تستمر يومين تلبية لدعوة من الرئيس زين العابدين بن علي. وتأتي الزيارة بعد أقل من شهر على الزيارة التي أداها وزير الخارجية الايطالي ريناتو روجيرو الى تونس لتنسيق المواقف في شأن الحملة الدولية لمكافحة الارهاب والتي أكد الوزير روجيرو في ختامها وجود تطابق في وجهات نظر الحكومتين في هذه المسائل. ويتوقع ان تطغى تفاعلات الوضع في افغانستان وتداعيات الجهود المبذولة لمكافحة الارهاب في المنطقة المتوسطية على المحادثات التي يجريها الرئيسان تشامبي وبن علي اليوم في القصر الرئاسي في ضاحية قرطاج وكذلك على الكلمات التي سيتم تبادلها في المأدبة التي يقيمها الرئيس بن علي مساء على شرف ضيفه والوفد المرافق له. إلا ان مصادر مطلعة اكدت ل"الحياة" ان المحادثات ستتطرق كذلك لموضوع تنشيط اتفاق الشراكة بين تونس والاتحاد الأوروبي وآفاق انعاش مسار برشلونة الأورومتوسطي في ضوء نتائج الدورة الأخيرة لاجتماع وزراء خارجية "المنتدى المتوسطي" في مدينة أغادير المغربية. ويضم "المنتدى" احد عشر بلداً بينها تونسوايطاليا. ويسعى التونسيون لاستثمار الزيارة في تطوير التعاون الثنائي واستقطاب مزيد من الاستثمارات الايطالية من باب اقناع الأوروبيين بأن تحسين ظروف الحياة في بلدان الضفة الجنوبية للمتوسط هو السلاح الأنجع لمكافحة الهجرة غير المشروعة الى البلدان الأوروبية. واطلقت تونسوايطاليا مطلع العام الجاري تجربة جديدة تتمثل بإفساح المجال امام هجرة منظمة للعمالة المؤهلة التونسية بواقع ثلاثة آلاف مهاجر في السنة في مرحلة أولى. وأعلن رئيس الوزراء الاسباني خوزي ماريا اثنار لدى زيارته تونس الشهر الماضي ان نجاح التجربة شجع اسبانيا على النسج على منوالها. ويخضع المرشحون للهجرة الى دورة تكوينية في بلدهم تجمع بين التدريب المهني وتعلم اللغة الايطالية قبل انتقالهم الى المهجر. وأفادت المصادر ان زيارة تشامبي ستسفر عن مزيد من الاتفاقات الثنائية خصوصاً في المجال المالي وستعزز موقع ايطاليا بوصفها الشريك الرئيسي الثاني لتونس بعد فرنسا. يذكر ان الزيارة تأتي بعد تبديد سحب التباعد التونسي - الايطالي في أعقاب بث التلفزيون الايطالي العام الماضي تحقيقات وبرامج اخبارية أغضبت السلطات التونسية، كذلك بعد اقفال ملف الخلافات على الصيد البحري الناتجة عن انتهاك سفن صيد ايطالية المياه التونسية وحدوث اشتباكات مسلحة مع حراس السواحل التونسيين.