يناقش رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي الذي يبدأ اليوم زيارة رسمية لتونس مع المسؤولين التونسيين خمسة ملفات رئيسية تخص التعاون الثنائي وقضايا الأمن والاستقرار في المتوسط والشرق الأوسط. وتأتي الزيارة بعد عام من الزيارة الأخيرة الثانية التي قام بها الرئيس زين العابدين بن علي لروما. وأفادت مصادر ايطالية في تونس ان في مقدم المواضيع التي يناقشها برودي والوفد الوزاري المرافق مع نظرائهم المحليين آفاق تنشيط الاستثمارات الايطالية في تونس في اطار اتفاق الشراكة التي توصلت اليه تونس والاتحاد الأوروبي والذي بدأ العمل به اعتباراً من آذار مارس الماضي، وكذلك امكانات توسيع التعاون في المجالات المالية والتجارية والثقافية والاعلامية وخصوصاً بين هيئة التلفزيون التونسية والقناة الايطالية الأولى راي أونو التي تبث برامجها مباشرة في تونس منذ الستينات. وتوقعت المصادر ان يطرح الايطاليون على الجانب التونسي احكام التنسيق لمجابهة الهجرة غير المشروعة من الضفة الجنوبية للمتوسط الى سواحل ايطاليا والتي تراجعت في شكل ملحوظ في الفترة الأخيرة بعد تطوير التنسيق بين الجانبين. وأكدت ان ظاهرة تسلل سفن صيد ايطالية الى المياه التونسية ستشكل واحداً من الملفات "الساخنة" التي ستطرح خلال المحادثات. وقدرت احصاءات رسمية عدد سفن الصيد الاجنبية التي اعترضها حراس السواحل التونسيون في الاعوام السبعة الماضية بأكثر من مئة وعشرين سفينة غالبيتها ايطالية. ويتوقع ان يناقش الجانبان وسائل السيطرة على هذه الظاهرة التي سممت العلاقات الثنائية في غير مناسبة والتزام روما احترام الاتفاقات الثنائية الخاصة بالصيد البحري والتي توصلت لها الحكومتان في 1963 و1971 و1976. ورجحت مصادر ايطالية ان تجد المشكلة حلاًَ في الاجتماعات المرتقبة للجنة العليا المشتركة. الى ذلك، يستأثر موضوع تنشيط مسار برشلونة الأوروبي - المتوسطي والسعي الى ادماج ليبيا في مؤسساته بحصة مهمة من محادثات برودي في تونس. ويتوقع ان يركز الجانبان على تقويم الندوة الوزارية الأخيرة التي استضافتها باليرمو والتنسيق لإعداد الاجتماع الوزاري الرسمي المقبل في شتوتغارت مطلع العام المقبل. وفي هذا السياق سيتطرق الجانبان للمبادرة التي طرحها التونسيون في باليرمو وانضم لها الايطاليون والمتعلقة بوضع معاهدة للأمن والتعاون في المتوسط. كذلك ستتطرق المحادثات الى التنسيق لتوسعة مسار برشلونة ليشمل ليبيا والتي أظهر التونسيون والايطاليون حماسة مشتركة في الاجتماعات الوزارية المختلفة لانضمامها الى المسار على رغم المعارضة البريطانية الشديدة لهذه الخطوة. من جهة اخرى، ستشمل المحادثات تعطل مسار التسوية في الشرق الأوسط ويتوقع ان يحض التونسيونروما والاتحاد الأوروبي على لعب دور أكثر فاعلية في اعادة قطار التسوية الى السكة. ورأى مراقبون ان تعزيز تونس لعلاقاتها مع كل من ايطاليا واسبانيا التي زار رئيس وزرائها خوزي أزنار البلد أخيراً والمانيا التي تكثف تبادل الزيارات معها في أعلى مستوى، يعكس تكريس خيار تنويع الشركاء وكسر دائرة العلاقات "الخاصة" السابقة مع فرنسا. وفي هذا السياق توقعت مصادر ايطالية ان تشكل زيارة برودي مقدمة لزيارة يقوم بها الرئيس الايطالي اوسكار لويجي سكالفارو الى تونس قبل نهاية العام الجاري رداً على زيارة بن علي لروما العام الماضي