أكدت أوساط قريبة إلى دوائر رسمية في طهران ل "الحياة" وجود "تنسيق وتعاون" بين حركة "طالبان" الأفغانية ومنظمة "مجاهدين خلق" بزعامة مسعود رجوي الإيرانية المعارضة. وأشارت إلى العمليات "الارهابية" والتفجيرات الأخيرة في طهران والتي تبنتها المنظمة، لافتة إلى ان السلطات الإيرانية كانت على علم ب "تسلل" حوالى خمسين عنصراً من "مجاهدين خلق" إلى إيران أخيراً. وأكدت أن معظم هؤلاء تسلل عبر الحدود مع أفغانستان، وبعضهم دخل إيران عبر الحدود مع العراق. وتابعت أن "طالبان والمنافقين مجاهدين خلق أبرموا اتفاقاً قبل أكثر من سنة للتنسيق والتعاون المادي واللوجستي على خلفية العداء المشترك لنظام الجمهورية الإسلامية، وبموجب الاتفاق تسمح طالبان للمنافقين بالتسلل إلى الأراضي الإيرانية مزودين أسلحة، وذلك عبر هرات الأفغانية" المتاخمة للحدود مع إيران. وأعربت الأوساط ذاتها عن اقتناعها بأن "المنافقين كانوا أداة طالبان في اغتيال إمام السنّة في إحدى مناطق بلوشستان الإيرانية الأسبوع الماضي، بهدف إثارة النعرات المذهبية وتأجيج الصراعات في المنطقة". وقالت أوساط ديبلوماسية عربية ل "الحياة" إن السلطات العراقية "قلصت مجالات تحرك مجاهدين خلق" التي تقيم قواعد عسكرية في العراق "لكن المنظمة لم توقف نشاطها بصورة كاملة". وشددت المصادر ذاتها على أن "أحد أهداف العمليات الأخيرة لمجاهدين خلق هو عرقلة ما يبدو من تحسن في العلاقات بين طهران وبغداد، قد يؤدي إلى تطبيع كامل لهذه العلاقات". ولوحظ أن الصحافة الإيرانية التي تحتجب عن الصدور يوم الجمعة، تجاهلت في شكل مطلق مسألة التفجيرات. وركزت على كلمتي مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي والرئيس محمد خاتمي في الذكرى التاسعة لوفاة الإمام الخميني، خصوصاً ما يتعلق ب "الوحدة الداخلية". وكان المرشد متعباً، فاختصر كلمته لأقل من ربع ساعة، موضحاً أن الأطباء طلبوا منه ذلك. وأصدر مكتب خامنئي أمس بياناً أوضح فيه أن المرشد 58 سنة لا يعاني "أي مرض خطير، والأطباء أكدوا أن لا سبب للقلق". واللافت أن صحافة طهران لم تشر أيضاً إلى محاكمة رئيس بلدية العاصمة غلامحسين كرباستشي التي تبدأ اليوم، باستثناء صحيفة "همشهري" المواطن التابعة للبلدية. وسيمثل كرباستشي صباحاً أمام الشعبة 1402 للمحكمة العامة، وستكون المحاكمة علنية. يذكر ان كرباستشي متهم ب "الاختلاس وسوء الإدارة"، ويشير ملف الادعاء إلى "شواهد" تثبت أن عمدة طهران "استغل منصبه ونفوذه" ليمول جزءاً من الحملة الانتخابية البرلمانية لتياره "كوادر بناء إيران" أنصار رفسنجاني عام 1996، بالإضافة إلى مسؤوليته كرئيس للبلدية عن "تورط" رؤساء ومسؤولين في دوائر بلدية تابعة له بقضايا "فساد مالي وإداري". لكن مؤيدي كرباستشي وغالبية أنصار الحكومة اعتبروا أن للقضية أبعاداً "سياسية". واتهموا المحافظين الذين يُقال انهم يهيمنون على أجهزة القضاء باستغلال نفوذهم من أجل "تصفية حسابات سياسية" مع كرباستشي، الذي عُين أخيراً أميناً عاماً لحزب "الكوادر"، وكذلك ل "الضغط" على خاتمي وحكومته. لكن مساعد الأمين العام ل "جمعية المؤتلفة الإسلامية" أسد الله بادامشيان نفى ذلك، وقال في حديث إلى "الحياة" نصه في الصفحة 4، إن كرباستشي "ارتكب مخالفات قانونية يجب ان يدرسها القضاء". واتهم "الآخرين" بأنهم "يسيّسون المسألة"، مشدداً على أن السلطة القضائية غير مرتبطة بالمحافظين.