أكد المدير العام للصحافة المحلية في وزارة الثقافة والارشاد الاسلامي الايرانية سحر فيز ان اللقاء الذي كان حدد في وقت سابق بين صحافيين ايرانيين ووزيرة الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت في واشنطن ألغي، وعزا السبب الى "عدم توافر الحد الأدنى من العدد الضروري" للمشاركة في هذه الجلسة الحوارية التي كانت مقررة غداً الأربعاء في البيت الأبيض. وأوضحت مصادر صحافية في طهران ل "الحياة" ان الصحف المحسوبة على التيار الذي يوصف بالمحافظ والمتشدد رفضت السفر الى العاصمة الاميركية وإجراء حوار مع "وزيرة خارجية الكيان الصهيوني في اميركا"، خصوصاً صحيفتي "كيهان" التابعة لمكتب مرشد الجمهورية الاسلامية و"رسالت" الموالية لليمين المحافظ. كما قالت المصادر ان صحيفة "فردا" الغد اليمينية لكن غير المتشددة اعربت عن استعدادها ايفاد صحافي الى واشنطن لكن من دون المشاركة في اللقاء الصحافي مع اولبرايت. يذكر ان المبادرة هي ايرانية، اذ كانت صحيفتا "همشهري" المواطن التابعة لبلدية طهران و"جامعه" المجتمع المستقلة القريبة من الأوساط الليبرالية قدمتا طلباً لإجراء مقابلة صحافية مع الرئيس بيل كلينتون، لكن الطلب رفض، وقرر البيت الأبيض في المقابل تنظيم جلسة حوارية بين اولبرايت ومن يريد من الصحافيين الايرانيين في البيت الأبيض ذاته. وقدمت مؤسسة "ميدل ايست انسايت" الاميركية دعوة مفتوحة للصحافيين في طهران، ويبدو ان وزارة الثقافة والارشاد أبلغت رسمياً بهذا الأمر بدليل ان الاعلان عن إلغاء المشاركة الايرانية جاء من أحد مسؤوليها. وتبدو حجة عدم توافر العدد المطلوب مقبولة لكن قد لا تشير الى حقيقة الموقف، اذ من الواضح ان لقاء كهذا مع وزيرة الخارجية الاميركية التي تتعرض لانتقادات واسعة باستمرار في طهران وفي هذا الوقت بالذات لا يسمح به المناخ السياسي الحالي في ايران، اذ ان الصحيفتين اللتين بادرتا الى تقديم طلب بمحاورة كلينتون تمران بمرحلة عصيبة، ذلك ان "همشهري" محرجة ومديرها عمدة طهران غلامحسين كرباستشي يُحاكم بتهم خطيرة قد تؤدي الى إقصائه نهائياً عن منصبه وربما سجنه إذا أدين، و"جامعه" تصدر موقتاً الآن بما ان المحكمة الخاصة بجرائم المطبوعات قررت تعطيلها قبل أيام، وهي تصدر موقتاً في انتظار ان تستأنف الحكم ويصدر بصورة نهائية. كما ان ملف العلاقة مع واشنطن عاد الى الواجهة، خصوصاً بعدما حملت الأوساط السياسية والصحافية المتشددة والمحافظة على وزارة الخارجية أخيراً واتهمتها بپ"التساهل والتسيب" في منح تأشيرات دخول لشخصيات اميركية مشبوهة بعضها معروف بولائه لاسرائيل كصاحب المؤسسات الاعلامية المعروف روبرت مردوخ. وقالت "كيهان" ان وزير الخارجية كمال خرازي مثل أمام البرلمان أول من أمس في جلسة غير علنية لتقديم توضيحات للنواب والرد على انتقاداتهم، لكن لم يرشح شيء عن مداولات الجلسة. إضافة الى ذلك، لا يبدو انصار الرئيس سيد محمد خاتمي حريصين على فتح معركة "غير مجدية الآن" مع المتشددين حول ملف العلاقات مع اميركا، سيما وأنهم منشغلون في معارك داخلية اكثر اهمية وحساسية.