ألقت طائرات التحالف الدولي بقيادة أميركا ذخائر إلى فصائل سورية معارضة تقاتل تنظيم «داعش» شمال حلب قرب تركيا بالتزامن مع استمرار تقدم «قوات سورية الديموقراطية»، التي تضم عرباً وأكراداً، إلى منبج شرق حلب، في وقت ترددت أنباء عن توجه القوات النظامية السورية إلى الرقة معقل «داعش»، التي خططت أميركا لاستعادتها عبر دعم «قوات سورية الديموقراطية». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «ألقت طائرات تابعة للتحالف الدولي خلال الساعات ال24 الماضية ذخائر وأسلحة متوسطة وخفيفة وصواريخ مضادة للدروع للفصائل المقاتلة في مدينة مارع في ريف حلب الشمالي». وأشار إلى أنها المرة الأولى التي تلقي فيها طائرات التحالف الأسلحة والذخائر لغير المقاتلين الأكراد، وهو ما نفاه مسؤول دفاعي أميركي. وأكد المسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إلقاء الذخائر للفصائل المقاتلة قرب مدينة مارع، إلا أنه شدد على أن الأمر يقتصر على الذخائر ولا يشمل أسلحة خفيفة أو صواريخ مضادة للدروع. وشن تنظيم «داعش» في 28 أيار (مايو) هجوماً على مناطق واقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في ريف حلب الشمالي، وتمكن من السيطرة على خمس قرى، وقطع بذلك طريق الإمداد الوحيد للفصائل بين مارع وأعزاز، المعقلين الرئيسيين للفصائل المقاتلة في محافظة حلب. ومذاك الحين تدور عند أطراف مارع اشتباكات بين «داعش» والفصائل المقاتلة التي تحاول منع الجهاديين من دخول المدينة وتسعى إلى إعادة فتح طريق الإمداد. وأجبر هجوم التنظيم الآلاف على الفرار إلى المنطقة الحدودية مع تركيا شمال مدينة أعزاز، ليضاف هؤلاء إلى عشرات آلاف النازحين الموجودين أصلاً هناك. وحذرت الأممالمتحدة أن آلاف المدنيين ما زالوا عالقين في مارع والمنطقة المحيطة بها. وأعربت عن «قلق عميق إزاء مصير نحو 8000 سوري محاصرين بسبب القتال في المناطق المحيطة ببلدتي مارع والشيخ عيسى في شمال محافظة حلب» في أعقاب هجوم تنظيم «داعش». وفي شرق حلب، قال «المرصد» إن «الاشتباكات العنيفة استمرت بين قوات سورية الديموقراطية وتنظيم «داعش» في الريف الجنوبي لمدينة منبج الخاضعة لسيطرة التنظيم، وسط تقدم لقوات سورية الديموقراطية وسيطرتها على قريتين جديدتين ليرتفع إلى 26 على الأقل عدد القرى التي تقدمت فيها وسيطرت عليها هذه القوات منذ بدء هجومها في ال 31 الشهر الماضي». وسجل أن «داعش» اعتقل عشرات المواطنين الكرد من قرية العسلية في ريف منبج، من دون معلومات عن أسباب اعتقالهم، علماً أنه اعتقل قبل 3 أيام نحو 100 مواطن كردي في مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي. وفي سياق منفصل، لا تزال الاشتباكات مستمرة بين «قوات سورية الديموقراطية من طرف، وتنظيم «داعش» من طرف آخر في محور سد تشرين بريف حلب الشرقي، عقب تمكن قوات سورية من التقدم والسيطرة على قريتي خربة العشرة وقرية أبو قلقل بريف منبج غرب نهر الفرات في ريف حلب الشمالي الشرقي في محاولة من التنظيم استعادة السيطرة على القريتين اللتين كان قد خسرهما في وقت سابق». في وسط سورية، تواصلت المعارك العنيفة بين «داعش» وقوات النظام والمسلحين الموالين في الأطراف الشمالية الشرقية من مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، كذلك سقطت عدة قذائف صاروخية أطلقها التنظيم على مناطق في جب الجراح الخاضعة لسيطرة قوات النظام في ريف حمص الشرقي. وفي ريف حماة المجاور، قال «المرصد» إن «الاشتباكات العنيفة استمرت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، في محيط منطقة أثريا بريف السلمية الشمالي الشرقي، حيث تمكن قوات النظام مدعومة بالطائرات الحربية السورية والروسية من التقدم منذ بدء هجومها فجر (أول من) أمس والسيطرة على مسافة 12 كيلومتراً باتجاه الحدود الإدارية مع محافظة الرقة، حيث باتت تفصلها أقل من 60 كيلومتراً عن طريق الرقة - حلب، وبحيرة الفرات قرب مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي». ونقلت وسائل إعلام لبنانية مقربة من دمشق عن مصدر في الجيش النظامي قوله إن القوات النظامية تسعى إلى استهداف «داعش» في محافظة الرقة بدءاً من مدينة الطبقة وأن الجيش السوري وضع قدمه في المنطقة ولن يتركها بالكامل لحلفاء الولاياتالمتحدة. والطبقة هدف أيضاً ل «قوات سورية الديموقراطية» التي تدعمها الولاياتالمتحدة وأطلقت هجوماً متعدد المحاور على «داعش» في محافظة الرقة ومحافظة حلب المجاورة بهدف قطع الطريق بينها وبين الحدود التركية. وأعلن الجيش النظامي الخميس بدء عملية جديدة مدعومة بضربات جوية روسية في منطقة أثريا شرق محافظة حماة التي تبعد نحو 100 كيلومتر جنوب غربي الطبقة ونحو 50 كيلومتراً عن حدود محافظة الرقة. ونقلت «رويترز» عن مصدر في الجيش النظامي قوله إنه يركز هجومه على المناطق الشرقية والشمالية في محافظتي حمص وحماة «باتجاه تجمعات داعش». وتقع محافظة حمص على الحدود مع محافظة دير الزور التي يسيطر عليها تنظيم «داعش». وقال المصدر: «القيادة الميدانية لا تعطي معلومات عن الاتجاه الرئيسي أو الثانوي. لكن الاتجاه مفتوح أمام الاحتمالين: دير الزور والرقة». وذكرت المصادر الإعلامية اللبنانية أن عملية الجيش النظامي الجديدة لا تهدف للوصول لمدينة الرقة في الأسابيع المقبلة، لكنها تهدف للوصول على الأقل إلى مدينة الطبقة و «بحيرة الأسد» عند نهر الفرات. وكان الجيش النظامي قد تقدم باتجاه الحدود بين الرقة وحماة في شباط (فبراير). وقال مصدر عسكري إن مدينة الطبقة ستكون هذه المرة الهدف الأول لهجوم القوات الحكومية بمحافظة الرقة. وزار مسؤولون عسكريون أميركيون شمال سورية الشهر الماضي للإشراف على وضع الخطط النهائية لدعم تحالف كردي - عربي في استعادة الرقة. كما يساهم حوالى 250 خبيراً أميركياً في دعم هذه القوات وتزويد قاذفات التحالف معطيات لتوفير غطاء جوي لتقدم القوات الكردية - العربية. في دير الزور قرب الرقة، قال «المرصد» إن «داعش» استهدف مناطق في حيي الجورة والقصور الخاضعان لسيطرة قوات النظام في مدينة دير الزور، في وقت استمرت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والتنظيم من طرف آخر في محيط دوار البانوراما جنوب مدينة دير الزور ومحيط مطار دير الزور العسكري.