قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسؤول كردي أمس الاثنين، إن تحالفاً لفصائل سورية كردية - عربية تدعمه واشنطن يوسّع نطاق هجومه ضد تنظيم «داعش» قرب معقله الرئيس في مدينة الرقة مستهدفاً منطقة الطبقة التي يسيطر فيها التنظيم على قاعدة جوية غير مستخدمة. وجاء توسيع «قوات سورية الديموقراطية» هجومها ضد «داعش» في الرقة، في وقت قُتل وجرح عشرات من المدنيين بقصف جوي استهدف أحياء المعارضة في مدينة حلب، كبرى مدن شمال البلاد. كما سقط عشرات الضحايا في قصف شنته المعارضة على حي الشيخ مقصود الذي يسيطر عليه الأكراد في مدينة حلب. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «قوات سورية الديموقراطية» التي تهمين عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية وتضم فصائل متنوعة بما في ذلك المكوّن العربي، بدأت هجوماً نحو الطبقة وبحيرة الفرات، في توسيع واضح لهجومها الذي بدأته قبل أسبوع في ريف الرقة الشمالي بهدف تضييق الخناق على مدينة الرقة، معقل «داعش» في شمال سورية. وأوضح المرصد: «تستمر الاشتباكات منذ 6 أيام وحتى الآن بين قوات سورية الديموقراطية من جانب، وتنظيم «داعش» من جانب آخر، في مثلث تل أبيض - الفرقة 17 - عين عيسى، بريفي الرقة الشمالي والشمالي الغربي، في حين بدأت قوات سورية الديموقراطية بالتحرك في محور جديد، نحو جنوب غربي عين عيسى، حيث تحاول هذه القوات التقدم والوصول إلى منطقة الطبقة وبحيرة الفرات، مدعمة بقصف طائرات التحالف المساند لها». ولفت إلى أن «قوات سورية الديموقراطية» كانت قد سيطرت خلال الأيام الستة الأولى من الهجوم «على 11 قرية ومزرعة في ريفي الرقة الشمالي والشمالي الغربي». ولفتت «رويترز» إلى أن منطقة الطبقة التي يسيطر عليها «داعش» تقع على بعد نحو 60 كيلومتراً غرب مدينة الرقة. وانتزع التنظيم السيطرة على قاعدة الطبقة الجوية من قوات الحكومة في 2014 في ذروة توسعه السريع في العراق وسورية. وأسفر الهجوم آنذاك عن مقتل عشرات الجنود السوريين هناك. وتتقدم «قوات سورية الديموقراطية» صوب الطبقة من عين عيسى وهي بلدة تسيطر عليها القوات وتقع على بعد نحو 70 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي. ولمنطقة الطبقة أهمية لأنها تربط مدينة الرقة بالمناطق التي يسيطر عليها التنظيم قرب حلب. وكانت القوات الحكومية السورية تتقدم باتجاه الطبقة العام الماضي بمساعدة ضربات جوية روسية بعد أن انتزعت السيطرة على مطار كويرس في محافظة حلب، لكنها توقفت على بعد نحو 60 كيلومتراً شمال غربي البلدة. وقال المرصد إن الطبقة ستكون هدفاً عسكرياً صعباً لأن تنظيم «داعش» يخزّن كميات كبيرة من الأسلحة هناك. وذكر رامي عبدالرحمن مدير المرصد أنه سيتعين على «قوات سورية الديموقراطية» أن تعبر نهر الفرات للوصول إلى بلدة الطبقة الأمر الذي يزيد صعوبة أي هجوم. وقال المرصد، في غضون ذلك، إن ناشطيه رصدوا «خلال ال 24 ساعة الفائتة وصول 16 جثة لعناصر من تنظيم داعش بالإضافة ل 33 جريحاً بعضهم أصيب بإعاقات دائمة، جراء ضربات التحالف الدولي والاشتباكات مع قوات سورية الديموقراطية في ريفي الرقة الشمالي والشمال الغربي، ليرتفع إلى 61 بينهم قيادي فرنسي و24 طفلاً مقاتلاً من أشبال الخلافة، عدد عناصر التنظيم الذين قتلوا خلال قصف واشتباكات في مثلث تل أبيض - الفرقة 17 - عين عيسى» منذ 24 أيار (مايو). كذلك رصد المرصد «انخفاض حركة النزوح في شكل كبير، بعد نزوح مئات العائلات من مدينة الرقة في الأيام الستة الفائتة نحو ريف الرقة الغربي والريف الشرقي لدير الزور». وأضاف أن أحد الشرعيين في «داعش» حض «تلاميذه» على «الاستمرار بالالتزام في دينهم، وعدم تركه مهما جرى» حتى ولو سقطت مدينة الرقة في أيدي معارضي التنظيم. وأكد المرصد أيضاً أن التنظيم «أوقف تزويج أشبال الخلافة» بعدما كان يزوجهم على نفقته ويموّلهم بعد الزواج، مرجّحاً أن السبب يعود إلى ضعف القدرة المالية للتنظيم. وفي حلب بشمال البلاد، أفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة بأن الطيران المروحي ألقى الاثنين «عشرات البراميل والألغام البحرية المتفجرة على أحياء مدينة حلب المحررة» ما أدى إلى سقوط «عشرات الضحايا المدنيين بين قتيل وجريح». وتابعت «أن 13 مدنياً قتلوا كحصيلة أولية اليوم (أمس) في قصف طاول المناطق السكنية في أحياء الكلاسة والصاخور وحلب القديمة والحيدرية ومناطق أخرى»، موضحة أن «خمسة مدنيين قتلوا في حيي الحيدرية والكسارة، فيما قتل ثلاثة آخرون في حي الكلاسة، واثنان في حي الصاخور، وقتيل بالغ من العمر 40 عاماً في مدينة حيان بريف حلب الشمالي». وقالت الشبكة إن هذا القصف على أحياء مدينة حلب تزامن مع محاولات القوات النظامية وميليشيات متحالفة معها «التقدم على جبهة حندرات» ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن ستة من عناصر «لواء القدس» الفلسطيني. أما في ريف حلب الشرقي، فقد ذكرت «الدرر» أن طائرات روسية قصفت مدينة منبج التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» ما أدى إلى مقتل 13 مدنياً، في وقت دارت اشتباكات بين «قوات سورية الديموقراطية» وتنظيم «داعش» في محيط سد تشرين في ريف حلب الشمال الشرقي، وفق ما ذكر المرصد. ولفت المرصد، في إطار آخر، إلى أن حي الشيخ مقصود في مدينة حلب شهد خلال ال 48 ساعة الفائتة معارك عنيفة بين «قوات سورية الديموقراطية» التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية عمادها وبين فصائل إسلامية ومقاتلة، مشيراً إلى قصف الحي بعشرات القذائف المحلية الصنع ما أسفر عن مقتل تسعة مواطنين بينهم 3 أطفال وسقوط عدد كبير من الجرحى، فيما قُتل ستة من عناصر الوحدات الكردية. ودفع هذا القصف القيادي في «الجبهة الشامية» أبو الوليد المارعي إلى مطالبة الفصائل المتمركزة في محيط حي الشيخ مقصود بالكف عن هجومها على الحي، وعلل ذلك بأن هذا الهجوم قد يغلق غرب مدينة مارع - التي تتعرض لهجوم من «داعش» - في وجه عمليات نقل الجرحى والمقاتلين وعمليات إخراج الأطفال والنساء والنازحين من المدينة المحاصرة نحو مناطق سيطرة «قوات سورية الديموقراطية». وقال القيادي في ندائه: كل الفصائل الموجودة في محيط الشيخ مقصود، استخدموا عقلكم، ولا تقتلوا أهل مارع المحاصرين بهجومكم، فالهجوم الذين نفذتموه على الشيخ مقصود، يؤثر علينا في مارع من جهة الغرب، لأننا نخرج مصابينا عن طريق قوات سورية الديموقراطية وأهلنا وأعراضنا نخرجهم عن طريق مناطقهم، وحتى الطعام يقومون بمساعدتنا في تأمينه ويقدمونه لنا، فلا داعي لهذا الهجوم على الشيخ مقصود. حاولوا تهدئة الوضع، لأن مارع شهدت أعنف هجوم من قبل داعش، فلوا أغلقت قوات سورية الديموقراطية الطريق من غرب مارع فكيف سيكون الوضع؟». إلى ذلك، نقلت قناة «سي.إن.إن ترك» التلفزيونية التركية عن بيان عسكري قوله إن الجيش التركي قتل الأحد ما لا يقل عن 28 من عناصر «داعش» في قصف شمال مدينة حلب رداً على أحدث هجمات ضد بلدة حدودية تركية. وأضافت أن الهجوم أصاب 58 هدفاً للتنظيم بنيران مدفعية وقاذفات صواريخ. وصرح وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو أمس بأن أنقرة تعرض على واشنطن القيام بعملية خاصة مشتركة ضد «داعش» في سورية، لكن بدون قوات كردية تعتبرها تركيا «إرهابية» وتدعمها واشنطن. وقال جاووش أوغلو لمجموعة صغيرة من الصحافيين بينهم صحافي وكالة فرانس برس: «ما نتحدث في شأنه مع الأميركيين هو إغلاق جيب منبج في أقرب وقت ممكن (...) وفتح جبهة ثانية»، في إشارة إلى منطقة يسيطر عليها تنظيم «داعش» في محافظة حلب. وأضاف: «إذا جمعنا قواتنا، لديهم (الأميركيون) قواتهم الخاصة ولدينا قواتنا الخاصة». وتابع «نحن نقول: نعم يجب فتح جبهة جديدة، لكن ليس بمشاركة حزب الاتحاد الديموقراطي»، في إشارة إلى الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب القوة المسلحة الكردية التي تساند واشنطن في شمال سورية وتعتبرها أنقرة «إرهابية». وفي محافظة إدلب (شمال غربي سورية)، قال المرصد إن طائرات حربية شنت غارة على بلدة المسطومة جنوب مدينة إدلب. وجاءت الغارة في وقت أفيد بأن خمسة من عناصر «كتائب الفاروق» قُتلوا وأكثر من 13 جرحوا «إثر انفجارات وإطلاق نار في مدينة بنش بالريف الشمالي الشرقي لمدينة إدلب». وأوضح المرصد أن الحادث نجم «عن هجوم لمسلحين على مقر لكتائب الفاروق الإسلامية في المدينة، حيث دارت اشتباكات بين المهاجمين وبين عناصر الكتيبة، ترافق مع تفجير عنصر على الأقل من المهاجمين لنفسه بحزام ناسف». وفي محافظة دير الزور (شرق) قال المرصد إن طائرة مروحية تابعة لقوات النظام سقطت في مطار دير الزور العسكري «أثناء تحليقها في سماء المنطقة»، ما أدى إلى مقتل طاقمها. وأضاف أنه غير واضح هل سقوط المروحية ناجم عن عطل تقني أم أنه تم استهدافها من عناصر «داعش» المتمركزين في محيط المطار. وفي محافظة ريف دمشق، ذكر المرصد أن ممرضاً توفي متأثراً بجروح أصيب بها جراء قصف قوات النظام منطقة المرج بالغوطة الشرقية، في حين ارتفع إلى 12 عدد الغارات التي نفذتها طائرات حربية منذ صباح الإثنين على مناطق في محيط أوتستراد السلام قرب مخيم خان الشيح في الغوطة الغربية. وفي سيدني (ا ف ب) أوردت الصحف الأسترالية الاثنين أن عسكرياً أسترالياً سابقا في الأربعين قتل في سورية حيث كان يقاتل في صفوف الأكراد ضد تنظيم «داعش». وقتل ثلاثة أستراليين على الأقل يحاربون إلى جانب الأكراد منذ بدء النزاع في سورية. وأعلنت وحدات حماية الشعب الكردية على فايسبوك أن جيمي برايت قتل مع ثلاثة مقاتلين يحاربون في صفوف الأكراد. وقال أسترالي كان يقاتل إلى جانب برايت لشبكة «نيوز كوربوريشن أستراليا» أن هذا الأخير «قتل قبل ثلاثة أو أربعة أيام». وتابع المصدر أن برايت توجه إلى سورية في مطلع العام 2015، مضيفاً: «لقد استنتج أن الحكومات لا تفعل شيئاً».