جدة- حماد العبدلي تصوير- محمد الحربي اتخذ شباب الوطن مواقعهم في سوق نشاط بيع وصيانة أجهزة الجوالات وملحقاتها للعمل في هذا القطاع الواسع كونه سيعيد فتح نافذة اقتصادية هامة أمام المواطن بعدما ظلت موصدة في وجهه لسنوات وترزح تحت قبضة الوافدين الذين كسبوا منها ملايين الريالات وخسرها الوطن.وقد أصبح المجال مفتوحاً حتى لمن أراد من الطلاب العمل المسائي وزرع ثقافة الاعتماد على النفس. حسن السلمي يعمل في البيع والصيانة منذ 10 سنوات أوضح من خلال تجربته أن العمل في هذا المجال فيه من المال الكثير وقال:" لن يتوقع أي شخص ما أقوله إلا الذين يعملون في السوق فقد يصل ربح الشخص في اليوم الواحد إلى اكثر من 1000 ريال." وقال السلمي :"الحمد لله الآن بعد نظام السعودة فتحت محلاً بايجار لايتجاوز 1800 ريال حسب مساحة المحل وموقعه في السوق. وبين ان العمل هنا لايحتاج سوى الرغبة والاجتهاد والاعتماد على النفس وطرد الكسل والتكاسل من بعض الشباب. ويرى السلمي أن الشاب المقبل على فتح محل لبيع الجوالات وصيانتها بحاجة لشيء من الدعم والتحفيز المادي من الجهات ذات العلاقة للوقوف على قدميه للانخراط في هذه الحرفة وذلك عبر تخفيض الرسوم البلدية كأسعار اللوحات، وتخفيض الاشتراطات الأخرى المتعلقة بالمساحة وغيرها. وحالياً في السوق محلات وضعت لهذا الغرض تعتبر جيدة للمبتدئين بأسعار مخفضة ،موضحا السلمي أنه خريج كلية الاتصالات وتقنية المعلومات ويعرف كيف يتعامل مع صيانة الأجهزة. وقال السلمي:" جهاز الجوال يحتاج إلى ممارسة للوصول إلى معرفة أسرار صيانته." مشيراً أنه تدرج حتى أصبح يقوم بكافة أعمال الصيانة من استبدال ال( ic والشاشة) وغيرها. ونصح الشباب بالتمتع بالرغبة في التعلم، ودعاهم لشراء جوالات قديمة ليتعلموا عليها مع الاستفادة من تجارب الآخرين. بدوره أبدى عبد الله الغامدي الذي يعمل في صيانة الجوالات أسفه لعدم استغلال الشباب لإمكاناتهم واستغلالها بالشكل الصحيح، وبين أن قرار السعودة سيوفر عددا هائلا من الوظائف، وتمنى على الشباب الإسراع للانخراط في هذا المجال المربح. واستغرب الغامدي النظرة لفني الجوالات السعودي بأنه لا يجيد الصيانة، معرباً عن قناعته بأن السعودي المخلص يتفوق كثيرا على الأجنبي في الأمانة والصدق والمهارة وامتدح قرار السعودة واصفاً إياه بأنه سيخلق فرص عمل للشباب واستعادتها من أيدي الأجانب الذين كانوا يمسكون بها بقوة . وبين أن بيع الجوالات وصيانتها كغيرها تتطلب المعاملة الجيدة لكسب الزبون وكيفية عرض السلعة والرضا بالمكسب البسيط ليجذب الزبائن وتوقع أن تشهد محلات بيع الجوالات إقبالاً جيداً لما فيها من مكاسب مشجعة ومغرية للشباب مبيناً أن له أصدقاءعديدين انخرطوا في الدورات التدريبية التي أقيمت في الكليات التقنية وساهمت بشكل فعلي في معرفة اسرار أجهزة الجوال وملحقاته. وقال علي القرني بأنه تطور في الصيانة من "تركيب شاشات ثم مذر بورد وهكذا ال (ic)" حتى أصبح اليوم ملماً بكل شيء. ونصح القرني الشباب السعودي الراغب في ممارسة العمل في هذا المجال أن يتحلى بصفتين وهما البعد عن الطمع وأن تكون الابتسامة شعاره الكبير لاستقبال الزبائن. ووصف القرني قرار التوطين بأنه جاء في الوقت المناسب معللاً ذلك بسيطرة الأجانب على المحلات فيما توجد شريحة من شبابنا الباحث عن عمل واعتبر القرار فرصة للجميع لإيجاد مصدر دخل ولم يخفِ رغبته في توظيف شباب سعودي لا سيما ممن هم متمكنون من صيانة الجوال للعمل معه وهم افضل من الاجانب الذين عملوا لفترات طويلة دون خبرة من خلال الممارسة مع الآخرين من ابناء جلدتهم. الشاب احمد الشمراني اوضح انه يعمل في محل كمتدرب براتب لايتجاوز 3000 ريال ولايهمه الراتب واهم شيء ان يحصل على الخبرة في صيانة الجوالات وأنه يتدرب على يد عامل مقيم، ووصف صيانة الجوالات واكتشاف الخلل بالسهلة جداً و بدا متفائلاً بالنجاح في عمله، وطمأن أقرانه ودعاهم لعدم القلق أو التخوف من الالتحاق بهذه المهنة وقال انه وبمجرد فتح جوالين أو ثلاثة والتعامل معها سيجد بعدها الأمور سهلة جداً. ووجه الشمراني كلمة للشباب بقوله: "هذه فرصة للدخول والتعلم، وبيع الجوالات فن جميل وحلو ومربح جداً وفيه صحبة وعلاقات، وحقيقة أن قرار السعودة لم يوجد إلا لنا فعلينا استثماره، ولنقدم سلعة غير مغشوشة لأبناء وطننا." خالد الحكمي بائع جوالات في أحد المحلات وصف العمل الحر بأنه أفضل من العمل في شركات ووصف قرار السعودة بأنه ناجح متى ماوجدت الرغبة لدى الشباب للعمل. وأبدى ثقته في أن الشباب السعودي سيتمكن وخلال فترة وجيزة في أن يحل محل الأجنبي، مؤكداً أن صيانة الجوالات لم تعد صعبة، محفزاً الشباب على سرعة الانخراط في العمل في صيانة وبيع الجوالات لما فيها من مكاسب ممتازة، لافتاً إلى أن مصداقية المواطن وأمانته ستكون عامل نجاح ومشجعا للسوق المحلية للجوالات. ويؤكد محمد العداوي صاحب محل لبيع الجوالات أن الإقبال على المحلات ممتاز منذ صدور القرار وأبدى ثقته في نجاح القرار في جانب التسويق مستدركاً أن الصيانة ربما تحتاج إلى بعض الوقت، ونصح الشباب إلى عدم التردد في الدخول إلى هذا المجال، واصفاً المكاسب بأنها ستكون 100 % كما أكد أن العمل في البيع والشراء يكون في حالات كثيرة أفضل حتى من الوظيفة. وفي ذات السياق كشف متحدث وزارة العمل والتنمية الاجتماعية خالد ابا الخيل ان هناك لجان تتابع بشكل دوري المحلات للوقوف على مدى الالتزام بنظام السعودة مؤكدا ان العقوبات لمن يخالف ستكون بشكل فوري ولاتهاون في هذا المجال.