اعتلاء المرأة لمنصة ليس فعلا لا يتجانس مع استحقاقاتها العملية أو العلمية أو الثقافية والفكرية، فهي حين تصعد إنما ذلك من واقع النسبة والتناسب الاجتماعي، وإذا نظمت مؤسسة ثقافية منبرا فكريا يبحث قضايا عامة فذلك من صميم أنشطتها المنبرية التي تعمل على نشر الوعي الثقافي وتطوير أدواتها ومناهجها الثقافية. لقد فتح نادي جازان الأدبي أبوابه مشرعة لثقافة محايدة، تتجاوز قضية «الجندر» باعتبار أن الثقافة والفكر عمل محايد، يقوم به الرجل والمرأة دون تمايز، ولم تستجب إدارته لمحاولات تعطيل صعود المرأة المنصة، ذلك يرسخ فكرة جديدة حول استحقاق المرأة لتقول كلمتها، أسوة بالرجل، فالسلوك الثقافي لا يعترف بالحدود الفاصلة، وذلك ينتج فكرة عميقة حول تحولات الدور والمشهد الثقافي بدأت من هناك من جازان. إدارة أدبي جازان كانت منصفة في قبول فكرة المثقفة التي تعتلي المنابر الثقافية وليس عداها، لأن الثقافة فعل مشاع بين جميع الناس، وقد بذلت رئيسة اللجنة النسائية خديجة ناجع دورا كبيرا ومقدرا في تقييم الحضور المنبري وتقديم المرأة لتطرح فكرها، وهي تبذل جهدا مضاعفا من أجل الارتقاء بالعملية الثقافية من وجهها النسائي، وقد كانت جرئية في التعبير عن أهمية دور المثقفة وما ينبغي أن تقوم به «لن نكون ضحية لتدخل قوى أخرى في المعادلة الثقافية التي لا نغفل عنها، ولن نقع تحت ضغطها، لذا يجب حلحلة بعض القوى المحيطة وتحطيم الثبات والجمود والركود، أنا لا أهتم لأمر البلبلة وسرقة الفرص، والجهد، ما أهتم لأمره هو فعلي الثقافي وعملي المتواصل» وتلك هي العلامة الفارقة التي تصنع التحول الثقافي للمرأة السعودية.