أكدت رئيسة اللجنة النسائية في نادي جازان الأدبي أن صعود الصحافية سكينة المشيخص على المنبر الرجالي أثناء الندوة التي أقيمت يوم الأربعاء الماضي، لم يكن ارتجالياً، ونفت ما ذكرته إحدى الصحف أن «عدداً من الحاضرين خرجوا من القاعة احتجاجاً على حضورنا معهم، وعلى اعتلاء امرأة للمنصة»، مؤكدة أن «هذا لم يحدث أبداً»، وقالت: «طبخناها أنا وأحمد السيد عطيف، وكتبنا مسودة دوائر أوسع لاستشراف مستقبل المرأة المثقفة في النادي»، مؤكدة أن الفكرة اختمرت في رؤوسنا أنا والسيد منذ عامين، وتم طرحها للنقاش مع نائب رئيس النادي محمد النعمي الذي أبدى موافقته، بيد أنه طلب التريث وتحين الوقت المناسب، وتم إرجاء تنفيذها إلى نشاط المنتدى الثقافي الذي أشرف عليه، ومن ضمنه ندوة «النشر الإلكتروني ودوره في تكريس الوحدة الوطنية»، فاقترحنا مشاركة مثقف أو مثقفة من المنطقة الشرقية، ووقع الاختيار على القاص جبير المليحان، غير أنه اعتذر لظروف خاصة، فرشحنا المشيخص». وأضافت: «قبل إقامة الندوة بيومين اتصل السيد برئيس النادي أحمد الحربي وأخبره برغبتنا في تنفيذ مشروعنا بأن تلقي المشيخص من المنصة الرئيسية في النادي، وليس من القسم المخصص للنساء، والذي هو عبارة عن زقاق صغير حُجب بزجاج عاكس في أعلى الصالة، ولم يبدِ الحربي اعتراض، وبدوري قمت بطرح الأمر على المدير المالي وعضو مجلس الإدارة حسن الصلهبي الذي أبدى ارتياحه، بيد أنه أعرب عن مخاوفه. وتابعت: «يوم إقامة الندوة، طرحت الفكرة على الإعلامية الشجاعة المشيخص التي رحبت بالفكرة ووافقت عليها»، وعندما انتهى الضيفان من قراءة ورقتيهما، ألقيتُ كلمة أشرت من خلالها إلى أنني لست بريئة من اقتراف سكينة لذنب اعتلاء المنصة مع الرجل ومقاسمتنا لكم في الصالة»، منوهة إلى أن بعض الحضور يهز الرؤوس موافقة على ما ذكرت في كلمتي التي أكدت فيها، رغبتنا في الخروج من حيز التناقض الذي يحدث في المشهد الثقافي، خصوصاً أن المثقفات منتخبات لمجالس إدارات الأندية الأدبية، ووصلن إلى أدوار فاعلة منها منصب المدير الإداري في أدبي حائل»، متوقعة أن تصل المثقفة إلى رئاسة الأندية»، وتساءلت: «كيف نعزل في مكان مظلم وسيئ التكييف، والصوتيات فيه تحتاج إلى إنعاش بين فترة وأخرى، بينما توجهات الحكومة تؤسس لوجودنا داخل الأندية الأدبية وقيامنا بأدوار قيادية نحن أهلٌ لها». وشددت ناجع على أننا «نسعى لأن نكون مجتمعاً تنويرياً، تبرز من خلاله صورة المرأة السعودية بالشكل الصحيح، وتشارك في خدمة الوطن من دون الاصطدام بأية مؤسسة دينية، خصوصاً أن ما قمنا به لا يتعارض مع الدين والمجتمع بل على العكس، يخدم المجتمع وأنا سعيدة بهذا الإنجاز، فلمَ هذه الضجة؟ معتبرة أن «التأسيس وبناء الدور الثابت وضمان استمراريته يحتاج منا إلى جهود استثنائية، كما يحتاج منا إلى مراجعة مرجعية الخطاب الثقافي». واستغربت ناجع: لماذا نُظر إلى اعتلاء المشيخص للمنصة بكونها إشكالية رجل وامرأة؟ وتابعت تساؤلاتها: هل يريدون منا أن نركن إلى الأدوار والقوالب الجاهزة التي تمنحنا دوراً قاصراً ومشوهاً وضبابياً ينحصر في دائرة ضيقة مرهونة بالامتيازات البايلوجية للرجل، إلى متى نُغيب، إلى متى يجهض مشروعنا التنويري بسبب السائد، معلنة رفضها للتفريق بين الرجل والمرأة إبداعياً، لأنهما يُؤسسان للمشهد الثقافي بشكل مشترك كما هو في الحياة بمجملها»، مختتمة بالقول: «سكينة أشعلت النار وأنا صاحبة الشرارة، ولن أتراجع أبداً ولن تكون ظاهرة وتنتهي بل سنستمر بمشيئة الله». من جهتها، بينت المشيخص: «قبل أسبوع كنت في الرياض، وسألتني ناجع: لماذا لا تكونين أول امرأة سعودية تصل لمنصة نادي أدبي، وسألتها هل سبقني لذلك أحد؟ أجابت: بحسب علمي، لم يحدث ذلك من قبل في الأندية الأدبية، وأبديت موافقتي حيث بدت لي فكرتها جميلة وأحببتها»، مؤكدة أن «صاحبة فكرة صعودي هي خديجة والفضل يعود لها في ذلك، بسبب رغبتها في دمج المثقفة السعودية»، مشيرة إلى أن ناجع ألقت كلمة بعد الأمسية وأبدت مسؤوليتها الكاملة عما حدث وأنها صاحبة الفكرة، بيد أن الإعلام للأسف لم يشر لذلك».