قال الضَمِير المُتَكَلّم : يقول التصريح الذي بثته صحيفة ( شَمْس ) يوم الخميس الماضي : ( أكدت المشرفة على القسم النسائي بالنادي الأدبي بجازان خديجة ناجع أن اعتلاء المنصة من قبل الإعلامية والكاتبة سكينة المشيخص, ومشاركة جمهور النساء للصالة الرئيسة ليست وليدة اللحظة، وإنما تم التخطيط لها ، والتنسيق مع الضيفة في وقت سابق .. وقالت : ليس مهماً مَن خطّط ودَبّر، ولكن المهم هو التأسيس للمثقفة السعودية ولدورها الفاعل, وحضورها المؤثر في المشهد الثقافي ! وأضافت ناجع : ( اعتلاء سكينة للمنصة مشروع وهاجس منذ سنوات، واعتبره مشروع اللجنة النسائية في نادي جازان الأدبي ) . في الحقيقة أن هذا التصريح استوقفني كثيراً ؛ فحروفه حملت لغة النشوة والانتصار ، وكأن ( صعود المرأة السعودية ) للمنصة بجوار وأمام الرجال منتهى الطموح ، والفتح المبين ، والإنجاز الوطني الذي يستحق أن تقام لأجله الأفراح والليالي الملاح ، وله ترفع البيارق والزغاريد النسائية !! ولست أدري لماذا أصبحت تلك القشور الهامشية هي مشروع وغاية طائفة من مثقفات مجتمعنا أو ( هكذا نظن بهن ) ؟! أيتها الأنثى السعودية : المغنية الكولومبية « شاكيرا « لم تصعد المنصة فقط ؛ بل امتلكت المسرح بكامله ، وهزته على ( وحده ونص ) ؛ فما الجديد ؟!! و( الدكتورة أمينة ودود ) اعتلت المنبر ، وأمّت المصلين في صلاة الجمعة بأمريكا وبريطانيا ؛ فماالمفيد ؟!! والمرأة المصرية نالت الحرية المزعومة ، وتربعت على المنصات من الستينات الميلادية ؛ فما حالها الآن ؟! الجواب لدى أحدث الإحصائيات ؛ حيث أعلى نسبة أمية في الوطن العربي من نصيب المرأة المصرية ! والمركز المصري لحقوق المرأة رصد زيادة معدلات العنف ضدها ، وكذا زيادة مشكلة انتحار الفتيات، مشيراً إلى أن عدد حالات الانتحار وصل هذا العام ( 2010م ) لأكثر من ( 54 حالة انتحار) ، وحسب التقرير نفسه عَانت أكثر من ( 85% ) من المصريات من التحرش بأنواعه المختلفة ؛ ( 40% ) منه تحرش جسدي !! صدقوني لست مع أو ضد صعود المرأة لهذه المنصة أو تلك فالأمر أصغر مِن أَنْ يُذكر ؛ ولكني أعجب من التركيز في قضايا المرأة عندنا على القشور كالمنصة وقيادة السيارة ؛ وإهمال صور معاناتها الحقيقة مع العنف والعَضل ، والعنوسة ، وأكل الأموال ، وظلم بعض الآباء والأزواج !! ولتتأكدوا ارجعوا للتصريح أعلاه فهاجس القسم النسائي بنادي جازان الأدبي ، ومشروعه الذي دَبّر وخطّط له هو صعود المرأة للمنبر من القاعة الرجالية !! أما قضايا المرأة المصيرية فلا تهم ؛ ومضمون إنتاجها الثقافي والأدبي على الهامش والرّف ؛ فالمهم من أي منصة أَلْقَته !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . فاكس : 048427595
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain)