تباينت مواقف المحللين السياسيين فى مصر، أمس، من الاعتصامات المتواصلة في العاصمة القاهرة وعدد من المحافظات لليوم الرابع على التوالي ما بين مؤيد لها باعتبارها أداة ضغط قوية قد ترغم الحكومة على الاستجابة للمطالب ورافض لها، وتوقعوا جميعا استمرارها. وتشهد عدة ميادين اعتصامات منذ المظاهرة المليونية، الجمعة الماضية، تحت شعار «الثورة أولا»، لاسيما ميادين التحرير في وسط القاهرة والأربعين في محافظة السويس والقائد إبراهيم بالإسكندرية وساحة أبوالحجاج فى الأقصر وأمام مبنى ديوان محافظة الشرقية. وذكرت مصادر أن المعتصمين بميدان التحرير يدعون لتنظيم مظاهرة مليونية، بعد غد، للضغط على الحكومة والمجلس الأعلى للقوات المسلحة من أجل الاستجابة لمطالبهم وفي مقدمتها الإسراع بمحاكمة رموز النظام السابق وإقالة وزير الداخلية منصور العيسوي. ورافق الاعتصام إضراب خمسة ناشطين عن الطعام أكدوا استمرار إضرابهم إلى الجمعة المقبل. وفي تعليق على هذه الاعتصامات، أوضح الأمين العام لحزب التجمع حسين عبدالرازق أن الائتلافات الشبابية والقوى السياسية تلجأ إلى الاعتصامات باعتبارها آلية من آليات الضغط الديمقراطية المعروفة في العالم من أجل تحقيق أهداف ثورة يناير. وأضاف في تصريحات أن الثورة لم تؤد إلى زوال النظام القديم وتأسيس نظام جديد، لكنها حققت بعض الخطوات في اتجاه إزالة النظام القديم الذي لا يزال قائما بنسبة كبيرة. ورأى أنه من الطبيعي أن تلجأ بعض ائتلافات الثورة والقوى السياسية إلى الاعتصام للضغط خاصة أنه لم يتم تأسيس نظام سياسي جديد يطمئن المواطنين بأن مصر تتحول من الاستبداد إلى الديمقراطية. في المقابل، أبدى المحلل السياسي أحمد عليبة رفضه لهذه الاعتصامات التي خلقت حالة من الخلافات بين القوى السياسية. وقال إن المتظاهرين خلال الثورة بميدان التحرير كانوا صفا واحدا خلف هدف واحد، بينما الاعتصامات خرجت من مربع الثورة إلى مربع السياسة والاستقطاب السياسي التي تحاول خلالها قوى سياسية قطع الطريق على قوى أخرى. وأكد أن لهذه الاعتصامات تداعيات سلبية «حيث ستؤثر بلا شك في الاقتصاد والإنتاج والبورصة التي تعطي انطباعا سلبيا عن وضعنا الاقتصادي. كما تؤثر في الوضع الأمني لأنها تخلق بيئة مناسبة للانفلات الأمني ولفلول النظام الذين يسعون إلى تحقيق أهداف غير وطنية».