بمشاركة أكثر من 50 حزبًا وحركة وائتلافًا شبابيًا عادت المظاهرات الاحتجاجية مرة أخرى إلى ميدان التحرير بقلب القاهرة أمس، وخرجت الجماهير من كل الميادين في معظم محافظات مصر عقب صلاة الجمعة، التي عرفت باسم «جمعة المطلب الواحد» اعتراضًا على وثيقة المبادئ الدستورية، والضغط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد للإسراع بنقل السلطة للمدنيين، وإجراء انتخابات رئاسية في موعد أقصاه 30 أبريل المقبل، بعد أن فشلت مفاوضات الساعات الأخيرة التي أجرتها الحكومة في إقناع الإخوان والسلفيين بقبول الوثيقة والتراجع عن التظاهر. *المبيت فى الميدان للمليونية وقضى المئات ليلتهم في الميدان استعدادًا للمليونية، فيما طافت مسيرة من مئات الأشخاص الميدان، وحمل بعض المشاركين صورًا لشباب خضعوا للمحاكمات العسكرية، مطالبين بوقف تحويل المدنيين للقضاء العسكري وقام عدد من النشطاء بنصب عدد من الخيام، وسط دعوات للاعتصام في الميدان، وتضم قائمة المشاركين في «المليونية» أحزاب: التحالف الديمقراطي وحركة 6 أبريل وجماعتي الإخوان المسلمين والدعوة السلفية، وأحزاب النور والأصالة والنهضة والريادة. من جانبه اكد محسن راضي القيادي بحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان المسلمين رفضه الكامل للوثيقة التي أعدها الدكتور علي السلمي نائب رئيس الوزراء، التي وصفها بأنها «لا تعبر عن أحد سوى حكومة عصام شرف والمجلس العسكري»، وقال إن وثيقة السلمي تحمل رسالة المجلس مفاداها، «إما أن تفرض سلطتي على مجلس الشعب القادم والدستور والرئيس، وإما أن أظل في الحكم للأبد»، وقال نحن لا ننوي قطيعة مع أحد في المستقبل إلا بقدر من يقف ضد الشعب المصري أو يعتدي عليه. *»اتوبيسات» السلفيين تنقل المتظاهرين وفي سياق موازٍ خصصت القيادات السلفية أتوبيسات لنقل المتظاهرين من المحافظات إلى التحرير، *»الاخوان» استدعاء بالجوال لجأت جماعة الإخوان إلى بعث رسائل عبر «الجوال» لحشد أعضائها، وأصدرت الدعوة السلفية بيانًا تؤكد فيه أن المظاهرات حتى الساعة الخامسة دون اعتصام. *انقسام سياسي بين الفرقاء وتشهد مليونية «المطلب الوحيد» انقساما بين القوى السياسية والأحزاب؛ حيث ترى الأحزاب الدينية والحركات الشبابية أنها للرد على وثيقة المبادئ الدستورية التي قدمها نائب رئيس الوزراء علي السلمي والتي اعتبروها تفرض «وصاية» على الشعب المصري عبر إعطاء المجلس العسكري «امتيازات» عبر المادتين 9 و 10، فيما ترى أحزاب أخرى كالوفد والتجمع وأحزاب الكتلة المصرية أنها محاولة من قبل الإسلاميين في «تحدي للإرادة الشعبية واستعراض العضلات». وأعلنت حكومة الظل الممثلة لشباب الثورة عن نيتها الاعتصام للمطالبة بنقل السلطة للشعب من خلال جدول زمني محدد يشمل فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة فورًا، كما طالبت حكومة الظل في بيان بضرورة تحقيق مطالب 25 يناير، وفي مقدمتها استقلال القضاء والإعلام والأزهر الشريف، وتفعيل قانون العزل السياسي على كل أعضاء الحزب الوطني المنحل ومن تعاون معهم من الأحزاب الأخرى، ومنع كل «القضاة الذين شاركوا في تزوير الانتخابات السابقة» وتطهير كل مؤسسات الدولة من الرموز التابعة للنظام السابق. وقال البيان إن الثورة تمر الآن بمرحلة خطيرة جدًا، فإما أن تنجح وتتحقق أحلام كل المصريين، وإما أن تفشل ويظل المجلس العسكري في الحكم كما حدث في عام 1954، داعين إلى الدخول في اعتصام حتى الاستجابة للمطالب التي رفعتها الثورة منذ ثمانية أشهر ولم تحقق حتى الآن حسبما وصف البيان وشدد البيان على أهمية الاعتصام، قائلًا: إن الاعتصام الآن ضروري حتى يشعر المجلس العسكري أن الثورة ما زالت قائمة وأنه لا يمكن الالتفاف عليها. وقال المهندس سيد الشتيحي رئيس المجلس الاستشاري لحكومة ظل الثورة إن المليونية هدفها الاعتراض على وثيقة «المبادئ الدستورية» التي طرحها نائب رئيس الوزراء علي السلمي التي تهدف إلى سيطرت الجيش على كل مقاليد الأمور داخل الدولة مستقبلًا، مشيرًا إلى أن واضع الوثيقة يريد أن يختلق أزمة في البلاد بين التيار الليبرالي والتيار الإسلامي مما سيؤدى إلى اشتعال البلاد مرة أخرى. *مرشحو الرئاسة في المقدمة وشارك في مليونية أمس مرشحو الرئاسة يتقدمهم الدكتور سليم العوا الذي هدد بالعصيان المدني من داخل التحرير ما لم تلغ الوثيقة الدستورية، وتحديد مدة زمنية للانتخابات الرئاسية، كما شارك الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح وحازم صلاح أبو إسماعيل وحمدين صباحي والدكتور أيمن نور، في حين قاطعها الدكتور محمد البرادعي. *الاسكندرية في ميدان إبراهيم الى ذلك تظاهر عشرات الآلاف من مختلف التيارات بالإسكندرية «300 كم شمال القاهرة» رفضا لوثيقة السلمي، وكان المتظاهرون قد توافدوا على ميدان القائد إبراهيم منذ الصباح قادمين من مختلف مناطق الإسكندرية، واحتشد الآلاف من مختلف التيارات والأحزاب والمواطنين في محافظة السويس «100 كم شرق القاهرة» مطالبين بتسليم السلطة للمدنيين، مؤكدين رفضهم لوثيقة «السلمي»، وغاب عن الحضور في المسيرات جميع الحركات المدنية والشبابية. *الجيش الثالث يتعهد لأهالي السويس من جهته ناشد الجيش الثالث الميداني في بيان له شعب السويس المحافظة الحفاظ على مكتسبات الثورة، مؤكدا في بيان تم توزيعه على المواطنين، أن الجيش يتعهد بتنظيم انتخابات نزيهة، وأنه لم يخلف وعده مع الشعب. * «ائتلاف ابناء مبارك» ضد الكل وفي المقابل شهدت منطقة «روكسى» شرق القاهرة مظاهرة مضادة دعت إليها قوى «ائتلاف أبناء مبارك» لدعم الدولة المدنية في مواجهة التيارات الدينية التي تسعى للإقصاء والتفرد بالسيطرة على مقاليد الحكم في مصر «بحسب رأيهم» * الاحياء الشعبية مع المجلس العسكري وتم تنظيم عدد من المظاهرات في عدد من الأحياء الشعبية ومنها بولاق الدكرور وبولاق أبو العلا وإمبابة والوراق والزاوية الحمراء وباب الشعرية للرد على مليونية أمس، حيث أعلنت تأييدها للمجلس العسكري ووثيقة المبادئ فوق الدستورية المطرحة حاليًا.