المخ يعشق السكر (المخ يحتاج إلى مستوى معتدل من الجلوكوز) التغذية السليمة شيئا ضروريا لنمو الإنسان واستمرار حياته بل والحفاظ على صحته ، فالغذاء بمثابة الوقود الذي يحركنا ، (العقل السليم في الجسم السليم) .. هذه المقولة أطلقها الفيلسوف اليوناني الشهير أفلاطون ، والذي كان يقصد بها أن سلامة الجسم هى المحرك الأساسي لعقل يتميز بالذكاء والحكمة ، كما أن المخ يحوي قرابة عشرة بلايين خلية عصبية ، وكل خلية منها على علاقة بما يقارب العشرة آلاف نقطة عصبية. وقد كشفت الأبحاث الطبية الحديثة النقاب عن أن الانتظام في تناول البيض والدجاج يعمل على تقوية الذاكرة والحيلولة دون شيخوخة خلايا المخ. وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تشسير إلى احتواء البيض والدجاج على عناصر غذائية خاصة عنصر (الكولاين) الذي من شأنه حماية المخ من آلية الشيخوخة. وأوضح الباحثون أن العناصر الغذائية الغنية مثل فيتامين (ب) المتواجدة في كل من الدجاج والبيض وأسماك البحار، بالإضافة إلى بعض الخضراوات واللوبيا كلها أطعمة تعمل على احتفاظ خلايا المخ بكفاءتها وشبابها. وتعزز نتائج الدراسة ما كانت قد توصلت إليه بعض الأبحاث الطبية السابقة من أن اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات والبروتينات يعمل على الاحتفاظ بحيوية وشباب معظم خلايا الجسم والمخ. وكانت الأبحاث الطبية السابقة قد وجدت أن النظام الغذائي لدول البحر المتوسط الغني بالأسماك والخضراوات وزيت الزيتون لديه الكثير من الخواص الطبية لحماية الإنسان من التعرض للعديد من الأمراض والشيخوخة المبكرة. وقد أجريت الأبحاث الطبية على ما يقرب من400،1 ألف شخص تراوحت أعمارهم ما بين 36 إلى 83 عاماً ، حيث قاموا بالاجابة على إستبيان عن عاداتهم الغذائية ونمط حياتهم اليومية خلال الفترة من عام 1991م وحتى 1995م ومرة أخرى من عام 1998م وحتى 2001 م ليتم خلال هذة الفترة قياس مستوى وكفاءة الذاكرة مع أخذ صور بالأشعة المقطعية للمخ ، طبقاً لما ورد بوكالة (أنباء الشرق الأوسط). وأشارت المتابعة إلى أن الرجال والسيدات الذين دأبوا على تناول الدجاج والبيض الغني بعنصر (الكولاين) قد تمتعوا بمستوى وكفاءة ذاكرة أفضل من الأشخاص الذين لم يتناولوا هذه العناصربمعدلات كافية. الفول والسبانخ.. أغذية المخ وفي هذا الصدد ، أكد الدكتور مجدي بدران استشارى الأطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة ، ل(محيط)، أن المخ يتأثر بالعناصر الغذائية عن طريق إنتاج مايسمى بالموصلات العصبية, وهى مواد كيمائيه تنقل الإشارات والتعليمات بين الخلايا العصبية, وهى حوالي 300 نوع تؤثر في الذكاء والتفكير والإبداع والمزاج والقدرة على الاستيعاب والاحتفاظ بالمعلومات وتذكر واسترجاع المعلومات المختزنة بالمخ وكل ذلك يساعد الإنسان على التعلم. وقد تبين أن عند نقص أو عدم توازن هذه الموصلات العصبية يعانى الانسان من الاكتئاب أو قلة التركيز أو ضعف الذاكرة. ولإنتاج الموصلات العصبية يحتاج المخ إلى التغذية الجيدة التي توفر له الأحماض الأمينية والفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية غير المشبعة والسكر بمستوى معتدل في الدم. والأحماض الأمينية هى الوحدات البنائية للبروتين مثل (التريبتوفان) وحمض (الليسين) وحمض (الفينيل ألانين). والمعروف أن حمض (التريبتوفان) هو أهم الأحماض الأمينية الذي ينظم عملية النوم ويساهم في تقوية الذاكرة ، ويتوفر في الموز والتمر والجبن القريش والفول السوداني ، وهو ينشط الفكر ويعالج الخمول ويعالج الأنيميا. أما حمض (الليسين) يلى (التريبتوفان) في الأهمية ، ويؤدي نقصه إلى القلق والعصبية الزائدة ويتوفر فى الفول الأخضر والسبانخ. ويعتبر حمض (الفينيل ألانين) هاماً جداً لإنتاج هرمونات السعادة والموصلات العصبية، كما أن نقصه يؤدي إلى الخمول ، أما مصادره فتتمثل في منتجات الألبان والخبز الأسمر. فيتامينات ضد النسيان ونعرض فيما يلي قائمة بأهم الفيتامينات والمعادن التي تمنع النسيان، وتجعل الطلاب أكثر قدرة علي تذكر كافة التفاصيل العلمية:- - فيتامين (ب1) ، ويسمي فيتامين الأعصاب, ويدخل في تكوين الخلايا العصبية للمخ وهو هام للذكاء والقدره على التعلم ويوجد في البليلة والخميرة. - فيتامين (ب3)، ينشط الذاكرة ويوجد فى القمح واللحوم ونقصه يسبب العصبية الزائدة. - فيتامين (ب12) ، هام للمخ والأعصاب ويوجد في اللحوم والجبن والبيض والقمح و يحافظ علي صحة الجهاز العصبي. - فيتامين (ب2) ، يحمى من النسيان ويوجد في الخميرة والأسماك والخضروات الخضراء. - فيتامين(ب5 البانتوثينيك) ، يساعد علي نقل الرسائل من الجهاز العصبي إلى المخ . - فيتامين (ب6 بيرودوكسين) ، ويساعد على تكوين هرمون السيروتونين الذي يحسن المزاج ويحمي من التعب والشعور بالإجهاد. - فيتامين (ب9) هو حمض الفوليك ، ويدخل في تكوين الخلايا العصبية للمخ والجهاز العصبي. - فيتامين (ه) ، مضاد للأكسده يحمى المخ من التلف ويوجد في الكبدة والمكسرات والبيض. - فيتامين (سي) ، يحتاجه المخ كمضاد للأكسدة أيضا ويتوفر فى الجوافة و الليمون والبرتقال. أما فيما يتعلق بالمعادن التي تمنع النسيان، يأتي في مقدمتها الزنك ، الذي يعتبر هام للذكاء والذاكرة والمناعة ويحسن الأداء الدراسي ، وتتمثل مصادره في الطيور المنزلية ، البقول ، كالفاصوليا والفول والعدس والبسلة. ويتسبب نقص معدن السيلينيوم في ضعف الذاكرة ، ومصادره الأسماك و الحبوب والمكسرات ، أما الكالسيوم فهو هام لكفاءة الاعصاب وهو موجود فى العسل الأسود ومنتجات الألبان ، كما يعد البوتاسيوم مهدئ للأعصاب ويتوفر فى اللحوم واللبن والبيض والفواكه ، والفوسفور يعد بمثابة منشط للقوى الفكرية والجسمية ومصادره هى البيض والكبدة والسمك. ويمثل معدن اليود أهمية بالغة في القضاء علي النسيان ، خاصةً أن نقصه يسبب انخفاض القدرات الذهنية وتتمثل مصادره في المأكولات البحرية ، ويقلل الماغنسيوم التوتر ، كما يعد مهدئ قوي للأعصاب ومصادره الحبوب واللبن ومنتجاته والسبانخ. المخ يعشق السكر ويؤكد بدران أن المخ يحتاج إلى مستوى معتدل من الجلوكوز لإنتاج الطاقة اللازمة للقيام بوظائفه ، فهو يستهلك حوالي (30%) من السعرات الحرارية التي يتناولها الفرد يوميا ، كما أن المخ يستهلك فى المستغرقين في التفكير كالصحفيين والعلماء حوالي 90 سعر حراري في الساعة، ويحتاج المخ الى حوالي 120 – 150 جراماً من الجلوكوز يومياً. ويفضل استهلاك السكريات بطيئة الهضم لرفع مستوي السكر فى الدم بالتدريج مثل عسل النحل و الفاكهة. عصير القصب ينعش المخ أكد بدران أن عصير القصب – أحد المشروبات المصرية الأصيلة - يعالج الاكتئاب ، كما أنه يسبب الراحة النفسية، والهدوء، والسعادة ، حيث يؤدى إلى زيادة تكوين (السيروتونين) وهى المادة الطبيعية المهدئة التي يفرزها المخ. ويعتبر عصير القصب سهل الهضم وسريع الامتصاص، كما أنه مدر للبول فيطرد السموم من الجسم، وبالتالى يحمي المخ من التلوث، كما يساعد على زيادة القدرة على تحمل المواقف الصعبة كالضيق والقلق والتوتر والارهاق. كما أكد على ضرورة الإكثار من تناول الأسماك فهى مصدر ممتاز من مصادر البروتين الطرى السهل الهضم، ومن أفضل مصادر (الأوميجا 3) الهامة للذاكرة ، كما أن الأسماك غنية بمعدن الفسفور الذي ينشط الذاكرة ويقوى الجسد ، بالإضافة إلى تناول البقوليات يومياً لضمان السعادة والوقاية من الأنيميا ، وعدم نسيان الفاكهة والخضراوات الغير مطبوخه يومياً. كما ينصح بدران الطلبة بالإكثار من الماء وتناول الوجبات الصغيرة لأنها تحافظ على مستوى هرمون الإنسولين وتتحاشى بذلك اعتلال المزاج، وتناول فيتامين (سي) الذي يكافح التعب والتواجد في الكيوي والبروكلي، وأخيراً لا تنسى وجبة الفطار.