ظهر بشار الأسد بشكل مفاجئ أمس في داريا بريف دمشق، وسط تكتم إعلامي وحراسة فائقة، في أول أيام الهدنة، وقال الأسد إن البلاد مصممة على استعادة كل منطقة من الأراضي السورية، فيما تشهد قواته انكسارات في معظم المناطق بينما تقتصر سيطرته على أقل من ثلث البلاد. تصريح الأسد، جاء في اليوم الأول من تنفيذ الهدنة بعد أن رضخ الأسد للإملاءات الروسية التي علقت ضرباتها الجوية على الأراضي السورية أمس وفرضت الهدنة دون العودة إلى قرار الحكومة السورية، التي سارعت إلى قبول التفاهم الروسي - الأمريكي. في غضون ذلك، طالبت الهيئة العليا للمفاوضات -الممثلة للمعارضة السورية- بضمانات حول تطبيق اتفاق الهدنة الذي دخل حيز التنفيذ عند السابعة مساء أمس (الإثنين). وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط «نريد أن نعرف الضمانات وآلية التطبيق وما هو التصنيف الذي تم اعتماده بالنسبة للإرهاب وما هو الرد على المخالفات». وتساءل: هل ستلتزم روسيا؟ وهل سيلتزم النظام بوقف قصفه وجرائمه؟، وأكد كبير المفاوضين المستقيل محمد علوش أن الأسد لن يصبر على القتل، متسائلا في تغريدة أمس: هل ستلقى هذه الهدنة مصير اتفاق فبراير. ورحب الائتلاف السوري أمس، بالجهود الدولية لتحسين الظروف الإنسانية في سورية، من دون أن يحدد موقفا واضحا من الاتفاق. وقال في في بيان إن جهدا دوليا صادقا يرمي إلى التخفيف من معاناة شعبنا، يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح وسنتعامل معه بإيجابية. وشدد على ضرورة توافر آليات مراقبة واضحة لتثبيت الخروقات والجهات التي قامت بها. وأكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس (الإثنين) من أن الهدنة قد تكون الفرصة الأخيرة لإنقاذ سورية. وقال: نعتقد أن الحل الواقعي والممكن الوحيد للنزاع هو حل سياسي في نهاية المطاف، لكنه اعتبر أنه من المبكر جدا الخروج بخلاصات حول الهدنة. وفي موسكو أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لوكالة (ريا نوفوستي) أمس، أنه من المفترض أن يدعو ستافان دي ميستورا إلى المفاوضات السياسية في بداية أكتوبر. وقبل ساعات على بدء العمل بالهدنة، قتل 13 مدنيا، جراء قصف من طائرات حربية استهدف بلدة معرة مصرين في ريف إدلب الشمالي.