أكّد عضو مفاوض في وفد المعارضة السورية اليوم (السبت)، أن الموفد الدولي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا عرض على وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» فكرة تنص على بقاء الرئيس بشار الأسد في منصبه بصلاحيات محدودة مع تعيين ثلاثة نواب له تختارهم المعارضة، الأمر الذي رفضته الأخيرة بالمطلق. وقال المصدر في وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» في جنيف، رافضاً الكشف عن اسمه «طرح السيد دي ميستورا خلال اجتماعنا به أمس فكرة أوضح أنها ليست وجهة نظره الشخصية من دون أن يحدد مصدرها» تنص على «أن يعين الأسد ثلاثة نواب له وقال لنا أنتم من تختارونهم، على أن ينقل صلاحيات الرئاسة السياسية والعسكرية اليهم»، مضيفاً «بمعنى إبقاء الأسد (في منصبه) وفق المراسيم البروتوكولية» في مرحلة الانتقال السياسي. وأوضح أن دي ميستورا نقل هذه الأفكار «للخروج من دوامة الحلقة الفارغة التي ندور فيها بمعنى تشكيل هيئة الحكم الانتقالي قبل الدستور أو وضع الدستور قبل هيئة الحكم الانتقالي». وأكد المصدر أن الوفد المفاوض الممثل ل «الهيئة العليا للمفاوضات رفض هذه الفكرة رفضاً قاطعاً.. وقلنا له إن هيئة الحكم الانتقالي هي الجهة المكلفة بوضع المبادئ الدستورية على غرار تجربة ليبيا والعراق والكونغو». واستأنف دي ميستورا الأربعاء الماضي، جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة قال إن جدول أعمالها يركز على بحث الانتقال السياسي ومبادئ الحكم والدستور. وبحسب المصدر، فان دي ميستورا طرح هذه الافكار بمثابة «مخرج لنقل صلاحيات الرئيس الى نوابه، وبذلك يكون الرئيس اعطى صلاحياته في ظل الدستور الحالي الذي لا ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالي». وأضاف أن «إعداد دستور قبل تشكيل هيئة الحكم الانتقالي يطرح اشكالية في ظل الدستور السوري الحالي». وكان الرئيس السوري ذكر في مقابلة مع وكالة «ريا نوفوستي» الروسية نقلتها «وكالة الأنباء السورية» (سانا) نهاية الشهر الماضي، أن الكلام عن هيئة انتقالية «غير دستوري وغير منطقي». وأبدى المصدر ذاته الانزعاج جراء «ما نلاحظه من خطوات الى الوراء من جانب الأميركيين ودول داعمة أخرى لناحية التراجع عن دعم مطالبنا بشأن رحيل الأسد ورفع الحصار عن المناطق وادخال المساعدات الإنسانية والتعامل مع تكرار انتهاك وقف اطلاق النار» الساري في مناطق عدة بموجب اتفاق أميركي - روسي تدعمه الأممالمتحدة منذ 27 شباط (فبراير) الماضي، ويتعرض لخروقات متكررة أخيراً. وقال إن الوفد المعارض سيلتقي مجدداً دي ميستورا مساء بعد غد لاستكمال البحث حول الانتقال السياسي وكيفية تشكيل هيئة الحكم الانتقالي. وتنص خارطة الطريق التي تتبعها الأممالمتحدة في المفاوضات على انتقال سياسي خلال ستة أشهر، وصياغة دستور جديد، واجراء انتخابات خلال 18 شهراً، من دون أن تحدد شكل السلطة التنفيذية التي ستدير البلاد أو تتطرق الى مستقبل الأسد.