التقى رئيس تايوان ماينج جو، أمس في تايبيه، الأمين العام الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، ووفد رابطة العالم الإسلامي، الذي يتواجد حاليا في تايوان لحضور مؤتمر (الأقليات المسلمة والتحديات المعاصرة)، الذي تنظمه الرابطة، بالتعاون مع جمعية المسلمين في تايوان، ووزارة الخارجية التايوانية، كما التقى الوفد وزيري الداخلية زان تشن والخارجية دفيد ألين. على صعيد متصل، اختتم مؤتمر (الأقليات المسلمة والتحديات المعاصرة)، في تايبيه أمس، وأكد الدكتور التركي في الحفل الختامي، بحضور نائب وزير الخارجية التايواني، أن المؤتمر خطوة مهمة فيما يتعلق بالأقليات المسلمة، ويتلوه الكثير من البرامج مع الأقليات المسلمة، والمسؤولين في المجتمعات التي يعيشون فيها.وأيد المشاركون في البيان الختامي للمؤتمر الإجراءات التي اتخذتها المملكة ودول الخليج العربي والدول المتعاونة بعاصفة الحزم في التصدي للعصابات الإرهابية الحوثية، الخارجة عن النظام في اليمن، استجابة لطلب الحكومة اليمنية الشرعية، وحماية الشعب اليمني من بطش الإرهابيين وجرائمهم، وتأمين حدود المملكة وحماية سيادتها ومقدساتها. وشكروا المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على جهودها في خدمة الإسلام، وتحقيق التضامن والتعاون بين شعوب الأمة ومؤسساتها، ومواجهة التطرف والإرهاب والطائفية، ودعم الأقليات المسلمة. ورأى المؤتمر تكوين مجالس إسلامية عليا في دول الأقليات، تتكون من الهيئات والمؤسسات المحلية لتنسيق جهود المسلمين وتعاونهم مع حكومات دولهم وشعوبها، وإيجاد مؤسسات إسلامية خاصة برعاية المرأة والطفل والشباب وفق التصور الإسلامي، وتكوين لجنة متخصصة بأحوال الأقليات المسلمة، تنظر فيما توصل إليه هذا المؤتمر، وما قدم فيه من أبحاث، وتستخلص ما ترى عرضه على المجمع الفقهي الإسلامي للنظر فيه. مسؤولية الأقليات وأكد المشاركون على أن يكون أبناء الأقلية المسلمة قدوة في السلوك والتعامل، وأسوة في الأخلاق والأمانة والصدق والتعاون والوفاء بالعهد، وأن يكونوا جسور حوار وتواصل مع الآخرين، وأن يبذلوا المزيد من الجهد في التعريف بالإسلام نظريا وعمليا، ورد الافتراءات المثارة حوله بالحكمة والموعظة الحسنة، وإشاعة النهج الإسلامي في المكونات الثقافية الأخرى، وإبراز روائع الحضارة الإسلامية من خلال قيادتها التاريخية لركب الحضارة الإنسانية، والانفتاح على المجتمعات التي تعيش فيها الأقليات، والحوار مع أتباع الأديان والثقافات المختلفة، والتعاون معهم بما لا يخل بالهوية الإسلامية، والحرص على تحقيق اندماج الأقليات في مجتمعاتهم، والمشاركة في تنميتها، مع الحفاظ على الأسس الدينية والخلقية التي جاء بها الإسلام, والاستفادة من التجارب الناجحة في بعض مجتمعات الأقليات، والسعي بالطرق القانونية إلى تعديل القوانين التي قد تنتقص حقوق المسلمين وتحول دون ممارستهم لشعائرهم الدينية. المجامع الفقهية وأكد المؤتمر على مراعاة حقوق الأقليات المسلمة الدينية؛ والثقافية؛ والاجتماعية؛ والاقتصادية التي كفلتها لها الأنظمة الوطنية في البلدان التي تعيش فيها، ومراعاة مقاصد الشريعة وغاياتها في علاج مشكلات الأقليات المسلمة، والموازنة بين الترخيص والتأصيل، والتأسيس في معالجة قضايا الأقليات المسلمة بما يعينها على المحافظة على هويتها الخاصة، والاندماج الإيجابي في المجتمعات التي تعيش فيها، والعناية بالظروف المكانية عند النظر في القضايا الخاصة بالأقليات المسلمة بما يعينهم ويفي باحتياجاتهم في العبادات والمعاملات، وأن يشارك في ذلك فقهاء وخبراء من بلدان الأقليات ما أمكن، والتعاون والتنسيق بين مؤسسات الإفتاء وهيئاته والمجامع الفقهية في العالم بما يسهم في حل المشكلات، مع مراعاة فقه الأولويات والواقع والخصوصيات الزمانية والمكانية. مجتمع الأقليات ناقش المؤتمر تنامي ظاهرة العنف والتطرف المتمثلة في الاعتداء على المسلمين ومساجدهم ومؤسساتهم في بعض البلدان، ورأى تمكين المسلمين من إنشاء مؤسساتهم التعليمية والاجتماعية التي تحفظ خصوصياتهم الثقافية والدينية، وإيقاف حملات التشويه للإسلام احتراما لمشاعر مواطنيها المسلمين، والتصدي للقوى المتطرفة التي تستهدف المسلمين ومساجدهم ومؤسساتهم، لما في هذا التشويه من تفتيت للوحدة الوطنية، وتهديد للسلم المحلي والعالمي، والعدل مع المسلمين، ومنحهم حقوقهم، واحترام خصوصيتهم الدينية والثقافية، وإعطائهم الفرصة للإسهام في تنمية أوطانهم، والتعامل معهم دون تمييز بينهم وبين غيرهم، والتواصل مع العالم الإسلامي، وتعزيز العلاقات مع المؤسسات الإسلامية العالمية لخدمة الأقليات بما لا يتعارض مع المصالح الوطنية والاتفاقات الدولية، والاستفادة من التنوع الثقافي للأقليات المسلمة في خطط التنمية، وبناء مجتمع متجانس على أساس من المواطنة التي يتساوى فيها الجميع، وتثقيف المسلمين في احترام القانون في المجتمعات التي يعيشون فيها وفتح الحوار والمناقشة فيما يحقق الأمن الاجتماعي. الدول الإسلامية وأوضح المشاركون أهمية تزويد الأقليات المسلمة بترجمات معاني القرآن الكريم والكتب الإسلامية التي تبين أحكام الإسلام باللغات المحلية، ومساعدة الأقليات في إنشاء المدارس التي تلبي حاجات المسلمين، ومساعدتهم في بناء المساجد وإيجاد المصليات في المدن التي تحتاج إلى ذلك، والتعاون معهم في تأسيس أوقاف للمساجد والمراكز الإسلامية لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتوفير المنح الدراسية في الجامعات في العالم الإسلامي لأبناء الأقليات، ودعم برامج الأسرة والمرأة والطفل في مجتمعات الأقليات المسلمة ومساعدتها في وضع برامج التنمية البشرية والثقافية والتعاون معها في تنظيم المناشط الإسلامية والثقافية والتربوية والتعليمية المشتركة، وتقديم العون لوسائل الإعلام الخاصة بالأقليات المسلمة لتسهم في نشر الوعي الإسلامي ومعالجة التحديات التي تواجه المسلمين. وأوصى المؤتمر المجامع الفقهية الاهتمام بمعالجة قضايا الأحوال الشخصية للأقليات المسلمة، والفصل في الخصومات وفق أحكام الشريعة الإسلامية ضمن تصور كلي يجعل هذه الأحكام حجة لدى الجهات القضائية في العالم الإسلامي وخارجه، وإعانة الأقليات المسلمة في استرداد المساجد والأوقاف التي صودرت في بعض البلدان التي تعيش فيها أقليات إسلامية.