خرج العلماء المشاركون في الندوة العالمية «فقه الأقليات في ضوء مقاصد الشريعة .. تميز واندماج» بالتشديد على «أن الاختلاف في الثقافات والأجناس والأديان مظهر من مظاهر إرادة الله عز وجل، وآية من آياته في الخلق»، مطالبة بالاستفادة في ذلك «من مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز الرائدة للحوار وما فيها من مبادئ إنسانية». وقدرت الندوة التي دعت إليها رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع المعهد العالمي للفكر والحضارة الإسلامية وقسم الفقه وأصول الفقه في الجامعة الإسلامية العالمية في كوالالمبور في ماليزيا، في ختام جلساتها البارحة الأولى، «التعايش الإيجابي المثمر المبني على التسامح والتعاون بين الجاليات المسلمة والمواطنين من غيرهم في العديد من دول العالم». ودعت الندوة الجاليات الإسلامية في العالم إلى «التمسك بالإسلام وفق منهجه في التوسط والاعتدال، والحذر من الانجرار إلى منزلقات التعصب القومي أو الوطني، والبعد عن المفاهيم التي تؤثر على وحدة المسلمين أو تعيق تعاونهم مع المجتمعات التي يعيشون فيها، والانفتاح على المجتمعات التي تعيش فيها، والحوار مع أتباع الأديان والثقافات المختلفة، والتعاون معهم بما لا يخل بالهوية الإسلامية». واستعرضت الندوة جهود المجامع الفقهية في العالم الإسلامي، ودعتها إلى مواصلة جهودها في بحث قضايا الأقليات المسلمة «لتعيش وفق إسلامها حياة ميسرة بلا حرج في الدين ولا عنت في الدنيا»، وأوصتها «مراعاة حقوق الأقليات المسلمة الدينية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي كفلتها لها الدساتير الوطنية في البلدان التي تعيش فيها، والموازنة بين فقه الترخيص وفقه التأصيل والتأسيس في صلاح قضايا الأقليات المسلمة بما يعينها على المحافظة على هويتها الخاصة». وناقشت الندوة تنامي ظاهرة التعصب المتمثلة في الاعتداء على خصوصية الأقليات المسلمة في بعض البلدان التي تهدف إلى طمس الهوية الثقافية للمسلمين بذريعة المحافظة على الوحدة الوطنية. وطالبت الدول التي تعيش فيها تلك الأقليات «بتمكين المسلمين من إقامة شعائرهم الدينية، وإنشاء مؤسساتهم التعليمية والاجتماعية التي تحفظ خصوصياتهم الثقافية والدينية، وإيقاف حملات التشويه للإسلام، والنظر إلى المسلمين على أنهم مواطنون لهم حقوق المواطنة وعليهم واجبات في تنمية وطنهم». وناشدت الندوة منظمة المؤتمر الإسلامي تنفيذ قراراتها «التي أكدت مرات عديدة على وجوب وضع استراتيجية إسلامية مشتركة لتحرير القدس من الاحتلال وحماية المسجد الأقصى من أي عدوان».