قال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، في لقائه في تايبيه بوزير الشؤون الخارجية التايواني دافيد لين: «إن المملكة تؤكد على الدوام على احترام القوانين في مساعداتها للأقليات الإسلامية في بلدان العالم». وكان التركي ولين افتتحا مؤتمر (الأقليات المسلمة والتحديات المعاصرة)، أمس، الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي، ووزارة الخارجية التايوانية، والجمعية الإسلامية في تايوان. وفي كلمة ألقيت بالنيابة، أوضح الرئيس التايواني ماينغ جيو، أن المسلمين الذين يبلغون 1% من سكان بلاده، يجدون كل تقدير واحترام، مبينا أن كل الثقافات في بلاده تعيش في سلام ووئام تام، وهناك قنوات مفتوحة من الحوار بين أتباع المعتقدات. وتطرق بعض المتحدثين في جلسات الأمس من المؤتمر إلى (عاصفة الحزم)، مؤكدين أن المملكة اتخذت قرارا سليما في صد المليشيات المتمردة في اليمن بناء على طلب من السلطة الشرعية في اليمن. الدكتور عبدالله التركي، في كلمته في افتتاح المؤتمر، تطرق إلى عملية (عاصفة الحزم) بتأكيده على أنها نصرة لليمنيين، واستجابة لحكومتهم الشرعية في حمايتهم من عبث الجماعات الإرهابية التي نشرت الذعر والفساد في أرجاء اليمن. وحول موضوع المؤتمر، أكد الدكتور التركي على اهتمام المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بشؤون الأقليات المسلمة، والحرص على توثيق التواصل بينها في مختلف أنحاء العالم. وأوضح التركي أن المؤتمر يركز على دراسة واقع الأقليات المسلمة والتحديات المعاصرة التي تواجهها، مبينا أن الرابطة ستضع ما يصدر عنه تحت نظر المؤسسات والجهات المعنية بالأقليات المسلمة وقضاياها، للاستفادة منه في صياغة برامج عمل ومناشط تعود بالنفع على أبناء الأقليات المسلمة. ودعا التركي الأقليات المسلمة إلى التوازن بين الاندماج مع المكونات الأخرى في مجتمعاتها والمحافظة على مكوناتها، موضحا أن المشاركة في تنمية المجتمع الذي تعيش فيه وأداء الواجبات الوطنية لا تتنافى مع الحفاظ على الهوية والتمسك بالثقافة الإسلامية. وطالب الأقليات المسلمة أيضا بالتعريف بحقائق الإسلام، والتصدي لحملة التخويف منه وتصحح الصور المغلوطة المنطبعة في أذهان الكثيرين، بسبب الحملة المعادية ضد الإسلام، التي اتخذت من أعمال العنف والإرهاب التي يقوم بها بعض المنتسبين للإسلام مسوغا لترويج الدعاوى الكاذبة. من جهته، أوضح وزير الشؤون الخارجية في تايوان دافيد لين، الذي يحتفي بوفد الرابطة اليوم في حفل عشاء، أن دعم بلاده للمسلمين سوف يستمر، مثل باقي الديانات بها، متطلعا لمزيد من التعاون مع رابطة العالم الإسلامي لدعم مسلمي بلاده، التي تحرص على النشاطات الإنسانية وتسعى للتعاون مع هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التابعة للرابطة، مؤكدا أن مختلف الديانات تعيش في تايوان باحترام وتفاهم متبادل، مما أعطى تايوان ثقافة متنوعة وثرية، خصوصا مع وجود حرية في العبادات لكل أتباع ديانة. وتطرق الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية إحسان طيب في مداخلته إلى اتجاهات الإعلام الغربي في التعامل مع قضايا المسلمين، موضحا أن الإعلام لم يقدم الصورة الحقيقة عن الإسلام. وقد يدعو المؤتمر بلدان الأقليات المسلمة إلى مراعاة خصوصية الأقلية المسلمة فيها، وسن القوانين التي تحفظ لها حقوقها على أساس من المواطنة والعدالة الاجتماعية، وعدم الانسياق إلى ثقافة الهيمنة الحضارية التي تعتدي على خصوصية الآخرين، وتنال من هويتهم الثقافية. على صعيد متصل، احتفى الممثل التجاري للمملكة في تايوان طلعت إبراهيم المسلمي، بوفد الرابطة برئاسة أمينها العام الدكتور عبدالله التركي، الذي يزور تايوان لعقد مؤتمر (الأقليات المسلمة والتحديات المعاصرة)، والالتقاء بالقائمين على المؤسسات الإسلامية في تايوان.