يفاجأ القادم لمدينة جدة عبر بوابتها الجنوبية الممتدة من طريق الساحل الدولي، بانعدام بعض الخدمات التي يجب توافرها في مدخل أية مدينة عموما فكيف بالحال إذا كانت مدينة تعتبر واجهة للسياحة والاقتصاد. ويعاني المدخل من انعدام اللوحات الإرشادية إذ لا يوجد سوى لوحات متهالكة فقدت بعض أجزائها بالإضافة إلى انعدام أعمدة الإنارة، وكذلك تهالك طبقات الإسفلت وانتشار الحفر الوعائية ما يجبر أصحاب المركبات بالتوجه للورش القريبة بسبب العطب الناتج عن تلك الحفر والهبوطات الإسفلتية. «عكاظ» تجولت في هذا المدخل، والشوارع الفرعية المجاورة له بحي السنابل ورصدت آراء السكان وبعض القادمين عبر المدخل لجدة، حيث طالب عدد من المواطنين بتطوير مدخل جدةالجنوبي، وإعطائه شيئا من الاهتمام ليكون علامة على تطور العروس، خاصة أن المدخل تتوافد عليه عشرات الآلاف من المركبات القادمة من مناطق ومدن ومراكز جنوب المملكة بالإضافة للقادمين من اليمن الشقيق. يقول محمد الزهراني: إن المدخل يعاني من انعدام المسطحات الخضراء إذ إن أعمال التشجير والتزيين لا وجود لها بهذا المدخل مما يشعر الزائر للوهلة الأولى بأن الظلام المخيف والكئيب سمة من سمات المدينة، ويلاحظ الزائر كذلك انتشار الشاحنات المتوقفة على طرفي المدخل ولمئات الأمتار شمالا. كما أن غياب وضع الحواجز بجانبي الطريق يجعل الشاحنات المتحركة تهدد حياة القادمين للمدينة وكذلك المغادرين. وأضاف: تنتشر المستنقعات المائية بروائحها التي تزكم الأنوف على حواف المدخل. وذكر المواطن سعيد حسني بقوله: أنا دائم التردد على مدينة جدة عبر بوابتها الجنوبية إلا أن هذا المدخل رغم مرور عشرات الآلاف من المركبات به بشكل يومي باعتباره طريقا دوليا إلا أنه ما زال بحاجة للاهتمام من قبل الجهات الخدمية فالحفر الوعائية والهبوطات الإسفلتية تستقبل القادمين للمدينة عبر هذا المدخل كما أن عدم وجود حواجز حديدية يزيد من المخاطر بسبب مرور الشاحنات وقطعها الطريق من الشرق للغرب والعكس دون أن تعبأ بخطورة الوضع بالإضافة إلى غياب أعمدة الإنارة والرصف وعدم جودة اللوحات الإرشادية للداخل للمدينة كما أن بعض هذه اللوحات قد سقط. وانتقد محمد المالكي، وسعد الغامدي، وخالد محمد، قلة توفر الخدمات بالمدخل من إضاءة ورصف ولوحات إرشادية كما تحدثوا عن الوضع المتردي للطريق وانهياراته الإسفلتية وانتشار الحفر الوعائية التي تلحق أضرارا بالمركبات القادمة وكذلك انتقدوا تجاهل المستنقعات المائية التي تغير لونها للأخضر خاصة شرق المدخل بجوار حي السنابل. ونوهوا إلى أن مدينة جميلة كجدة حري بأن يتم الاهتمام بمداخلها لتعطي انطباعا للزائر لها على رقيها وجمالها. كما طالبوا بتغيير اللوحات الإرشادية وزيادتها وتشجير المكان الفاصل بين السيارات القادمة والمغادرة كباقي المدن. كما استغرب المواطنون غياب اللوحات التي توضع لوداع الزوار عادة كباقي المداخل في المدن حتى الصغيرة منها. فيما قال خالد حميد، أحد سكان حي السنابل: للأسف «لا حياة لمن تنادي» نحن نطالب منذ فترة طويلة بالاهتمام بمدخل جدةالجنوبي باعتباره مدخلا أيضا للحي، فالمستنقعات تنتشر بالقرب من المدخل والحي، وكذلك الروائح الكريهة بسبب انتشار المخلفات دون رفعها بشكل سريع، رغم تطور المباني مما ينذر بكارثة صحية، وطالب جهات الاختصاص بالقيام بواجباتها تجاه الحي والمدخل عموما. أما المواطن جابر يحيى، فقد استغرب السماح للشاحنات بالوقوف على حافتي الطريق خاصة في الليل وفي ظل غياب أعمدة الإنارة مما يجعل الخطر قائما على أصحاب المركبات القادمين من المدخل. من جهته، أوضح مصدر مسؤول في بلدية أم السلم أن أمانة محافظة جدة تنفذ حاليا مشروعا لتطوير وتأهيل طريق مكةالمكرمة القديم بما يتناسب وأهميته، خصوصا أن العديد من الحجاج والمعتمرين يسلكونه لتجنب الازدحام المروري في طريق الحرمين. مضيفا أن أمانة محافظة جدة تبذل جهودا كبيرة من أجل صيانة وترميم وتحديث بوابات ومداخل عروس البحر الأحمر، بما يتلاءم مع مكانتها باعتبارها بوابة الحرمين الشريفين، والمعبر الرئيسي للحجاج والمعتمرين. وقال: إن ذلك يتم من خلال مشروع تطوير بوابات مدينة جدة ومداخلها والعمل على تحسينها وتحديثها، والقيام بأعمال الصيانة والنظافة الدورية في مواقع المشروع، وتنفيذ شبكات الري لزراعة الموقع بالنجيلة والأشجار والشجيرات، فضلا عن أعمال رفع الدمارات ونظافة الموقع، وأعمال تركيب الأرصفة والبلاط، مشيرا إلى انتهاء أعمال رفع المخلفات والدمارات وتسوية الموقع في حديقة الشاطئ، فيما لا يزال العمل جاريا لتنفيذ الأرصفة وتركيب البلاط وزراعة الموقع بالنخيل البلدي والشجيرات.