تحول معظم شوارع جدة إلى حفر وأخاديد وهبوطات في ظل صمت أمانة المحافظة تارة، وتصريحات مسؤوليها تارة أخرى عن رصد مستمر للحفر والهبوطات ومعالجتها، وفي حي التوفيق (السامر 3) شرق محافظة جدة تبدو المشكلة أكثر وضوحا حيث تتزايد الهبوطات والحفر الوعائية في معظم شوارع الحي مشكلة مصائد لسائقي المركبات، وهو ما جعل الأهالي يستغربون هذه التصريحات التي لا تقدم ولا تؤخر. ويعزو عدد من السكان هذه المشكلة إلى سوء التنفيذ للسفلتة، مشيرين إلى أن المقاول لو التزم بالمواصفات المعتمدة لما ظهرت تلك الحفر والهبوطات، إضافة إلى أن أعمال الصيانة المتكررة وكشط الأسفلت وعدم التزام الشركات المنفذة بإعادة الموقع إلى ما كان عليه في السابق، وذلك لاسباب عدة أبرزها غياب التنسيق بين الجهات المختصة، ارتفاع منسوب المياه الجوفية، او ان هذه الشوارع لم تصمم لمرور الشاحنات والمعدات الثقيلة مع غياب المعايير الاسفلتية حيث اصبحت اعادة السفلتة تتم بصورة عشوائية. وقالوا أنهم كثيرا ما يسعدون بسفلتة شارع ما، ولكنه لا يلبث أن يعود بعد فترة قصيرة أسوأ مما كان عليه في السابق، وتبدو المشكلة أكثر وضوحا مع هطول الامطار حيث تتزايد الهبوطات والحفر الوعائية في الشوارع بحيث يتعذر على السيارات المرور بها. واقترح السكان للحد من هذه الأضرار، اشتراك القطاع الخاص، وتخصيص نوع من الاسفلت عالي الجودة وبمعايير خاصة تناسب شتى انواع السيارات بما فيها الشاحنات الثقيلة. إلى متى يستمر هذا الوضع؟ وفي هذا الإطار يقول أحمد الغامدي: الوضع في حي التوفيق يندى له الجبين، حيث الاضرار المزمنة في شوارعه والتي تعرقل حركة المرور وتضر بالسيارات، فأنا سيارتي اصلحتها عدة مرات، فإلى متى يظل الوضع هكذا والأمانة تحظى بميزانية عالية لسفلتة وترميم الشوارع؟ وعود متكررة لا تنفذ بدوره يقول حسين الزهيري: اجد حينا هذا وحيدا من بين أحياء جدة.. لا انارة ولا ارصفة تم تنفيذها واستكمالها على الوجه المطلوب، واذا اتصلنا على الامانة لا نجد منهم التفاعل المطلوب، ولا شيء سوى وعود متكررة لا تنفذ. كمامات إجبارية ويشكو الطفل محمد علي بانه حين يذهب الى المدرسة صباحا يرغمه والده على لبس الكمامات التي تمنعه من التنفس بشكل طبيعي، كون الكثير من أعمال السفلتة والارصفة غير المكتملة تؤدي الى إثارة الاتربة التي تجلب الامراض مثل الربو وضيق التنفس. تقاطعات خطيرة وحين مروري برفقة زميلي المصور محمد الاسمري لأخذ الصور المعبرة عن واقع الحي، مرت بجوارنا سيارة تنطلق بسرعة فائقة كادت ان تأخذنا في طريقها، وذلك لان التقاطعات الخطيرة في الشوارع تفتقر الى اللوحات الارشادية والمطبات الصناعية. وعن ذلك قال عدد من سكان الحي أنهم سجلوا بلاغات متكررة لدى المجلس البلدي ولكنها لم تجد نفعا. مشروع لتخفيض «الجوفية» في السامر وأوضح المهندس حسن صالح جواح أنه تم تنفيذ مشروع لتخفيض منسوب المياه السطحية (الجوفية) في حي السامر 3 (التوفيق) كجزء من منظومة مشاريع لمعالجة المياه السطحية التي يؤدي ارتفاع منسوبها إلى تأثير سلبي على طبقات الأسفلت والأرصفة وأساسات المباني، لافتًا إلى أن السبب الرئيس في المشكلة هو غياب شبكة الصرف الصحي وتسرب مياه البيارات إلى التربة مما أدى إلى تشبعها بالمياه وارتفاع منسوبها. وأضاف: يحدث أحيانا أن تقل كفاءة الشبكة بسبب التعديات عليها والتوصيلات غير النظامية من قبل بعض المواطنين، مما يؤدي إلى تقليل كفاءة الشبكة نظرًا لحساسيتها حيث تتكون من أنابيب مخرمة محاطة بطبقة قماشية ذات نفاذية للسماح بمرور المياه من التربة إلى داخل تلك الأنابيب لتصريفها من المواقع المتضررة، وهكذا فإن توصيل مياه البيارات عليها يسبب انسدادًا تلك الفتحات وبالتالي تقليل كفاءة الشبكة او تعطيلها بالكامل في بعض الأحيان. نقل المسؤولية ل «الوطنية» وبين أن أمانة محافظة جدة قامت باستكمال تصاميم شبكات تخفيض المياه السطحية لجميع الأحياء المتضررة، حيث بدأت منذ حوالي 7 سنوات تقريبا بمعالجة تلك المواقع من خلال إعداد تصاميم الشبكات وطرح المشاريع لتنفيذها على عدة مراحل، وبعد صدور الأوامر السامية الكريمة في 22/2/1432ه والتي بموجبها تم تشكيل اللجنة الوزارية واللجنة التنفيذية لمعالجة تصريف الأمطار والسيول بمحافظة جدة والاستعانة بشركة أرامكو السعودية للمساهمة في الإشراف على إعداد وتنفيذ المشاريع، قامت الأمانة بتسليم جميع الوثائق والتصاميم الخاصة بتخفيض المياه السطحية لإدارة مشروع تصريف الأمطار والسيول بمحافظة جدة (أرامكو) ليتم مراجعتها واعتمادها من قبل استشاري المخطط العام (شركة ايكوم الأمريكية) وطرحها للتنفيذ من خلال شركة المياه الوطنية. وسيتم رفع التقارير اللازمة الى الادارة العامة لاصلاح الطرق وبإذن الله سوف تنتهي مشكلة السفلتة للحي في اقرب وقت ممكن.