أنهت أمانة جدة رصد الحفر الوعائية والهبوطات التي انتشرت في المحافظة جراء سيول الأربعاء من شهر ذي الحجة الماضي. وأكد مدير المركز الإعلامي في الأمانة أحمد الغامدي، بدء العمل على إصلاح هذه الحفر والهبوطات، مشيرا إلى أن الأمانة تراجع خطة العمل وتعيد توزيع فرق الصيانة وتدعم العقود الجارية لتغطية الشوارع والأحياء التي لحقت بها الأضرار، إضافة إلى طفوحات المجاري المتكررة في عدة أحياء، وأوضح أن ارتفاع مستوى المياه الجوفية كان سببا رئيسيا في انقشاع الطبقة الإسفلتية بعد أن تآكلت أساساتها، وهو ما أدى إلى تفتتها وتكوين الحفر الوعائية في حالات وهبوطات في أخرى، مشددا على أهمية عدم استخدام البعض لمواد الغسيل الكيميائية التي تساهم في تفتيت الإسفلت، مضيفا أنه تمت معاينة وإصلاح 70 مليون متر مربع من مساحة الأحياء والشوارع التي تمت معالجتها من أصل 340 مليون متر مربع مساحة أحياء جدة كمرحلة أولية. وفيما تواصل فرق الأمانة الميدانية رصدها للحفريات وإصلاحها، تنتشر العديد من الهبوطات والانقشاعات الإسفلتية في أنحاء المحافظة، والتي تسبب خسائر مالية متكررة لسائقي المركبات جراء تحطم تجهيزاتها الميكانيكية الداخلية، وهو ما يزيد من استغلال بائعي قطع الغيار والأيدي العاملة على الإصلاح، فيما يعزف العديد من السائقين عن الصيانة الدورية لمركباتهم معرضا نفسه وآخرين للخطر. ويروي زهير الأحمدي وهو من سكان بني مالك، معاناته مع الطريق إلى مدرسة أحد أبنائه ذهابا وإيابا: إن «الهبوطات والحفر المفاجئة تخرجني من منزلي في الصباح الباكر متعكر المزاج وتعيدني كذلك، وكأن الازدحام المروري في الشوارع الرئيسية لم يعد كافيا بما تسببه من إزعاج، والهرب من هذه المشكلة عبر الشوارع الداخلية لم يعد مجديا بسبب الحفر والهبوطات التي تصادفني عنوة دون تحذيرات، الأمر الذي يدفعني للوقوف إلى جانب الطريق في حالة الوقوع في حفرة كبيرة لمعاينة سيارتي خوفا من إلحاق الضرر بها». ويشير نواف سعيد طالب في الجامعة إلى أن الحفر التي تواجهه في شوارع الجامعة بعد تضرر الطبقة الإسفلتية من السيول كونت حفرا كبيرة سقطت مركبته في إحدى مصائدها ذات مرة مما دفعه إلى إيقافها جوار إحدى الورش لعدم تمكنه ماليا من إصلاح الضرر الذي لحق بها». من جهته، أوضح مدير إدارة الصيانة الذاتية في أمانة جدة نواف بن حميد الحيدري أنه «تم إنشاء فرق صيانة ذاتية تعمل في أوقات الطوارئ والأزمات، وستعمل هذه الفرق على مساندة البلديات الفرعية في تسديد بلاغات الحفر وصيانة الأرصفة، وتغطية فتحات الأرصفة الجانبية».. الجدير بالذكر أن معظم الأحياء السكنية في مدينة جدة ذات مستويات منخفضة فيما ساهمت الأمطار التي هطلت على جدة والتسربات من مياه الصرف الصحي إلى طفح مستوى المياه الجوفية وهو ما أدى إلى تفتت الإسفلت وتفككه بعد تضرر البنية التحتية.