يلحظ المتجول في الأحياء الجنوبية والشرقية في جدة أنها لا تزال تحتفظ بذكريات كارثة أمطار وسيول الثامن من ذي الحجة الماضي، إذ تنتشر مخلفات السيول التي طمست ملامح الأراضي الفضاء وحولتها إلى دور مهجورة وسط الآليات والمعدات الضخمة والأسقف الحديدية والأخشاب وردميات المباني. وأوضح ل«عكاظ» مصدر مسؤول في أمانة جدة أنه سيتم توسيع دائرة النظافة للمخلفات الناجمة عن أمطار وسيول الثامن من ذي الحجة الماضي، وفق الخطط الاستراتيجية التي وضعت عقب الفاجعة، مشيرا إلى أن عمليات السفلتة والرصف والإنارة في أنحاء جدة، وبالأخص مخططات شرقي وجنوبي المحافظة مستمرة. وقال المصدر إن أعمال تنظيف مخلفات كارثة السيول لا تزال مستمرة في الأحياء الشرقية. من جهته، بين ل«عكاظ» مصدر مسؤول في بلدية أم السلم أن شكاوى سكان الأحياء المتضررة جراء الفاجعة تزداد يوما بعد آخر، بل وارتفعت حدتها «لعدم اكتمال أعمال الصيانة للطرق والشوارع العامة جنوبي جدة». ولا تخلو طرق شرقي وجنوبي جدة من الحفر العميقة والهبوطات المنتشرة والطبقات الأسفلتية المنقشعة، ما عرض المارة لأكوام من الحجارة الصلبة، مع ارتفاع نسبة التربة في الهواء جراء القيادة على طريق غير صالح ومؤهل. ودعا أهالي الحرازات (شرقي جدة) أمانة جدة للنظر إلى الطريق المؤدي إلى الحي للقادمين من جهة حي العدل، وصيانته جذريا كونه لم يخضع للصيانة منذ وقوع الكارثة، مشيرين إلى أن تلف الطريق تسبب في تحملهم خسائر مادية جراء تضرر مركباتهم لوجود عقبات طبيعية من شأنها التأثير على معدات المركبة. ويرى سكان كيلو 14 الشمالي أن سفلتة الطريق والشوارع الداخلية باتت من أهم واجبات الأمانة في مرحلة إصلاح مخططات شرقي جدة، في ظل كبر حجم الحفر الوعائية التي أدت إلى إغلاق بعض الشوارع الرئيسة لعدم القدرة على تجاوزها، بينما تسببت مخلفات السيول من أتربة متصاعدة في حالات توعك صحية.