ورحل عميد الفن السعودي الموسيقار طارق عبدالحكيم، بعد مسيرة فنية طويلة ورائعة، وسيرة حسنة يعلمها كل من عرفه عن قرب، فالفقيد الراحل كان ودودا ومرحا مع الجميع، ويحب روح المرح والدعابة، وكان لايتأخر عن زيارة من يمرض ومواساة من فقد قريبا أو صديقا، ويصر على حضور جميع المناسبات التي يدعى إليها، ويرافق كل من يزوره في متحفه الشخصي ليطلعه على تراث جميع مناطق المملكة وفنونها، وكان يزود الجميع بمعلومات وقصص عاصرها من خلال ترحاله إلى الكثير من مدن المملكة، والتي بحكم مساحتها الشاسعة تضم نماذج نادرة ومتنوعة من الفنون والتراث، وكان يحرص على تجميع عينات من الأدوات والملابس، وزي الرقصات الشعبية لكل منطقة، كما أن متحفه يضم أشرطة فيديو نادرة لهذه الفنون، وعلى الصعيد الفني تعاون الموسيقار الراحل طارق عبدالحكيم رحمه الله مع عشرات الفنانين في المملكة ومعظم دول العالم العربي، ووصلت شهرة إبداعه في التلحين لكل مهتم بالفن والثقافة في العالم العربي فمن منا لايعرف (ياريم وادي ثقيف ) و( لنا الله ) و (قلت يكفي البعد ) و(أبكي على ماجرا لي ) وغيرها الكثير من الأعمال التي أصبحت من أشهر الأغنيات السعودية في العالم العربي، وقد كان آخر لقاء لي مع الفقيد قبل أشهر قليلة من وفاته وكان معنا صديقنا الأخ فيصل سلامة، ورغم مرضه رحمه الله أبى إلا أن يضيفنا، ويسأل عن أخبارنا وأخبار أصدقائه وكان يحدثنا عن تفاصيل ذكرياته وعن مواقف مضى عليها أكثر من نصف قرن من الزمان، وأخيرا أعلم أن مساحة المقال لاتكفي لسرد لو نبذة بسيطة عن عميد الفن السعودي، وكلنا أمل في معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام أن يتبنى فكرة تخصيص مساحة في النادي الأدبي في جدة تضم التحف والأدوات والأزياء التراثية والتي كان يحتفظ بها الموسيقار الراحل طارق عبدالحكيم ، وكل الشكر لمعاليه على متابعة حالته الصحية وزيارته للفقيد في منزله قبل أشهر قليلة من وفاته. رحم الله فقيدنا طارق عبدالحكيم، وأسكنه فسيح جناته.